- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
شريف عبدالبديع عبدالله : سياج النار
شريف عبدالبديع عبدالله : سياج النار
- 31 مايو 2021, 8:10:30 ص
- 1154
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يعلم الكيان الصهيوني أنه مجرد كيان وظيفي, ويدرك أن مسألة زواله مسألة حتمية عندما تتوفر الشروط الذاتية والموضوعية .
لذلك فقد إخترع لنفسه نظرية الامن الصهيوني الشهيرة, وهي نظرية تتطور بحسب تطور الظروف التاريخية والحقائق الديموجرافية .
الحرب الخاطفة ،نقل المعركة لأرض العدو،ضمان التفوق علي إمكانات العدو (الدول العربية مجتمعين )،خلق منطقة عازلة.
بعد اي نصر عسكري سريع يعقبه اتفاق سلام مع كل دولة علي حدة
وبعد خروج مصر من الصراع العربي الصهيوني بإتفاق سلام بدأ الضغط علي بقية الدول العربية وخاصة دول الطوق لتوقيع صك الاستسلام
بدأ الامر بعد الاجتياح الصهيوني لبيروت ,وتوقيع إتفاق مايو آيار 1983 الذي تم إسقاطه بعد ذلك.
وبإنهيار نظام القطبية الثنائية ,وإنهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات وبعد تدمير العراق في العام 1991 وحصاره بدت الظروف مواتية لشحن العرب في مؤتمر مدريد لتوقيع صكوك الاستسلام في نفس العام .
وجاءت أوسلو لتخرج منظمة التحرير من الصراع بعد ضغط من النظام الاقليمي العربي علي قيادة المنظمة وخاصة من النظام الرسمي المصري .
وجاءت بعدها بعام وادي عربة, لتخرج العلاقات الاردنية الصهيونية السرية للعلن, وبدا أن نظرية الامن الصهيوني تؤتي أكلها وأصدر شيمون بيريز كتابه (الشرق الاوسط الكبير ) يبشر فيه بنظام شرق أوسطي بديلآ عن النظام الاقليمي العربي تقوده اسرائيل (بدأت إرهاصاته مع مشروع نيوم )
ولكن لأن الأمم الحية هي فقط تلك التي تقاوم ,فقد خرج من عنقاء الرماد من الدمار حزب الله الذي قلب أوضاع المنطقة رأسآ علي عقب .
إستطاع الحزب المدعوم من إيران ومن سوريا تحرير الجنوب اللبناني المحتل في مايو آيار من العام 2000 دون إعتراف بالعدو ودون توقيع معاهدة مذلة أو مهينة , ودون استلام جنوب لبنان بمنطق أمنية منزوعة السيادة والسلاح .
وهنا بدأ العدو يعيد حساباته الخاصة بنظرية الأمن الصهيوني,تلك التي إخترقها حزب الله وهو ليس جيشآ وإنما منظمة شبه عسكرية تخوض حربآ غير متوازية مع جيش نظامي وإنتصرت عليه.
كان من نتائج هذا النصر العظيم هو الإنتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 سبتمبر 2000 .
حتي في العام 2006 في حرب يوليو تموز حين قرر الحزب إسترداد أسراه ورفات شهداءه ,خاض معركة ثانية ضد العدو الصهيوني وأنتصر مجددآ.
تحطمت نظرية الأمن الصهيونية فلا هو قادر علي شن حرب إستباقية ولا خوض حرب خاطقة يحقق من خلالها نصرآ سريعآ .
بدأ التخطيط لنظرية( سياج النار) بعد الغزو الامريكي للعراق في العام 2003 والسماح للتناقضات المذهبية والطائفية بالنمو علي السطح, والاستفادة من الوهابية التكفيرية, لتفتيت العراق وسوريا والتخلص من حزب الله .
والجدير بالذكر أن الوجود الامريكي في العراق وأفغانستان للضغط علي إيران أيضآ لردعها وتهديدها, لعدم إستكمال البرنامج النووي ولوقف الدعم لحزب الله والمقاومة الفلسطينية وسوريا بطبيعة الحال.
بدأ الشحن الطائفي, وشيطنة الشيعة منذ العام 2006 بعد إنتصار المقاومة اللبنانية مجددآ, وبدأ غسيل الدماغ العربي بخطاب وهابي يصوًر الصراع في المنطقة علي كونه صراعآ سنيآ شيعيآ وليس عربيآ صهيوينآ.
وفي هذا السياق ينبغي أن نتفهم إصرار العدو الذي بني مؤسسوه الاوائل دولة علمانية, نتفهم إصراره علي يهودية الدولة لعدة أعتبارات .
الإعتبار الاول هو تحقيق الإندماج بين مواطنيه ,والإعتبار الثاني هو تفجير المنطقة بخلق كانتونات طائفية شيعية وسنية, والإعتبار الثالث هو خلق ذريعة لشن حرب دينية إذ يتحول الصراع السياسي الي صراع طائفي .
وفي هذا السياق أيضآ علينا أن نتفهم أن الكيان الصهيوني يعرف أن محور المقاومة هو العدو, لذلك يتبني بناء حلف سني يضم دول الخليج وتركيا تقوده اسرائيل ضد محور المقاومة .
وحتي قبل تفجير المنطقة العربية بما سمي الربيع العربي, بدأ تفجير الاوضاع في لبنان وفي فلسطين المحتلة بين فتح وحماس خاصة بعد اسحاب العدو المذل من غزة في العام 2005
كما قلنا من قبل, أدرك العدو الصهيوني أن نظرية الامن التي قام عليها الكيان قد بدأت تتآكل, فرأي أنه من الانسب الاعتماد علي مقاتلين مرتزقة, بخطاب سلفي وهابي, يقيمون سياجآ من النار في دول الطوق في سيناء وفي العراق وفي سوريا وفي لبنان بدعم مالي ولوجستي خليجي وأمريكي وتركي .
ومنذ العام 2011 وحتي اليوم تعيش دولة العدو في أمان تام بل تعالج المقاتلين المرتزقة في مستشفياتها, وتتدخل عسكريآ حين ينهزمون في سوريا
ويتدخل الاصيل الامريكي حين ينهزم وكلاؤه في العراق .
ونتيجة خطة ( سياج النار ) هذه سجلت فشلآ ذريعآ , وجاء دور الكيان الصهيوني للتدخل لردع حركات المقاومة في فلسطين ليسجل فشلآ جديدآ
وتجترح المقاومة الفلسطينية معجزة جديدة .
.