- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
عاموس هرئيل يكتب: قبيل انتهاء المرحلة المكثفة في القتال في الجيش.. يقومون بتخفيض القوات في قطاع غزة
عاموس هرئيل يكتب: قبيل انتهاء المرحلة المكثفة في القتال في الجيش.. يقومون بتخفيض القوات في قطاع غزة
- 2 يوليو 2024, 4:27:01 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المشاورات الأمنية التي أجراها أول أمس رئيس الوزراء ووزير الدفاع وكبار قادة الجيش في قيادة المنطقة الجنوبية تبشر بالانتهاء القريب من المرحلة الأكثر كثافةً في الحرب في قطاع غزة. قريباً سيعلن عن انتهاء العملية في رفح. الاتجاه آخذ في الظهور من الآن فصاعداً – تخفيض للقوات في القطاع، الانتقال إلى أسلوب الاقتحامات والانقضاض على أهداف حماس هناك، وإرسال وحدات إلى الحدود الشمالية. السؤال الرئيسي هو كيف سيتم تغليف العملية برواية تقنع الجمهور أن الحكومة والجيش الاسرائيلي حققوا جزءاً كبيراً من أهداف الحرب، على الرغم من أن حماس لم تهزم تماماً، والـ 120 مختطفاً لم يتم استرجاعهم بعد. الجيش الاسرائيلي سيواصل الاحتفاظ بقوات في ممر نتساريم والذي يقسم القطاع إلى قسمين، بين الشمال والجنوب، وأيضاً في محور فيلدلفيا الذي يقع على الحدود المصرية، أحد المناقشات تتعلق بمسألة أي جزء من محور فيلدلفيا يجب مواصلة الاحتفاظ به. في الوقت الحالي يبدو أنه لن يكون هنالك انسحاب من معبر رفح بسبب صعوبة التوصل لاتفاق مع المصريين. في وسائل الإعلام الاسرائيلية نُشرت تقديرات للجيش الاسرائيلي بشأن 40 نفق تم حفرها تحت الحدود، وقد تم الكشف عن نصفها تقريباً. والحقيقة هي أن الاستخبارات لم تعرف على وجه اليقين الرقم، وبالتأكيد لا يعرف عدد الأنفاق التي لم يتم اكتشافها حتى الآن.
اسرائيل تعتبر محور فيلدلفيا شريان الأوكسجين لحماس والذي عبره وعبر معبر رفح هُرب طوال 20 عاماُ سلاح وبضائع للقطاع. هي تريد أن تصل لتفاهمات مع مصر حول طبيعة السيطرة على هذا المحور وإخلائه في مرحلة لاحقة، كما أن هنالك مسألة أكثر اهمية من مسألة العائق المادي الذي يجب إنشاؤه ضد حفر أنفاق أخرى وهي؛ ما هي وسائل الكشف (الحساسات التي سيتم تركيبها بالقرب منه). من المهم لاسرائيل أن تكون هذه حساسات من إنتاجها بحيث ترسل معلومات للجيش الاسرائيلي وللشابات وبهذا ستضمن إعطاء إنذار في حالة حفر أنفاق أخرى.
الرسالة التي يريد نقلها غالنت ورئيس الأركان وهرتسي هليفي هي أن الهجوم الواسع في رفح يشير إلى تفكيك الذراع العسكري لحماس في إطاره الحالي. آخر الكتائب القطرية لهذا التنظيم تم إخراجها من الخدمة. حماس ما زلت نشطة، ولكنها تفعل ذلك في إطار جديد من خلايا إرهابية وعصابية جديدة والتي درجة الضرر التي بامكانها إلحاقه هي أصغر، وتقريباً بدون سلسلة قيادة وسيطرة. وعلى الرغم من أنه أطلق أمس ما يقارب الـ 20 صاروخاً من خانيونس نحو مستوطنات غلاف غزة، فإن تهديد إطلاق النار نحو النقب ونحو وسط البلاد تقلص كثيراً.
سيكون هنالك حاجة لمواصلة محاربة حماس ولكن هذا سيتم في إطار ” قص العشب” المعروف من الضفة الغربية -اقتحامات متكررة لأهداف للتنظيم، اعتقال مخربين ونقلهم لتقوم الشاباك بالتحقيق معهم. المشكلة هي انه توجد هنا رسالة معقدة. يصعب استيعابها من ناحية الجمهور وخاصة إزاء الاهداف الطموحة التي طرحت في بداية الحرب. علاوة على ذلك: نتنياهو لم يتخلى تماماً بعد عن وعوده بالنصر المطلق والقريب، وهي لا تتساوق مع مقاربة غالنت – هليفي.
منذ حوالي أسبوع والجيش الاسرائيلي يعمل في حي الشجاعية، في شرق مدينة غزة، هذه المنطقة جرت فيها معارك صعبة منذ تشرين ثاني وحتى شباط في عمليتين مختلفتين. اللواء 7 الذي يعمل هناك يتحدث عن قتال ضد عشرات الخلايا بالصواريخ المضادة للدروع التابعة لحماس. هذا يدلل على قدرة إعادة تأهيل سريعة لحماس أو حقيقة أن ما فعله الجيش الاسرائيلي في العمليتين السابقتين هناك لم يكن كاملاً خلافاً لما فهمه الجمهور وفي جزء من وسائل الإعلام. قبل الدخول الجديد للشجاعية جرى نقاش في قيادة المنطقة الجنوبية: كان هنالك ضباط صعُب عليهم أن يفهموا طبيعة المهمة الملقاة عليهم الآن.
نصر غير حاسم
هنالك أيضاً موضوع رفح نفسها. نتنياهو أصر على العملية في رفح، رغم معارضة شديدة لإدارة بايدن، بالأساس لأسباب سياسية داخلية. الجناح اليميني المتطرف في حكومته ضغط عليه لكي يرسل قوات الجيش الاسرائيلي لاحتلال المدينة وحول نقاشاً تكتيكياً مهنياً الى اختبار شجاعة. في ظل قيود التسليح التي فرضها الأمريكان وعقبات أخرى لهم تقرر القيام بعملية مقلصة (وهو أمر لم يتم شرحه علنا). لقد شن العملية بواسطة جزء من فرقة واحدة بدلاً من اثنتين وفعلياً المدينة لم يتم احتلالها كاملة في أي وقت من الأوقات. في حوالي نصف مساحتها كان هنالك تواجد جزئي للجيش الاسرائيلي. حقيقة أن كل المدنيين الفلسطينيين هربوا من رفح عندما بدأت العملية، وقرار حماس بالحفاظ على جزء من مسلحيها كقوات احتياط خارج المدينة قللت الاحتكاك العسكري هناك.
معظم خسائر الجيش الاسرائيلي نبعت من هجمات من بعد، والتي وُجهت نحو نقاط ضعيفة. أم أحد الجنود الذين قتلوا في رفح الأسبوع الماضي قالت أنها سمعت ابنها عندما أصيب من نيران قناص فلسطيني عندما كان يتحدث معها عبر الهاتف المحمول. لشديد الأسف الكارثة تدلل على وجود مشكلة تطبيق الانضباط العملياتي -استخدام البلفونات المدنية داخل منطقة قتال وفي مكان مكشوف لنيران العدو.
ثمة معياران رئيسيان يتوجب قياسهما بشأن هزيمة العدو في قتال كهذا: احتلال وتطهير أرض وقتل مسلحين. الاحتلال في رفح كان كما قلنا جزئياً فقط، والجيش الاسرائيلي يسارع إلى إخلاء جزء من ما تم احتلاله. بخصوص القتلى، يبدوا أن الانجاز محدود في نهاية الأسبوع الماضي قدموا في قيادة المنطقة الجنوبية قدروا أنه في كل واحد من الكتاب الـ 4 لحماس قتل ما بين 70-230 مخرب من بين 1000. الارقام ارتفعت من ذلك الحين ولكنها لا تصل إلى نصف القوة المحاربة، وهذا الرقم من شأنه ان يشير إلى هزيمة. الصعوبة تنبع أيضاً من قرار محسوب لحماس بتقليص الاحتكاك من أجل تقليل المصابين.
يجب عدم الاستخفاف بالجهد الذي بذل في رفح ولكن يصعب التحرك من الشك بأننا شاهدنا هنا مشهداً مفبركاً والذي نبع الذهاب إليه أيضاً من ضغوطات سياسية، أيضاً بعد انسحاب جزئي من المدينة، سيحوم السؤال، هل يوجد هنا انتصار حاسم على حماس. يبدو أن التأييد لهذا التنظيم في أوساط سكان قطاع غزة ظل مرتفعاً. حماس ما زالت تحافظ على قدرات تنظيمية وسلطوية، ولا زالت تحتفظ بجزء لا بأس به من قدراتها العسكرية، ربما هذا ما يمكن تحقيقه الآن في ظل قيود الوضع الإقليمي، ولكن يجدر قول هذا للجمهور بصورة واضحة ومباشرة.
فشل ذريع
على هامش الأمور جرى أمس فشل ذريع آخر يعتبر نموذجياً لأيام نتنياهو الحالية، في قضية إطلاق سراح مستشفى الشفاء في غزة، والذي كان معتقلاً في اسرائيل طوال حوالي 7 شهور. مهرج الامن القومي ايتمار بن غفير، تبادل الاتهامات أمس مع كل العالم، وحتى طلب بإقالة رئيس الشاباك رونين بار بعد أن اتضح أن المدير محمود أبو سلمية اطلق سراحه بسبب اكتظاظ المكان في السجون.
من النقاش الاعلامي الصاخب غاب تماماً سؤال هل كان هنالك ما يكفي من الأدلة ما يكفي لاعتقاله، باستثناء الشبهة الاسرائيلية العامة بشأن تعاون إدارة مستشفى الشفاء مع الذراع العسكري لحماس، والذي استخدم هذه المنشأة لأغراض عسكرية، وهذا يضع ادعاءات اسرائيل حول تورط إدارة الشفاء بالإرهاب، بعد الغارة على المستشفى في كانون الأول الماضي، في ضوء غير جدي.
فعلياً بن غفير والذي هو غير قادر أن يدير بصورة جدية أي شيء، باستثناء عملية الإفساد والتطرف للشرطة ومصلحة السجون – هو المسؤول الرئيسي عن الحدث. على الرغم من أن مكتبه ومصلحة السجون تلقت أموال ضخمة منذ أكتوبر لتمويل احتجاز آلاف المعتقلين الأمنيين الآخرين، فإنهم فشلوا في هذا تماماً، في السجون هنالك اكتظاظ كبير وبموازاة ذلك تطورت مشكلة شديدة في مجال القضاء الدولي إزاء احتجاز معتقلين في ظروف فظيعة في منشأة الاعتقال في سديه تيمان.
الشباك حذر عدة مرات من أنه بسبب الضغوط لن يكون هنالك مناص من إطلاق سراح معتقلين ومن عدم تنفيذ اعتقالات أخرى في الضفة الغربية، في عمل وزارته ركز بن غفير على ما يشغله حقاً: تصريحات عبثية، تقييدات تافهة بشأن ظروف معيشة المعتقلين والسجناء، وتوزيع أسلحة على كل من يريد (إذا حكمنا حسب الاستطلاعات فإن هذه الصيغة تخدمه جيداً. فلماذا يكلف نفسه بالعمل؟). ما كشف هنا هو عجز مطلق لحكومة فاشلة في وقت فيه المستويات المختلفة تتشاجر علناً أحدهما مع الآخر.
هآرتس - ترجمة: الهدهد