- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عاموس جلعاد يكتب: خطر البقاء بلا "استراتيجية خروج" إسرائيلية
عاموس جلعاد يكتب: خطر البقاء بلا "استراتيجية خروج" إسرائيلية
- 22 فبراير 2024, 10:49:55 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نحن نوجد في توقيت حساس. قرارات استراتيجية تتخذها هذه الأيام قيادة الدولة – برئاسة رئيس الوزراء – ستقرر مستقبلنا على نحو شبه مصيري.
من جهة، يسجل الجيش الإسرائيلي إنجازات عسكرية مبهرة من خلال حرب مصممة، شجاعة ووحدة هدف. لكن من جهة أخرى، بدون استراتيجية خروج، من شأننا أن نعلق في حقل ألغام من الإخفاقات الخطيرة – مصدرها اغلب الظن تغلب السياسة الصغيرة على الاستراتيجية الكبيرة.
لقد صرح رئيس الوزراء في الماضي - بما في ذلك من على منصة الأمم المتحدة – بأن في نيته أن يقود سياسة مصممة تمنع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تدعو إلى إبادة إسرائيل من أن تصبح دولة ذات سلاح نووي.
لكن منذ اليوم، حسب رئيس مشروع النووي الإيراني السابق فإن ايران هي دولة حافة نووية – وتبعا لقرار زعيمها يمكنها أن تصبح ذات سلاح نووي في غضون وقت قصير.
أقواله هذه مدعومة بشكل غير منحاز بتصريحات مقلقة من مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذا بأقوال قالها قادة جهاز الأمن الأميركي سابقا - ممن ادعوا بأن ايران يمكنها أن تبني سلاحا نوويا في غضون نصف سنة، والوصول في غضون أسبوعين إلى اليورانيوم بمستوى تخصيب 90%، الذي هو المستوى اللازم لإنتاج سلاح نووي.
وهكذا فإن المؤرخين سيشيرون إلى رئيس الوزراء كمن بخلاف تصريحاته القاطعة – فشل في منع تزود ايران بسلاح نووي.
بالنمط نفسه يمكن أن نشخص الموقف من «حماس» أيضا. فقد اقسم رئيس الوزراء علنا بأنه سيصفي «حماس»، لكن بدلا من هذا، ايد حماستان مضعفة ومردوعة، كجزء من الجهود لمنع مسيرة سياسية مع الفلسطينيين. النتيجة هي مأساة رهيبة في شكل 7 أكتوبر.
نكتب هذه الأمور لأجل التحذير من إخفاقات استراتيجية أخرى. ليس لدولة إسرائيل استراتيجية خروج من الحرب المصممة والمبهرة في غزة، وكنتيجة لذلك نحن نوجد منذ الآن في مسار احتكاك – بل واكثر من هذا – مع الولايات المتحدة، مع العالم الحر ومع دول عربية مركزية السلام معها هو عمود فقري مركزي في أمننا القومي.
وإذا لم تتعاون إسرائيل مع مبادرة بايدن، لا سمح الله، فمن شأنها أن تجد نفسها تجر إلى حكم مباشر في غزة - منطقة ضائقة تستوجب ترميما مكثفا من الأساس.
احتلال مباشر لغزة سيصبح عبئا اقتصاديا، سياسيا ودوليا لا يطاق ومن شأنه أن يعرض للخطر أيضا علاقاتنا مع دول عربية ويضاف إلى هذا وزراء معينون يحاولون إضعاف بل وهدم السلطة الفلسطينية ويتطلعون إلى استغلال رمضان كي يشعلوا مواجهة بيننا وبين العالم العربي والعالم الإسلامي.
لا حاجة لحكمة استثنائية كي نفهم أن تفضيل الاعتبارات السياسية الضيقة على الاستراتيجية الواسعة، التي ستؤدي باحتمالية عالية إلى خلق محور استراتيجي على أساس الدول العربية القوية، بقيادة الولايات المتحدة من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف إسرائيل.
إذا لم يغير نتنياهو سياسته، من شأنه أن يتسبب أنه بمعارضته لدولة فلسطينية – فكرة لم تطرح بصفة خطة ملموسة أمام إسرائيل – من شأنه أن يؤدي إلى أن يتكتل العالم، برعاية الولايات المتحدة، حول فكرة الدولة الفلسطينية بالمستوى المبدئي، بشكل يعزز هذا البديل ويجعله واقعا قاتما.
إن تعزيز السلطة الفلسطينية، حسب رؤيا الرئيس الأميركي، هو مسيرة من شأنها أن تستغرق سنوات طويلة، بسبب ضعفها. من هنا قد تشق الطريق إلى عشق العالم لفكرة الدولة الفلسطينية التي ستعرض كبديل وحيد – دون أن يجرى نقاش في مسألة ماذا سيكون وجه السلطة الفلسطينية.
إضافة إلى ذلك، لإعمار غزة مطلوب عشرات مليارات الدولارات – وإسرائيل لا تمتلك المال لذلك. وعليه، فإذا ما جررنا إلى حكم المنطقة، سنضعف في قدرتنا على مواجهة التهديد الإيراني المتعاظم، سواء في ايران أم في فروعها مثل سورية واليمن.
تقف إسرائيل على مفترق طرق، وعليها أن تختار بين مسار السياسة الضيقة بالهام محافل متطرفة ذات مذهب هاذٍ يؤدي إلى إضعافنا، أو تأخذ الفرصة الذهبية في شكل مبادرة الرئيس بايدن، التي ستسمح لإسرائيل بأن تصفي قدرات «حماس» وتخلق بديل ازدهار وقوى استراتيجية متداخلة في الشرق الأوسط.
قوة الجيش الإسرائيلي وأوجه التعاون الاستراتيجية صمدت في اختبار 7 أكتوبر – وليس لها بديل. القوة الاستراتيجية الشاملة لإسرائيل متعلقة بقوتها العسكرية وبحكمتها السياسية – الاستراتيجية. هذا هو زمن القرار.
يديعوت أحرونوت