- ℃ 11 تركيا
- 3 ديسمبر 2024
دلاوي نصر الدين يكتب: سلام على غزّة في العالمين
دلاوي نصر الدين يكتب: سلام على غزّة في العالمين
- 6 أكتوبر 2024, 8:32:37 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لقد أثبتت الحرب الهمجيّة المسلّطة على غزّة،مدّة عام كامل، أنّ الصّهيونيّة هي تهديد للأمن و السّلم في المنطقة العربيّة، و تهديد للأمن و السّلم في العالم، و أنّ التّطبيع ليس حلاًّ مناسبًا للقضيّة الفلسطينيّية، و أنّ مستقبل فلسطين يصنعه الفلسطينيّون المقاومون،و تصنعه جبهات الإسناد التي لا تَنِي و لا تَهُون، و تصنعه الشّعوب العربيّة أيضًا، و ليس أنظمة الهزيمة و التّواطؤ العربيّة التي تتسابق في مسلسل التّطبيع، أو تلك التي تسعى لتزيين صورتها القبيحة،أمام شعوبها، بالتّباري في سباق بيانات التّنديد المُضحكة، و خطابات الشّجب و الاستنكار البليد...
و لكنّ هذه الحرب الصّهيونية الهمجيّة، غير المسبوقة المسلّطة على غزّة، طيلة عام كامل، أعادت إلى الواجهة هذا الزّمن الفلسطينيّ الواعد، و هذا الرّبيع الفلسطينيّ النّاضج بآياته الكبرى، و علاماته الجُلَّى.
و آيات الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذه الرِّقاب المؤمنة، و الهامات المرتفعة و القلوب الملتهبة، و الأرواح الطّاهرة و الجموع المقبلة، و الرّضّع و الولدان، و الأطفال و النّساء، و الشّيوخ والشّبان، و الأيادي و الأكفّ، و السّواعد و المناكب، و الحناجر و الصّدور...
آيات الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذه الشّهادة الكبرى في جَنَبات الأقصى، و الاستماتة القصوى و الصّبر و المصابرة، و الرِّباط و التّصدي و الصّمود.هي هذا التّحدي الكبير الذي تشهده أرض الإسراء و المعراج، و هذه البطولات المُعجزة و التّضحيات الجسام.
آيات الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذا الإيمان العميق، و الشّعور الغامر، و الموقف الرّاسخ، و التّصميم القاهر.هي هذا الثّبات الخارق و الإقدام المُزلزل.هي هذه الصّيحة المُدويّة و هذا الرّفض الكبير.
آيات الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذه الأنوثة الحازمة، و الرّجولة الباسلة، و الطّفولة الرّاشدة، و الشيخوخة المتأبِّية.هي هذه القلوب الحانية، و الأحضان الدّافئة، و العيون الرّامقة، و الآمال و العواطف و الإرادات.
آيات الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذه البساطة و الوداعة، و هذه العظمة و الكبرياء.هي هذه الطهارة و البراءة، و هذا الحبّ و الودّ، و الصّفاء و الوفاء.
آيات الزّمن الفلسطينيّ الواعد هي هذه المعاناة الفائقة، و اللّهجة الصادقة، و الملامح الجميلة و المشاعر المتدفّقة.هي هذه النّبتة الغضّة، و هذا الغَرْس و النَّوْر و الوعي الجديد.
آيات الزّمن الفلسطينيّ الواعد مَنبتها غزّة، و لاحت من فلسطين، و هي فداء فلسطين.فما أكْرمَك من آيات في هذا اللّيل العربي البهيم، و ما أكْرمَ مَنْبتك و معدنك، و ما أكْرمَ متقلَّبك و مَثْواك.. سلام الله عليك يا غزّة في العالمين.