- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
حكاية فريق لبناني.. دربته تركيا فعاد إليها منقذا (تقرير)
حكاية فريق لبناني.. دربته تركيا فعاد إليها منقذا (تقرير)
- 24 فبراير 2023, 8:52:27 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رئيس الطوارئ في الجمعية: لا يسعنا إلا أن نقف مع تركيا وشعبها بعد ما قدموه لنا
مسؤول التدريب: أصبحنا فريقا متكاملا منذ دربتنا تركيا على البحث والإنقاذ
مسؤول العلاقات العامة: استطعنا بالتعاون مع فريق إسباني إنقاذ 3 ناجين
قبل أشهر، تلقى فريق إنقاذ لبناني تدريبات على يد فريق نركي، وبمجرد سماعه خبر الزلزال المدمر، انتقل في اليوم نفسه إلى المناطق المتضررة للمشاركة في أعمال البحث عن العالقين ورفع الأنقاض.
الفريق التابع لـ"الجمعية الطبية الإسلامية" فرع صيدا بجنوب لبنان، تمكن من تنفيذ مهام في ظروف مناخية صعبة بتركيا، أسفرت عن إنقاذ عدد من العالقين ورفع أنقاض العديد من البنايات المنهارة بحثا عن آخرين.
"الأناضول" التقت بعض أفراد الفريق الذي لبوا النداء دون تردد للوقوف جوار أشقائهم الأتراك، انطلاقا من المبادئ الإسلامية والإنسانية، إضافة إلى الجهود التي بذلتها وما زالت تبذلها الدولة التركية للشعب اللبناني.
المتطوعون شكروا السّفارة التركية في بيروت ومنظمتي "تيكا" والإغاثة الإنسانية IHH التركيتين على التدريب الذي تلقوه من قبل، مؤكدين أن وجود الفريق في تركيا جزء من رد الجميل وتعبير عن الأُخُوّة بين الشعبين.
وفجر 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا، الأول بلغت قوته 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تبعهما مئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.
** رد الجميل
رئيس الإسعاف والطوارئ في الجمعية سامر حسنا، قال: "في الكارثة التي ضربت الشعب التركي، لا يسعنا إلا أن نقف مع الدولة والشعب التركيين بعد كل ما قدموه وما زالوا يقدمونه لنا".
وأضاف حسنا، للأناضول: "من واجبنا في الجمعيّة الطبية الإسلامية، بعد أن تم تدريبنا على البحث والإنقاذ بالتعاون مع تيكا وIHH أن نمد يد العون، ونكون سندا للدولة التركية وشعبها الكريم".
وأوضح أن الفريق عمل في "منطقة البستان (بولاية قهرمان مرعش) في الجنوب التركي، وشارك في عمليات البحث تحت الأنقاض عن ضحايا".
وفي 6 فبراير/شباط، أعلن وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين، أن بلاده أرسلت فريقا من 72 شخصا، من الجيش والدفاع المدني والإطفاء والصليب الأحمر والجمعية الطبية الإسلامية، إلى تركيا للمشاركة في جهود الإنقاذ.
وإضافة إلى لبنان، سارعت أكثر من 15 دولة عربية إلى تسيير جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة وإرسال فرق بحث وإنقاذ لدعم المنكوبين في تركيا وسوريا.
** خبرة كبيرة
مشاركة الفريق اللبناني في جهود الإنقاذ في تركيا أفادتهم أيضا في اكتساب خبرات كبيرة، فقال سامر حسنا: "اكتسبنا خبرة كبيرة ومهارات تعلمناها من فرق إنقاذ أجنبية وتركية في حال حدوث زلزال".
وتابع: "يمكننا الآن الاستفادة من هذه الخبرات في حال حدوث زلزال في لبنان، كونه من البلدان التي تقع على خط الزلزال، الذي يمتد من تركيا إلى البحر الميت في الأردن، وهو معرض لمثل هذه الأحداث".
وأوضح أنه "نتيجة الهزات الكثيرة التي شعر بها اللبنانيون منذ وقوع الزلزال في تركيا، تلقوا طلبات عدة من جمعيات ومدارس وشركات (لبنانية) لإجراء دورات توعية بشأن خطر الزلازل، وخاصة عمليات الإخلاء".
وصباح الأربعاء، قال المعهد الأورومتوسطي لرصد الزلازل في لبنان، إن هزة أرضية بقوة 4.2 درجات، ضربت شرق البحر المتوسط قبالة ساحل البلاد الجنوبي، تأثر بها كل من لبنان وفلسطين.
وتأثر لبنان بمعظم الزلازل القوية التي ضربت تركيا، إذ يشتركان في حدود بحرية واسعة، كما يتصلان بريا عبر سوريا، إضافة إلى التقاء فالق شرق الأناضول المار بجنوبي التركية، مع صدع البحر الميت المار بلبنان.
** إنقاذ عالقين
من جهته، ذكر مسؤول التدريب والتطوير في الجمعية بلال أبوزيد: "أصبحنا فريقا متكاملا يمكنه تلبية أي مهمة في الأوقات المناسبة منذ أجرينا قبل أشهر دورة تدريبية على يد جمعية IHH وتيكا، على البحث والإنقاذ الجبلي".
ولفت أبوزيد، للأناضول، إلى أن "الفريق فور سماعه خبر حدوث زلزال كبير في تركيا توجه في اليوم نفسه إلى منطقة البستان، في قهرمان مرعش، وبدأ تنفيذ مهامه فور وصوله إلى المباني المنهارة، بالبحث عن الضحايا وسط الركام".
أما مسؤول العلاقات العامة في الجمعية محمد عجرم، فقال: "فور وصولنا إلى منطقة البستان في تركيا، استقبلتنا غرفة العمليات التابعة لهيئة الطوارئ والكوارث التركية (آفاد) للتنسيق بشأن مكان البحث والإنقاذ".
وأوضح عجرم، للأناضول، أن "الفريق اللبناني استطاع، بالتعاون مع نظير إسباني يملك معدات متطورة وأجهزة حرارية، من إنقاذ 3 عالقين تحت الركام في المناطق المتضررة بتركيا"، وفق عجرم.
وبعد انتهاء عمليّات الفريق اللبناني في تركيا، عاد إلى بلاده في 11 فبراير/شباط الجاري، عقب تنفيذه العديد من المهمات التي تكللت بالنجاح، وأثبت فيها الفريق قدراته.