- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
طه الشريف يكتب: كيف تحملت غزة ما ليس واجباً عليها بل فوق طاقتها؟! وكيف تنصلنا نحن من واجباتنا؟!
طه الشريف يكتب: كيف تحملت غزة ما ليس واجباً عليها بل فوق طاقتها؟! وكيف تنصلنا نحن من واجباتنا؟!
- 15 نوفمبر 2023, 3:10:23 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ليس من العدالة أن يتحمل قطاع غزة وحده القيام بواجبات أمّتيه العربية والإسلامية واللتان استدارتا عن واجبيهما تجاه القدس ومواجهة الاحتلال، ليقف القطاع المحاصر وحده بمكوناته وفصائله، برجاله ونسائه، بشيوخه وعجائزه بل وأطفاله في ظل ضعف إمكانياته وقدراته العسكرية والإقتصادية، وفي ظل الغياب المخزي لجيرانه من العرب المترفين بالثروات، المغموسين في الشهوات والملذات، المُضيّعين للواجبات، الراكضين خلف التفاهات والترهات، المتنطعين في الفروع دون الفروض والواجبات!
ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل تخطاه إلى تسخير البعض من هؤلاء المترفين للثروات التي أئتمنوا عليها -وليسوا بأهل لها- في دعم العدو الصهيوني وفي فك عزلته الإقليمية وفي تسويق منتجاته وفي الترفيه عن أفراد عصابته من حملة الجنسية الإسرائيلية بدعوى تنشيط السياحة والدعاية لمعالمنا السياحية والمساهمة في دعم الإقتصاد الوطني العربي بما يحملونه من عملات صعبة!، كذلك في التطبيع الثقافي والرياضي والتجاري معهم، تحت دعاوي خبيثة وليٍّ لأعناق نصوصٍ مثل "وإن جنحوا للسلم فإجنح لها" والأية الكريمة لم تبرر للأمة وشعوبها وحكامها أن تتصالح مع المعتدي على شرفها وعرضها، وأن تتعانق مع المُدنِس لقدسها، وأن تتسامح مع السارق لثراوتها، حاشاء لله أن يكون ذلك مُراد الله أو مراد رسوله "صلى الله عليه وسلم".
فواعجباً من نصَّبَهم علينا؟! حتى باتوا في حميمية مع أعدائنا، وخصومة مع شرفائنا، وغُربة عن مِنهَاجنا، وعِزّةٍ على كِرامنا، وذِلّة مع أسافل كوكبنا؟!، وقد أعلنوها حرباً على "غزة" بكل أشكال الحرب، فحرموها من لترات البنزين والوقود الضروري لمعاشهم، وأقدامهم تغوص في وحل أبار النفط التي ورثوها كابراً عن كابراً يتسابقون في إرسالها بالسفن مشحونة بألاف الأطنان حتى ينالوا رضى سيدهم الممسك بقيادهم!
وتعجب لبخلهم على أهلنا في "غزة" رغم ما تحت أيديهم من نِعم وثروات، وهم مقصد الشعراء ووجهة الأدباء ومنصة البلغاء، يرتجلون الشعر في كرمهم ويعقدون المنتديات الأدبية التي تتحدث عن كونهم إشارات الجود التي أنعم الله بها علي البلاد والعباد!، ثم تراهم ينثرون الذهب والفضة تحت أقدام الغانيات ويرصّعُون بها أحذية الزوجات والخليلات، ويُغدقون العطايا على كل متملق من مقدمي البرامج وكُتاب الصحف والمواقع، وشيوخ الطاعة العمياء لولي الأمر وإن زنا على الهواء مباشرة فالطاعة واجبة حتى لا تكون فتنة!
ليس من العدالة يا أمتي أن تتنكري لمسرى نبيك ثم تتمسحين في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم فتعقدون الحفلات وتأتون بالمنشدين والمهللين والراقصين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم منهم براء، ويّحَكم كيف نسيتم أو تناسيتم قبة الصخرة وصخرة البراق التي أُعرج برسولنا الكريم من فوقها؟!، كيف تناسيتم واجبكم ولم تدّعموا من كان عِوضاً عن غيابكم -المقاومة- وتركتموه وحده يواجه المعتدين من اخوان القردة والخنازير وليس ذلك فحسب بل عمدتم إلى المشاركة في حصاره، والمساهمة في القضاء عليه، والإنفاق من أجل تشويه صورته، وتضييع هيبته، وفي صرف الناس عنه بأكاذيب الإعلام وافتراءات الكهّان من اعلاميين وصحفيين وأقل ما يقال فيهم أنهم لا دين ولا خلاق لهم، حتى سمعنا بأم أعيينا بعضاً من المفتونين بحب بني صهيون يكيلون المديح لنتانياهو، ويتغزلون في تحُّضر دولته ويتمنون اللحاق بهم، ويسبون رجال المقاومة بأقذع الشتائم ويحرّضون علانية دون مواربة على الخلاص منهم.
كيف لا تتشح دولنا العربية والإسلامية بالسواد لمُصَابِنا في اخواننا وفي أطفالنا؟!، على الأقل أوقفوا برامج الترفيه ومسابقات الرفاهية، ومباريات الكرة ومهرجانات السينما وعروض المسرح، لا كما حدث في مسرحية المرتزق"بيومي فؤاد" بالرياض حينما امتنع الفنان "محمدسلّام" احتراما لنفسه وتضامنا مع إخوانه في غزة ممن هدمت بيوتهم وانتهكت أعراضهم وقصفت مساجدهم واطفئت مصابيحهم، فقامت الدنيا بعدها ولم تقعد هجوما على الفنان "سلّام" ودعماً لزميله المرتزق! بهشتاجات كلنا بيومي فؤاد!، إن لم يكن مانعهم الديانة والعروبة فلتكن المروءة والشهامة التي لم تتخلى عنها قبائل العرب والمشركين في الجاهلية!
ماذا تفعل جيوش 22دولة عربية بلغ قوام مقاتليها قرابة ال5مليون جندي مقاتل وبلغت قيمة الإنفاق العسكري علي هذه القوات والمعدات والتحشيدات والتدريبات ما قيمته سنويا المائة وعشرين مليار دولار؟!، وكيف تجرأت دولة الإحتلال على أفعال الإبادة الجماعية والقصف المبالغ فيه للمستشفيات والمباني والمخابز والمساجد وحولها كل تلك الجيوش التي ذكرنا انفاقها؟!
ترى من طَمَئن الصهاينة في تل أبيب وأمريكا أن لا ردة فعل لهؤلاء؟!، بل هم في خدمتكم حائلاً بينكم وبين شعوبهم، قد سخَّروا أجهزتهم الأمنية لقمعهم وشيوخ السلطة لتضليلهم ومهرجانات السينما والمسرح لإفسادهم، وعصبية المباريات لإستنزافهم، ولن تكون ثمّت ردة فعل لهم..اللهمّ بعض الإتصالات الساخنة التي ستعلنها وسائل الإعلام والتي ستجريها سنترالات القصور الرئاسية والملكية -والمعروفة بدبلوماسية السنترالات!- والتي سيتكرم بإجرائها أصحاب السمو أو الجلالة أو الفخامة بالأمين العام والأمين الخاص هنا وهناك؟!
ولله الأمر من قبل ومن بعد.