عزات جمال يكتب: من يعتدي على القدس لن يحمل الخير لمكة

profile
عزات جمال كاتب فلسطيني
  • clock 30 سبتمبر 2023, 10:43:39 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مؤسف أننا بتنا مطالبون بالتأكيد على المسلمات، ومضطرون لتوضيح الواضحات؛ في أن هذا الكيان العدواني الذي تأسس على تهجير شعبنا الفلسطيني من أرضه، هو شرٌ صرف لا خير فيه، ولا يحمل لأمتنا إلا بذور الفساد والإفساد، فعقيدته الغدر والعدوان ونهجه القتل والتدمير، بيننا وبينه ثارات ودماء وآلاف من الشهداء والجرحى من الفلسطينين واخواننا العرب والمسلمين، ارتقوا في الصراع الممتد منذ ما يزيد على الخمسة وسبعين عام.

إنه لأمر محزن أن تنظم المملكة العربية السعودية لقطار التطبيع مع هذا الكيان وتدخل هذه الحظيرة، بما تمثله السعودية من حضور وتأثير في عالمنا العربي والإسلامي، لاشرافها ورعايتها للحرمين الشريفين وزوارهما.

بينما يعاني شقيق الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين الأولى، المسجد الأقصى المبارك أشد المعاناة، ومعه يعاني شعبنا الفلسطيني المقاوم في كل ساحاته، ويدفع فاتورة الدفاع عن مسجده ووطنه وأمته بالدم؛ لم يعد يخفى على أحد تصاعد الحرب الدينية التي تستهدف إسلامية المسجد الأقصى المبارك، والتي تتم برعاية كاملة من حكومة الاحتلال الفاشية، والتي باتت تأخذ منحى أكثر وضوح وخطورة.

القدس اليوم ومسجدها الأقصى يتعرضان لحرب دينية إجرامية لا هوادة فيها، خصص لها الاحتلال الموازنات الهائلة والخطط الخبيثة، وهي تهدف لتغليب الحضور اليهودي على حساب أهل القدس السكان الأصليين، الذي يحاول الاحتلال جاهداً هدم بيوتهم وتهجيرهم، وفق رؤية حسم الصراع ديموغرافياً في القدس.

أما على صعيد مخطط استهداف المسجد الأقصى المبارك، فبعدما رسخ الاحتلال مشهد التقسيم المكاني والزماني، بات يدفع المستوطنين لممارسة شعائرهم التوراتية في باحات المسجد الأقصى، وبتنا نشهد اقتحام الباحات الشريفة من قبل كهنة يرتدون لباسهم التوراتي، وشاهدنا نفخ البوق (الشوفار) في باحات الأقصى، إضافة لتأدية الكهنة اليهود السجود الملحمي على عتبات وأبواب المسجد الأقصى المبارك، وقد طالت اعتداءات المستوطنين مساجد وكنائس القدس ومقابر المسلمين والمسيحيين التي تشهد نفخ البوق باستمرار في تعدٍ حتى على الأموات في قبورهم!

كل ذلك مع كل أسف في ظل غياب أي رد فعل حقيقي ومؤثر من الأمة، سواء على الصعيد الشعبي أو الرسمي، وترك شعبنا الفلسطيني ومرابطيه وحدهم للدفاع عن أقصاهم في وجه الاحتلال المدعوم من كل قوى الشر في هذا العالم.

إن المسؤولية التاريخية وأمانة رعاية الحرمين الشريفين تحتم على المملكة العربية السعودية رفض التطبيع مع هذا الكيان العدواني، وفضح جرائمه والتصدي لمخططاته الخبيثة؛ إن هذا الكيان هو كيان غاصب يغذي أطفاله في المناهج الدراسية ومستوطنيه في كنسهم، على كره العرب والمسلمين، بل يعتبرونكم (أغيار) خلقهم الرب على صورة بشر ليخدموا الجنس اليهودي الذي فضله الرب على سائر العالمين، وهم يشتمون رسول الله صلى الله عليه في كل طقوسهم وتجمعاتهم ويصفونه بأبشع الأوصاف؛ لذا تطبيع المملكة مع هؤلاء سيكون له أثر سلبي على صورة السعودية في عالمنا العربي والإسلامي، لأن الشعوب العربية والمسلمة وأحرار العالم يرفضون التطبيع، ويعتبرون الكيان سرطان خبيث يجب اجتثاثه.

شعوبنا الحرة وعلمائنا ومؤثرينا.. إن مصلحة الأمة كل الأمة في وحدة كل مكوناتها لاستعادة بيت المقدس وأرض فلسطين التي بارك الله فيها للعالمين، ومسار التطبيع لا يخدم هذه الرؤية ولا يحققها؛ بل هو يفتح بلداننا وأوطاننا أمام هؤلاء المعتدين، ليمارسوا افسادهم وتخريبهم، وهذا والله أمره لا نرضاه لأوطاننا وشعوبها، يا كل الأحرار انفضوا عنكم قيود القعود والعجز وانتصروا لأقصاكم الذي يتهدده الهدم في أي لحظة لا سمح الله.
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)