دوامات التيه

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 2 أبريل 2021, 10:29:12 م
  • eye 936
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


(1)

محفور اسمك في القاعات الأربع للقلب

وفي الطرقات النبض

لكنك سيدتي غارقةٌ في الدم

والنبض زجاج دهسته الساحات الملح

وبوابات الحزن المفتوحة دوما

تمتص حروفا في إسمينا

وبأسماء أخري تصنع أسياخا للشي

والدخَّان شهي

والموت جميل الطلعة

في العين المشتاقة للمنفي في عينيك


(2)

محفور في مرآتي وجه لا يعرفني

أسأله دوما من أنت ؟

فأراني مشدودا من خلف الرأس

وظلٌ ينهرني ثم يفتش أنحائيَ

يبحث عن إثبات للشخصية

ينوي القبض علي سمتي

والتهمة يا سيدتي ذاك المحفور

علي جنبات القلب يُضَيِّقُ صدر الوالي

يُصدِرْ أمرا بالنفي عليّْ

(3)

الموت جميل الطلعة في عينيَّ

أهواه كأني أتغزل في عينيكِ

أكتب فيه الشعر فيكتبني سجانك

في دفتره

ضُبِطَ يمارس فُحْشاً في أروِقَةِ النهر

وفي جنبيك يُصلِّي عَكْسِ القِبْلَة

يَدْعَمُه شيخُ الجامعِ بالفتوي

بالقرآن المَقتولِ علي رنَّة خُلْخَال

مَصْلُوبٍ بالرقص

وكثيرٌ من شيعته يُلقُون الحرفَ الحارق

في سطرٍ أحملهُ دوماٌ فوقَ الصدر

هو لا يُدْرِكُ أنك مسخٌ للنيران

وإن هَجَّتْ

في أكشاك القهر المصفوفة عرض الشارع

والشاشات المحنية تحت سياج العسس

(4 )

محفور قلبي تحت سنابك سلك شائك

ينوي أن يعبرَني كَي يلمس فيكِ

وأنا قُبلة أيامي أنت وقِبلتُها

يسعي كي يَفْرُطَ مسبحةٍ فيها حباتُ العشق

وفيها النهر يعانق في عينيكِ البحر

يمنع تسبيحَ الطيرِ وتهليلَ النبضةِ منْ حولِكِ

ويَجُرُّ اليابسَ نحو أراضٍ

تفرض حدَّ الموتِ علي العشق

فيكره كلُّ العشاقِ صلاةَ الجمعة

(5 )

محفور قبري عند مفارق نهرك

وأنا المنْفيُّ بعيدا جدا من عينيك

صحراءٌ يا سيدتي

في السجن المرسوم بداخل دمعك

مِلحٌ وكثيرٌ من دوامات التيه تحممني

تلقي أشرعتي نحو المرسي المخطوف بقصر الوالي

والوقت مساء

وأنا جذر والمد يراودني أن أرسو فوق جبينك

لكن الحرس السلطاني يمزق أشرعتي

يتخطفني القمر المرسوم علي قبة عطرك

يعلو قبري للسحب ويمطرني من نهديك حليبا

يرسمني بالقاعات الأربع للقلب

أعانق حرفا حرفا من أسمك

ذاك المحفور ونبضي يحرسه

رغما عن أنف الموتي في الشارع والديوان

عماد الصابر

التعليقات (0)