- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
حسن حسين يكتب : المستنقع والخلاص
حسن حسين يكتب : المستنقع والخلاص
- 31 مايو 2021, 7:43:33 ص
- 920
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يلح صديقي علي أبو هميلة في طلب المقالة لموقعه المتميز 180 news، وأنا كلما شرعت في الكتابة تراجعت مترددا، لماذا أكتب ولمن وما الجدوى، خمسون عاما من الكتابة أنا وآلاف غيري من أصحاب الرأى والفكر، بلا أى جدوى، من عصمت سيف الدولة ومحمد حسنين هيكل إلى حسن حسين، بلا أى جدوى، بل أن الأوضاع تسوء أكثر وتتراجع إلى الخلف، لا احد يقرأ ولا أحد يفهم ولا أحد يعمل، ومع ذلك يطالبني علي أبو هميلة بالكتابة.
حسنا يا علي هل تريدني؟ أكتب لك تحليلا عن اليمين الذي يجتاح حكومات العالم ويسيطر عليها، ويوجهها لمصالح طبقته المتوحشة ولأفكاره العنصرية ولفلسفاته العدوانية، أم أكتب لك مقالا عن الأوضاع العربية بالمجمل باعتبارنا أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، وعن إنشطارها الحاد بين حكام يدينون بولاءاتهم للأمريكان والصهاينة وجماهير مقهورة ومستسلمة ومستكينة، وربما أقتصر المقال وأختصره في مصر وما يحدث فيها، ولأنها أم العجائب كما يقول الشيخ سيد درويش في أغنيته الشهيرة، سيكون المقال عن العجائب التي يشيب لها الولدان، بداية من النظام الحاكم المختصر في شخص الرئيس، هو الذي يرى وهو الذي يقرر، هو وحده وكل من معه ومن حوله مجرد شخوص تأتمر بأمره، لا ترعى شعبا ولا تحفظ دستورا، ولا تخشى الله، وكأنهم لن يحاسبهم الله يوم الحساب العظيم، وكأنهم يحتمون في ظل الرئيس يوم لا حماية لأحد سوى عمله ورحمة الله، وشعب يمشي في الطرقات يتحدث إلى نفسه من هول ما يعيش، يوكلون أمرهم إلى الله، وماهو بمانع عنهم الفساد والاستبداد إلا إذا قاوموه بأيديهم وأسنانهم، وليس بالشكوى على المقاهي والأرصفة، وأحزاب أغلقت أبوابها على بضع عشرات من أعضاءها، يبررون تقاعسهم بقمع الدولة، وكأن على النظم المستبدة أن تمهد طريق التغيير للمعارضة وتفرشه لها بالحرير وتوفر لها الحماية، وثلة من المثقفين يكتبون ويجتهدون ولا ينصت لهم أحدا.
هل أكتب لك يا علي عن المستنقع الذي نغرق فيه منذ نصف قرن من الزمان، من تلك اللحظة السوداء الحزينة في يوم الإثنين الذي عرفت الآن لماذا لا أحبه من أيام الأسبوع، ذلك اليوم الذي رحل فيه جمال عبدالناصر واستودعنا أمانته التي لم نتمكن من الحفاظ عليها.
أم أكتب لك عن طريق الخلاص، وهو أسهل ما تظنون، لكنه يحتاج لمناضلين شرفاء نبلاء لم تتلوث أيديهم ولا أفكارهم، ولم يبيعوا مبادئهم وحقوق أمتهم في سوق العصر الصهيوني الرأسمالي من قبل، مناضلون لا يضنون على الوطن بدمهم، يسعون لتحريره ووحدته، ويعملون على تحقيق وديعة عبدالناصر العظيم، يلتحمون مع جماهير أمتهم، ويقاتلون في سبيل عزتها وكرامتها، ويرفعون شعار النصر أو الشهادة.
بالله عليك علي أبو هميلة، أخي وصديقي ورفيق مشوار العمل الوطني، ما الذي تريد أن أكتبه؟، لقد تعبت من الكتابة وتعبت الكتابة مني.