- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
جلال نشوان يكتب : في دفيئة اليمين الصهيوني المتطرف
جلال نشوان يكتب : في دفيئة اليمين الصهيوني المتطرف
- 21 فبراير 2022, 7:49:35 م
- 498
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يجمع المحللون وقراء المشهد على صعود اليمين الصهيوني في السنوات الأخيرة ، وأصبح يتبوأ مكانة سياسية رفيعة ، حتى بات يُحسب لها ألف حساب ، و إن دل على شيء، فإنه يدل على أن «المجتمع الصهيوني اليميني، عندما يختلف مع رؤساء الحكومات الصهيونية المتعاقبة ، إنما يعبر عن رغباته في المزيد من التطرف، المحسوب النتائج، ليس إلا، وأن الخلافات السياسية، والعمليات الانتخابية داخل الكيان الغاصب ، ترى في الاعتداء على أبناء شعبنا وممارسة الانتهاكات البشعة ، منصة لتحقيق المكاسب السياسية، والانتخابية فقط.
فلو تتبعنا الاتجاهات السياسية داخل المجتمع الصهيوني ولا سيما في العقود الثلاثة الماضية نلاحظ أن هناك تصاعداً ملحوظاً لقوى اليمين السياسية والاجتماعية والدينية وبشكل مطرد، وأن «المجتمع الصهيوني »، بعمومه يتجه نحو التشدد؛ وذلك لطبيعته العسكرية ونزعته الأيديولوجية.
فكما هو معروف فإن أحزاب اليمين ، كلها تجمع على مواقف تتناقض، وأي عملية سلام في المنطقة، فالليكود الذي يتزعمه نتنياهو يعارض قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، ويسعى إلى ضم المستوطنات، والسيطرة على غور الأردن، والاحتفاظ بالمسؤولية الأمنية على المنطقة من البحر إلى النهر؛ باعتبارها «أرض للكيان الغاصب على حد زعم المسؤولين المتطرفين الصهاينة
وما حدث من بلطجة وزعرنة ( الإرهابي المتطرف عضو الكنيست إيتمار بن غفير )
حيث اقتحم حي الشيخ جراح شرق القدس المحتلة، ونصب خيمتين جديدتين فيه، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال إغلاق الطريق المؤدي لمنزل عائلات تسكن الحي وتمنع الأهالي والمتضامنين من الوصول إليه.
ولم يكتف بذلك بل نقل مكتبه إلى مقابل منزل عائلة السعو في الحي، وهو ما اعتبره الأهالي خطوة استفزازية جديدة من طرفه، وتصدوا له برفع العلم الفلسطيني بوجهه، حتى أزال المكتب.
وفي الحقيقة :
لليوم التاسع على التوالي يستمر التوتر داخل حي الشيخ جراح بعد افتتاح بن غفير مكتبا له في الحي، بزعم أن هذه الخطوة من شأنها أن توفر الحماية للمستوطنين، فيما تواصل قوات الاحتلال اعتداءاتها المتكررة على المكتب الرمزي الذي أقامه ناشطون مقدسيون في الحي، علما بأن الاحتلال أزاله عدّة مرّات وأعاده الناشطون رغم الاعتداءات
إن الاعمال الاستفزازية التي يقوم بها ايتمار بن غفير عضو الكنيست الصهيوني من اتباع منظمة( كهانا الارهابية) في حي الشيخ جراح وغيرها من الاحياء في مدينة القدس ، لا يمكن ان تكون منفصلة عما تقوم بها اللجان الرسمية والحكومية الصهيونية ( حكومة المستوطن بينيت ) ، بل ان ما يقوم به هذا المتطرف العنصري هي بدفع من وزراء واعضاء كنيست صهاينة متطرفين لمقدمة لما هو أسوأ من ذلك.
وما تصريحات شرطة الاحتلال الإجرامية بأن اعضاء كنيست يستغلون حصانتهم البرلمانية بصورة سيئة ، والمقصود هنا العنصري بن غفير ، ليست سوى تصريحات هدفها ذر الرماد في العيون في حين تقوم هذه الشرطة بحمايته والدفاع عنه وممارسة القمع والعنف تجاه المواطنين المقدسيين الذين يدافعون عن منازلهم والمتضامنين معهم.
فباستطاعة الشرطة الصهيونية ، ان ارادت ان تغلق المنطقة وتمنع العنصري بن غفير من دخول الحي والقيام بأعمال استفزازية ضد المواطنين هو ومن معه من مناصريه من اتباع تنظيم كهانا الارهابي.
ولكن تحاول شرطة الاحتلال بدعوى وجود حصانة برلمانية معه لا تستطيع فعل اي شيء ، في حين ان باستطاعتها فعل الكثير لمنع مثل هذه الاستفزازات والتي كان آخرها يوم امس عندما نقل هذا العنصري الحاقد مكتبه في ارض مقابلة لمنزل عائلة السعو على بعد امتار من ارض عائلة سالم في الجزء الغربي من حي الشيخ جراح.
وغني عن التعريف :
أن القرار الذي صدر في عهد حكومة نتنياهو السابقة عندما حظر على اعضاء الكنيست العرب من الدخول الى المسجد الاقصى المبارك بدعاوى مختلفة ، في حين لم تتخذ حكومة الرأسين اي قرار بمنع بن غفير من دخول الحي وتفكيك مكتبه رغم ان باستطاعتها تنفيذ ذلك ، الامر الذي يؤكد ولا يدع مجالا للشك بأن استفزازات واعتداءات بن غفير تلقى الدعم الكامل من هذه الحكومة التي هي حكومة مستوطنين ويمينيين وعنصريين.
ما تقوم به سلطات الاحتلال من الاستفزازات والاعتداءات على أهلنا المقدسيين ، سوف تؤجج الأوضاع وترفع من منسوب التوتر ، ورغم المعاناة والألم الا أنهم هبوا كالأسود وسجلوا إسطورة الصمود ، والتصدي ضد المحتلين الغزاة ، حيث قذفوهم بالحجارة والكراسي ، فولوا مدبرين على أعقابهم
إنها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ، التي شكلت ملحمة نضالية ، بصمود أهلها الميامين والشرفاء والأحرار،
سيظلوا باذن الله شوكة في حلق الصهاينة المتطرفين الإرهابيين