عزات جمال يكتب: في ذكرى إحراق الأقصى .. أرادوا تغييب المنبر كشاهد على التحرير

profile
عزات جمال كاتب فلسطيني
  • clock 21 أغسطس 2023, 1:56:20 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لا يختلف اثنان على أهمية دور المنبر في بناء وعي المجتمع المسلم، إضافة لقدرته على حشد الجهود وإظهار المقاصد والأهداف، فمن خلاله استطاع العلماء والدعاة مخاطبة الناس والتأثير فيهم.

وفي إطلالة سريعة على حال المنابر اليوم في بلاد العرب والمسلمين، نستطيع أن ندرك لماذا هذا التردي الذي أصاب الأوطان، فبغياب من يصدح بالحق تركن الناس للواقع وترتضي الهوان!

وهذا يدركه أعداء الأمة، لذلك هم حريصون على أن تبقى هذه المنابر مغيبة، لا تصدح بالحق ولا تنكر الباطل، ولا تدعو لنصرة المستضعفين، أو تحرير قبلة المسلمين الأولى ومسجدهم الأقصى؛ إلا من قلة قليلة من العلماء الذين ما زالوا ثابتين ويصدحون بالحق.

أراد الصهاينة قبل 54 عام تغييب أشهر منابر التاريخ الإسلامي بحرق المسجد الأقصى المبارك، وهو منبر القائد الناصر صلاح الدين الأيوبي، الذي أنفذ من خلاله حلم شيخه ووصية معلمه نور الدين زنكي بنصبه في محراب المسجد الأقصى بعد تحريره من الصليبيين.

لقد مثل منبر صلاح الدين الأيوبي شاهد من شواهد قدرتنا كأمة على التحرير ، ففي قصة المنبر عبرة بليغة للأمة منذ كان حلم يراود القائد نور الدين زنكي حيث أمر بصناعته في دمشق على أن ينقل للقدس فور التحرير، رغم أن القدس ما زالت محتلة، لقد أراد رحمه الله أن يبث الأمل في نفوس أهل زمانه ويظهر لهم جديته في الذهاب نحو استعادة القدس وتحريرها، إلا أن إرادة الله شاءت رحيله عن الدنيا دون أن يرى حلمه يتحقق، فحمل أمانة التحرير من بعده تلميذه الوفي صلاح الدين الذي استطاع تحقيق حلم معلمه وشيخه وأعاد بيت المقدس، ووضع المنبر في محراب المسجد الأقصى بعد ما يزيد على عشرين عام من صناعته.


هذه القصة لا زالت تبعث فينا الأمل وتؤكد لنا بأن من سار على الدرب وصل، وبأن التحرير هو ثمرة يعطيها الله لمن عمل بجد واجتهاد، وبأن نهضة هذه الأمة تعود عند عودتها للمعين الصافي، والسبيل القويم الذي يكون فيه للمنبر كلمته وللعلماء هيبتهم، فيتحقق الخير ويكون الفتح قاب قوسين أو أدنى.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)