- ℃ 11 تركيا
- 25 نوفمبر 2024
ذي إيكونومست: خصوبة العالم تنهار.. وعواقب اقتصادية واجتماعية وخيمة
ذي إيكونومست: خصوبة العالم تنهار.. وعواقب اقتصادية واجتماعية وخيمة
- 5 يونيو 2023, 1:55:01 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قالت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist) إن المخاوف تتزايد من تراجع معدلات الخصوبة في العالم، بما له من تبعات اقتصادية واجتماعية "وخيمة" على السكان، وتوقعت أن يتوقف ارتفاع عدد السكان منتصف القرن الجاري، وينتهي بأقل مما هو عليه اليوم.
المجلة أضافت أن معدلات الخصوبة "انهارت"، وقبل نهاية القرن الحالي سينخفض عدد سكان الأرض للمرة الأولى منذ انتشار "الطاعون الأسود" في أوروبا، والذي أودى بحياة ما بين 75 و200 مليون شخص في القرن الـ14.
وأوضحت أن السبب ليس ارتفاع عدد الوفيات، بل انخفاض معدل الخصوبة، أي متوسط عدد المواليد لكل امرأة، ففي عام 2000، كان المعدل 2.7، وهو أعلى بشكل مريح من المعدل اللازم للحفاظ على مستويات السكان الحالية، ويطلق عليه "معدل الإحلال" وهو 2.1، أما اليوم فقد بلغ المعدل 2.3، وهو في تراجع مستمر. وتشير أبحاث إلى أن انخفاض المعدل يرتبط أيضا بزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة.
شيخوخة سريعة
ووفقا للمجلة، فإن أكبر 15 دولة في العالم، حسب الناتج المحلي الإجمالي، لديها معدل خصوبة أقل من "معدل الإحلال"، ومن بين تلك الدول الولايات المتحدة والصين والهند، والأخيرتان تمثلان معا أكثر من ثلث سكان العالم.
وأوضحت أن "النتيجة لهذا الانخفاض هو زيادة عدد سكان الفئة الأكبر عمرا وقلة عدد المواليد، وبحلول 2030، من المتوقع أن يكون أكثر من نصف عدد سكان شرق وجنوب شرق آسيا بعمر 40 عاما وأكبر، ومع وفاة المسنين وعدم استبدالهم بالكامل من المرجح أن يتقلص عدد السكان".
والجمعة الماضي، حذرت وزارة الصحة اليابانية من أن معدل المواليد انخفض للعام السابع على التوالي في 2022 إلى مستوى قياسي، ما يلقي الضوء على أزمة ديموجرافية مع تقلص عدد السكان وارتفاع سريع في نسبة المسنين، حيث بلغ معدل الخصوبة 1.2565 منخفضا من 1.2601 في 2005.
كما حذرت الأمم المتحدة، في تقرير قبل نحو أسبوعين، من أن التغيير الديموجرافي "يعد أحد أهم الاتجاهات الكبرى التي تؤثر على عالمنا وحياة ورفاهية العائلات"، مؤكدة أن انخفاض معدلات الوفيات والخصوبة أدى إلى شيخوخة سريعة، إذ تفيد التوقعات بأنه بحلول 2050 سيبلغ متوسط العمر نحو 77.2 سنة.
أضرار وفوائد
ومشيرةً إلى أن عدد سكان العالم في أواخر 2022 وصل إلى 8 مليارات نسمة، قالت المجلة إنه في خارج أفريقيا، من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى ذروته في خمسينات القرن الجاري وينتهي القرن بعدد سكان أقل مما هو عليه اليوم.
وحذرت من تداعيات تلك المشكلة، وبينها انخفاض نسبة العاملين إلى المتقاعدين، ما يبرز أحد أهم التحديات، وهي دعم المتقاعدين الذين يعتمدون على عمل من هم في سن العمل، إضافة إلى ارتفاع الضرائب لدعم المتقاعدين، وتأخير سن التقاعد، وحدوث أزمات في الميزانيات الحكومية.
كما أن المشكلة تكمن أيضا في أن الشباب أكثر حماسا للابتكار، والكبار أقل ميلا إلى المغامرة، والناخبون الكبار أقل مساندة للسياسات الداعمة للنمو، وهو ما يؤثر على المجتمعات، وبحلول منتصف القرن ستحدث ندرة في العمال الشباب المتعلمين، بحسب المجلة.
على الجانب الآخر، ووفقا للأمم المتحدة، فإن انخفاض معدل الخصوبة يحمل إيجابيات إذ يؤدي إلى "فوائد للأسر لأنها تصبح أكثر قدرة على الاستثمار في صحة أطفالها وتعليمهم، مما يساعد بدوره في الحد من الفقر وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية".
وتطرقت المجلة إلى العلاقة العكسية بين النمو الاقتصادي ومعدل الخصوبة؛ فكلما أصبح الناس أكثر ثراء باتوا أقل ميلا للإنجاب؛ وبالتالي في النهاية سيتعين على العالم التعايش مع عدد أقل من الشباب، وربما يتقلص عدد السكان.
وقد يجد الاقتصاد المتشبع بالذكاء الاصطناعي أنه من السهل دعم عدد أكبر من المتقاعدين، وإلى جانب الروبوتات، قد يجعل الذكاء الاصطناعي أيضا رعاية كبار السن أكثر سهولة، وفقا للمجلة.