- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
زيارة بايدن للشرق الأوسط.. لماذا الآن وما المنتظر؟
زيارة بايدن للشرق الأوسط.. لماذا الآن وما المنتظر؟
- 7 يوليو 2022, 5:31:16 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يوما بعد الآخر يتزايد الاهتمام الإعلامي بجولة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتظرة للشرق الأوسط لكونها تحمل دلالات ترتبط بالتوقيت والهدف.
ويرتبط هذا التوقيت بالمتغيرات السياسية الجديدة، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، والتي كشفت عن ضرورة إعادة التوازن في العلاقات الأمريكية الخليجية كصياغة وتحالف معا.
ويرى خبراء عرب وغربيون أن الزيارة الأولى لبايدن إلى الشرق الأوسط، منذ دخوله البيت الأبيض مطلع عام 2021، تستهدف تدشين مرحلة جديدة من العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج في ظل متغيرات سياسة واشنطن تجاه المنطقة.
وخلال زيارته لجدة، منتصف يوليو/تموز الجاري، يلتقي "بايدن" العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وكذلك ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
ويشارك بايدن في اليوم الثاني في قمة جدة، التي تضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وتسبق زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية، محطتان آخريان هما إسرائيل وفلسطين؛ حيث سيبحث خلالهما الدعم الأمريكي لأمن الأولى وإقامة دولة للثانية.
حسابات خاطئة
المحلل السعودي فهد ديباجي، أرجع حالة التوتر بين واشنطن والعواصم الخليجية إلى "حسابات وتقديرات خاطئة من لإدارة بايدن؛ حيث ارتبطت بالتوجه الأمريكي العام لتقليل الانخراط في الخليج والشرق الأوسط عمومًا".
ووفق رؤية "ديباجي" فإن "زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة تمثل نقطة إيجابية لصالح العلاقات السعودية الأمريكية المتجذرة".
أما عن توقيت الزيارة، فقال: "جولة بايدن للمنطقة وتحديدا زيارته للسعودية وحضور قمة مجلس التعاون الخليجي، تأتي في توقيت حساس يمر به العالم من تطورات سياسة متسارعة يتخللها محاولة دول أعداء استغلال هذا الوضع مما يدفع القيادة السعودية لفتح الكثير من الملفات الشائكة مع القياده الأمريكية لمصلحة المنطقة".
ولعل واحد من أبرز الملفات المتوقعة، مسألة التهديدات الإيرانية المتواصلة لمنطقة الخليج العربي والمليشيات التابعة لها وأذرعها في بعض دول المنطقة، وفقا للمحلل السعودي.
وأضاف: "من المؤكد أن أمريكا لها مطالب ومنها زيادة النفط، كذلك الدول العربية لها مطالب منها ألا تكون النتيجة النهائية للاتفاق النووي الجديد بين إيران والغرب" لا يراعي المطالب العربية.
لكن "ديباجي" استبعد بشكل قاطع قبول القادة العرب أي اتفاق لا ينص ليس فقط على تجميد البرنامج النووي الإيراني، بل البرنامج الصاروخي، والأهم وقف التمدد الإيراني في المنطقة.
الحرب الأوكرانية
ويرى المحلل السياسي السعودي أن بلاده أحسنت في عدم الانجراف وراء تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن النفط والحرب الأوكرانية، وفي نفس الوقت لم تخسر روسيا وكسبت الصين.
وتابع: "كشفت الحرب الروسية الأوكرانية أهمية المنطقة والوزن الاستراتيجي لدول الخليج والدول العربية بشكل خاص وتأثيرها في عملية إعادة تقييم لمعالجة التوترات في العلاقات الأمريكية وإعادة التوازن لها انطلاقاً من أن مصالح واشنطن قد تتضرَّر أكثر في حال استمرار هذا التوتر".
وعن ثمار الجولة المرتقبة لبايدن للمنطقة، علق ديباجي: "هرولة الولايات المتحدة تجاه المملكة قائدة العالم العربي والإسلامي والتعاون معها سيكون حتما في صالح المنطقة وستعكس الزيارة تغيّر نهج الإدارة الأمريكية تجاهها من خلال ترميم علاقاتها مع الدول المحورية، وفي مقدمتها السعودية التي اتخذت من الوسطية والاعتدال العربي نهجا لها".
كما ستعيد العلاقات إلى وضعها الطبيعي وفق تبادل المصالح وعدم الإضرار بالغير والتعدي على السيادة، وهو تحرك في توقيت مهم للمنطقة، خاصة مع لقاء بايدن الموسع بقادة خليجيين وعرب من أجل توحيد الجهود لما فيه صالح الشعوب واستقرار المنطقة.
زيارة محورية
ولم تكن رؤية المحللين العرب، بمنأى عما ذهب إليه نظرائهم الغربيين، حيث وصف العضو في الحزب الديمقراطي الأمريكي والمحلل السياسي مهدي عفيفي، جولة بايدن للمنطقة بأنها مهمة للغاية وستمثل لقاء محوريا سيغير كثيرا من المفاهيم وحتى التعاملات الدولية.
وعن العلاقات الأمريكية السعودية، قال عفيفي: "تمر بارتفاعات وانخفاضات ولا ننسى أنه في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز وصلت الأمور لمحاولة طرد السفير الأمريكي (١٩٨٨) لكن في العلاقات الدولية وخاصة واشنطن ربما لا يستوعب البعض مدى تعقيداتها فهي دائما مبنية على المصالح".
وتابع: "العلاقات الأمريكية مع الخليج على وجه الخصوص تختلف عن أي مكان آخر في العالم لأنها علاقات متشابكة ومتعددة منها العسكري والاقتصادي والسياسي والدولي الذي يتعلق بقضايا دولية مثل اليمن والعراق وفلسطين".
ووصف القيادي الديمقراطي العلاقات الأمريكية الخليجية بأنها دائما متزنة، قائلا: "يعلم الطرفان جيدا مدى أهمية التحالف الاستراتيجي لأنه ليس مجرد علاقات ولكن هناك أحلاف استراتيجية وهناك قواعد أمريكية موجودة في المنطقة وتبادل خبرات عسكرية".
وشدد على أن العلاقات الأمريكية مهما تأثرت فهي تعود وتكون في المقدمة لمصلحة الطرفين.
نجاح منتظر
العضو في الحزب الديمقراطي الأمريكي أجاب أيضا على السؤال الأكثر إلحاحا قبل زيارة الرئيس الأمريكي وهو: هل تنجح جولة بايدن للمنطقة وحضور قمة الخليج في تخفيف حالة الجفاء التي شهدتها العلاقات الأمريكية العربية منذ قدومه للبيت الأبيض؟
هنا قال عفيفي: "الزيارة أتت بعد مباحثات كبيرة جدا مباشرة بين الولايات المتحدة والسعودية وبعض الدول الأخرى، وفي رأيي سيحدث حراك شديد، جميعنا تابع تحرك القيادات في المنطقة للتجهيز والإعداد والتنسيق لهذا اللقاء".
بدورها تنسق الولايات المتحذة مع الحلفاء الأوربيين في مثل هذه الأمور لذلك الاجتماع تاريخي.
وإلى جانب اعتبار جولة بايدن وحضوره القمة المقبلة، فرصة لتحسين العلاقات، اعتبرها عفيفي فرصة للتلاقي دون وسطاء، قائلا: "هذه الزيارة ستؤدي لنتائج إيجابية خاصة أن اللقاء المباشر والحوار والمواجهة سيكونوا سمة هذا اللقاء؛ فنقل الأخبار عن طريق مساعدين لا يكون فعالا بخلاف اللقاء المباشر مع القادة العرب لمناقشة القضايا المختلفة".
واختتم القيادي الديمقراطي البارز حديثه: أعتقد أن أي سوء تفاهم حدث، سواء بسبب بروتوكلات معينة في التعامل مع المملكة، سيتم التغاضي عنها وفي النهاية تعمل كل دولة لتحقيق الأفضل لها والولايات المتحدة تعلم أهمية الحليف العربي الخليجي في هذه المنطقة".