تقادم الخطيب : إنتفاضة إعادة رسم موازين القوي في الشرق الأوسط.

profile
  • clock 14 مايو 2021, 10:24:12 ص
  • eye 930
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إسرا-ئيل مستعدة فقط لحرب خاطفة علي طريقتها كما كان في السابق (6-7 أيام)، من خلال هيمنة جوية لسلاح الطيران وقصف مواقع معينة من أجل إلحاق الضرر بالبنية التحتية، 

وضغوط اقتصادية لإلحاق الضرر بالمقاومة، وكذلك تشكيل ضغط عليها عبر الشعب. لكن اليوم إذا استمرت المعركة طويلا مع استمرار حراك الداخل الفلسطيني في هذه الانتفاضة ستكون هناك خسائر  أكبر لإسرا-ئيل علي مستويات عدة.

 ضربات المقاومة مركزة وتعرف أهدافها جيدا، قصف مطارات، قصف قواعد جوية، قصف مصاف النفط، بمعني التركيز علي أهداف اقتصادية، 

و ذات بعد استراتيجي في نفس الوقت، وهذه خسائرها دائما ما تكون كبيرة وذات تأثير ضخم.  المفاجئة الأكبر بالنسبة لي حتي الآن هو قصف منصات القبة الحديدية ذاتها،  

مما يعني أن المقاومة لديها إحداثيات منصات الإطلاق، ما يعني امتلاكها صورا بالقمر الصناعي أو دورونز الاستطلاع، وهذا تطور كبير ولا يعرف مصدره حتي اللحظة.

 ضربات المقاومة المركزة نتج عنها و لأول مرة في تاريخ الصراع إغلاق جميع المطارات وفرض حظر تجول في الداخل في بعض المدن مثل اللد، وهذا معناه فقدان السيطرة،

 وآثاره علي السياحة والاقتصاد وغيره كبير جدا. لأول مرة في التاريخ منذ تأسيس دولة الاحتلال تصبح إسرا-ئيل معزولة، فلا طيران منها أو إليها، وليس أمامها سوي تقديم التنازلات.

ما يحدث في ذات الوقت أن إسرا_ئيل تحشد قواتها علي حدود غزة وتهدد بالغزو البري، وهو أمر يستحيل حدوثه، 

ولو حدث فستكون #غزة للجيش الإسرا-ئيلي مثل جروزني للجيش الروسي حينما تم اصطياده فيها أثناء الحرب الشيشانية، وسيتعرض الجيش النظامي لحرب عصابات لا قبل له بها.

ما أتوقعه أيضا أن المقاومة ستقوم بعمليات نوعية خلف خطوط جيش الاحتلال المتمركز علي حدود #غزة، ولو حدث هذا  فمعناه أنه قد يتم الاستيلاء علي معدات أو أسر جنود. 

الآن أصبحت كل الأراضي المحتلة في متناول صواريخ المقاومة، مما يطرح سؤالا مهما: هل إسرا-ئيل آمنة للعيش فيها؟ 

هذا السؤال سيجيب عنه أمرين أساسيين مستقبلا: نسبة هجرة اليهود إليها من حول العالم وكذلك الهجرة منها،

 والاستثمارات الاقتصادية المتدفقة إليها، والأول أثره ضخم وأكبر علي بنية الدولة والمجتمع وكذلك علي استمرارية وبقاء الدولة.   

المقاومة ربحت المعركة هذه المرة علي الرغم من عدد الشهداء والمصابين، لكنها فرضت واقعا جديدا في تاريخ الصراع، 

وألغت كل الخطط التي كان من المزمع إقامتها في المنطقة، مثل: التطبيع وصفقة القرن، والصراع مع إيران،

ومسار التسوية والتفاوض كبديل عن القاومة، والهيمنة علي المنطقة، وكذلك حصار مصر في الحبشة عبر مياه النيل. 

موازين القوي تتغير في المنطقة. أحد نتائج هذه المعركة أنه سيحدث تفاوض، أولي نتائجه سيكون رفع الحصار ولو بصورة جزئية عن قطاع غزة. 

ستنتهي تلك المعركة خلال أيام، لكن المستقبل يقول بإن المقاومة ستكون قادرة علي تطوير أسلحتها أكثر بحيث تصبح أكثر دقة وتطور الGPS وأجهزة التوجيه الموجود في تلك الصواريخ بصورة أقوي،

 إلي جانب تطوير طائراتها المسيرة، وستفرض في المواجهة القادمة معادلات جديدة أكثر تأثيرا. منذ تلك اللحظة أصبحت المقاومة جزءا من التفاوض، فالتفاوض يتم مع من يمتلك السلاح، وليس مع عباس شرطي الاحتلال في الضفة. 



التعليقات (0)