عبد السلام جحاف يكتب: ‏لماذا إقتنعت بالثقافة القرانية وتركت المذهبية والطائفية خلف ظهري؟

profile
عبد السلام جحاف عضو مجلس شورى
  • clock 10 فبراير 2025, 3:31:04 م
  • eye 65
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
القران الكريم

‏في ظل الأوضاع التي تمر بها الأمة الإسلامية أصبح من الضروري العودة إلى القرآن الكريم كثقافة نعيشها في واقعنا، وليس مجرد كتاب نتعبد بتلاوته. فالثقافة القرآنية، إذا تمسكنا بها بصدق، ستكون سببًا رئيسيًا في تقوية روابط المجتمع، وحل الخلافات المذهبية التي تفرق الأمة وتشتتها.

 

‏الثقافة القرآنية تعزز التماسك المجتمعي من خلال ترسيخ قيم العدل، الرحمة، والأخوة بين المسلمين. عندما يتربى الناس على مفاهيم القرآن، يصبح لديهم وعي حقيقي بمعاني التعايش، ويتعاملون مع بعضهم البعض وفقًا لمبدأ “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ”، وليس على أساس الطائفية والمذهبية ، فالقرآن الكريم يؤكد على أهمية التعاون والتراحم ويؤكد على واحدية الدين والمنهج وهذا يعني أن المذهبية والطائفية ليست من الاسلام في شي ، كما أن القران  يدعوا إلى رفض الظلم والاستبداد وهذا مبدأ إنساني ذو قيمة عظيمك ، مما يخلق مجتمعًا متماسكًا يعرف حقوقه وواجباته كما أن إقامة العدل تعد مبدأً أساسيًا لأي حكم أو نظام اجتماعي ولن تجد العدل مالكم يكن هناك منهج قراني وهو ما يجعل من الثقافة القرآنية أداة فعالة في بناء مجتمعات قوية ومستقرة.

 

‏الخلافات المذهبية التي تعصف بالأمة اليوم ليست سوى نتيجة للابتعاد عن تعاليم القرآن الكريم فالاسلام لم يأتِ ليفرق بين المسلمين على أسس طائفية أو مذهبية او حزبية ، بل ليكون مصدرًا يوحد الأمة على كلمة سواء فقد قال الله ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وهذا النهي القراني الواضح إذا ما تأملناه اليوم ثم أسقطناه على واقع الامة لوجدنا أن الخلافات المذهبية والطائفية منبوذة عقلا وشرعا ، ولو اعتمد المسلمون على القرآن كمصدر أساسي لفهم الدين، لتجاوزوا الكثير من الخلافات التي صنعتها التفسيرات السياسية والاجتهادات التاريخية. 


‏كما يحذر القرآن من التفرق بقوله: “وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا”، مما يدل على أن الاختلاف لا ينبغي أن يكون سببًا للعداوة، بل وسيلة للفهم والتكامل.

 

‏المشروع القرآني الذي أتى به السيد حسين  -رحمة الله عليه- جاء ليعيد الأمة إلى كتاب الله كمنهج حياة، بعيدًا عن التبعية للغرب والتفسيرات المغلوطة التي جعلت المسلمين في حالة ضعف وتشرذم وهذا بحد ذاته مطلب جمعي لكل ابناء الامة ، فلم نقتنع بالمثقافة القرانية كمنهج جامع للامة  لانه فقط جاء من شخصية عظيمة نقدسها او نحترمها ، فقسما بالله لو جاء هذا المنهج من عبد حبشي لما ترددت في قبوله ..

 

‏يتميز هذا المشروع القراني  بالتركيز على العودة إلى القرآن كمصدر أساسي للوعي، حيث يعلم الناس كيف يفهمون القرآن ليس فقط ككتاب للعبادة، بل كمنهج عملي يبني الوعي ويحرر الإنسان من أي تبعية فكرية أو سياسية.

 

‏كما يكشف المشروع القراني كيف أن القوى الكبرى تستغل جهل المسلمين بقرآنهم لفرض سيطرتها عليهم، ويطرح حلولًا عملية لمواجهة هذه الهيمنة.

 

‏إلى جانب ذلك، يحيي المشروع القرآني روح المسؤولية عند المسلمين، بحيث لا يكون الفرد مجرد متلقٍّ، بل يصبح فاعلًا في مجتمعه، ينصر الحق، ويواجه الفساد والظلم.

 

‏كما يرسخ مبدأ الولاية لله ورسوله وأهل بيته، مؤكدًا أن الحكم يجب أن يكون مستمدًا من تعاليم القرآن، وليس من الولاءات السياسية والمذهبية الضيقة.

 

‏إذا أرادت الأمة الإسلامية النهوض وتجاوز مشاكلها، فلا بد من العودة إلى القرآن كثقافة حية وواعية، توحّد ولا تفرّق، تبني ولا تهدم المشروع القرآني الذي قدمه السيد حسين الحوثي رسم طريقًا واضحًا لتطبيق ذلك في حياتنا، مؤكدًا أن لا خلاص للأمة إلا بالتمسك بالقرآن بمنهجية صحيحة، تعيد للأمة عزتها ووحدتها.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)