- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
توقعات ستراتفور لعام 2023.. استمرار حرب أوكرانيا وتعثر الاتفاق النووي وتراجع الغرب
توقعات ستراتفور لعام 2023.. استمرار حرب أوكرانيا وتعثر الاتفاق النووي وتراجع الغرب
- 21 ديسمبر 2022, 3:05:56 ص
- 361
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رجح موقع "ستراتفور" الأمريكي في توقعاته لعام 2023 استمرار تراجع النظام العالمي الذي يقوده الغرب، بالإضافة إلى استبعاد وقف إطلاق النار في حرب أوكرانيا، وكذلك تأزم محادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وفيما يلي تفصيل هذه التوقعات والتداعيات المحتملة لها.
تجاوز النظام العالمي الذي يقوده الغرب
سيؤدي التراجع المطرد للنظام العالمي الذي يقوده الغرب إلى تعقد الأزمات العالمية مثل تغير المناخ نتيجة مزيد من التقويض للمؤسسات العالمية وزيادة التوترات الدبلوماسية بين الدول.
وستسعى القوى العالمية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين بشكل متزايد إلى حماية أنفسهم من التعدي الاقتصادي والأمني والسياسي من منافسيهم، مما سيقودهم جميعًا إلى التحايل على المعايير المقبولة سابقًا وتجاوز المؤسسات متعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية.
وستصطف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي معًا بشكل وثيق على عدد من الجبهات، بالرغم أن التوترات الثنائية ستظهر في عام 2023 عندما سيفشل الكونجرس الأمريكي، كما هو مرجح، في تمرير قواعد ضريبية عالمية جديدة (وهي أولوية لأوروبا)، وستتصاعد الدعوات في أوروبا لفرض ضرائب الخدمة الرقمية على شركات التكنولوجيا الأمريكية.
في غضون ذلك، فإن الأولويات المختلفة بين الغرب والعالم النامي الذي تقوده الصين ستقوض المفاوضات الدولية حول المناخ والجهود التي بذلتها الدول بشكل منفرد لمكافحة ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وسيزيد ذلك من تبني الحكومات الغربية لتدابير اقتصادية حمائية (مثل التعريفات الحدودية) لدعم صناعاتها الخاصة (مثل السيارات الكهربائية)، فيما يعود ظاهريًا لسياساتها المناخية.
وقف إطلاق النار في أوكرانيا مستبعد
سيستمر غزو روسيا لأوكرانيا، لكن لن يحقق أي من الطرفين سيطرة على مساحات تكفي لتقويض الموقف التفاوضي للطرف الآخر بشكل كبير؛ ما يعني استمرار العقوبات الغربية على روسيا والضغط التصاعدي على أسعار السلع الأساسية.
وسيحاول كلا الجانبين القيام بهجوم جديد وسط قلق من أن يصبح خط المواجهة حدا ثابتا مع مرور الوقت. وستركز القوات الأوكرانية - مع الدعم العسكري الثابت من الحلفاء الغربيين- هجومها جنوبًا نحو بحر آزوف لعزل القوات الروسية في الممر البري إلى شبه جزيرة القرم، لكن من غير المرجح أن تطرد الهجمات الأوكرانية القوات الروسية من الممر.
وستقوم أوكرانيا أيضًا بتكثيف الضربات داخل روسيا على أمل أن تزيد من تقويض شعبية الحرب في روسيا، فيما ستواصل موسكو حملتها لتدمير البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، مع التركيز على الكهرباء والمياه والاتصالات.
وستؤدي أضرار البنية التحتية إلى انخفاض مستويات المعيشة في أوكرانيا وتدفقات اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي، ولكنها لن تقوض بشكل كبير من دعم الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلنسكي" أو تعطل الجيش الأوكراني.
وفي الوقت نفسه، ستستمر روسيا في تنفيذ هجمات محدودة في دونباس فيما تحضر لهجوم أكبر لتأمين المزيد من الأراضي الواقعة تحت سيطرة أوكرانيا.
وستستمر القوات الروسية بالتمركز في بيلاروسيا وعلى طول الحدود الشمالية والشرقية لأوكرانيا، لكن بيلاروسيا لن تنضم إلى الحرب بجانب موسكو، ومن غير المرجح أن تشن روسيا هجومًا جديدًا من بيلاروسيا، حيث ستركز بدلاً من ذلك على تحصين موطئ قدمها في جنوب شرق أوكرانيا.
ويعني ذلك استبعاد وقف إطلاق النار، ناهيك عن اتفاق سلام في عام 2023. ويعني ذلك أيضًا أن العقوبات الغربية على روسيا ستبقى كما هي على الأرجح وربما يتم تعزيزها على مدار العام المقبل.
أزمة جديدة حول البرنامج النووي الإيراني
من المرجح أن تنهار المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، وسط التقدم النووي المتسارع في إيران ونقل الأسلحة إلى روسيا، مما سيحفز أزمة جديدة تدفع الولايات المتحدة إلى توسيع وجودها في الشرق الأوسط، وتدفع إسرائيل إلى تصعيد حربها السرية ضد إيران.
وستستمر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران، لكن من غير المرجح أن تؤدي إلى إجبار السلطات على تنفيذ إصلاحات اجتماعية مهمة؛ لأن ذلك قد يعطي انطباعا بأن الحكومة مستعدة لتقديم تنازلات استجابة لمطالب المتظاهرين مما يحفز المطالبة بإصلاحات سياسية أكثر راديكالية.
وبدلاً من ذلك، من المحتمل أن تحافظ طهران على حملة قمع شديدة في مواجهة الاحتجاجات؛ مما يثير عدم الاستقرار المحلي، ويمكن سياسات المتشددين ويعمق عدم الثقة بين إيران والدول الغربية ويجعل حل الأزمة النووية أكثر صعوبة.
وقد يؤدي انتهاء حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية ضد إيران في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى نقل المزيد من الطائرات والصواريخ الإيرانية إلى روسيا خلال العام المقبل.
وسيؤدي ذلك مع التقدم النووي المستمر لطهران، إلى إثارة المزيد من المخاوف الغربية بشأن انتشار الأسلحة وبالتالي المزيد من عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التي تستهدف قطاع الأسلحة النووية والدفاع في البلاد.
كما أن الهوة المتزايدة بين الغرب وإيران ستقوض الجهود الأمريكية لتقليص الوجود العسكري في الشرق الأوسط، وتؤدي إلى زيادة الاستفزازات العسكرية الإيرانية ضد الجيش الأمريكي والمصالح الاقتصادية الإقليمية للولايات المتحدة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تقدم البرنامج النووي الإيراني سيعزز دعوات المتشددين في إسرائيل والولايات المتحدة لشن ضربة عسكرية لعرقلة التقدم النووي لإيران.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تقوم إسرائيل بمثل هذا الهجوم المباشر على إيران دون دعم الولايات المتحدة، وهو ما ستتحفظ واشنطن على منحه خوفًا من خطر تحفيز صراع عسكري آخر في الشرق الأوسط.
لذلك، من المرجح أن تركز إسرائيل على اتخاذ وسائل أقل عدوانية لإضعاف البرنامج النووي الإيراني، كأن تقوم بذلك من خلال العمل السري والهجمات السيبرانية.