عـادل أبو هـاشـم يكتب: ماذا يجري داخل ( حركة فتح)..؟؟!! هل فقدت الحركة بوصلتها..؟؟!!

profile
عادل ابو هاشم إعلامي فلسطيني
  • clock 19 يناير 2023, 6:41:01 ص
  • eye 465
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في سياق حملة السلطة الفلسطينية للقضاء على المقاومة في الضفة الغربية، قام رئيس السلطة محمود عباس بتوجيه أقسى الشتائم لوفد من حركة فتح والأجهزة الأمنية في جنين لفشلهم في القضاء على المقاومين في جنين و نابلس ، وقال لهم "سيطرتكم على الأرض صفر " ..!! 
واستهجن عباس أن يحمل ابن فتح السلاح، متسائلاً :
"من وينتا  -  منذ متى - في فتحاوي بحمل سلاح"..؟؟!!
مستنكرأً ما قام به الطبيب عبدالله أبو التين الذي حمل بندقيته، وقاتل جنود العدو الأسرائيلي إلى جانب المقاومين في مخيم جنين ليرتقي شهيدأًمقبلاً غير مدبر ..!! 
وطالب عباس من قادة الأجهزة الأمنية بوضع خطة للقضاء على المقاومة..!! 
ويتساءل الشارع الفلسطيني بدهشة ومرارة :
ماذا يجري داخل حركة فتح.. ؟!
وهل حقا تم اختطاف  هذه الحركة التاريخية المناضلة التي قدمت آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والأسرى والمعتقلين على مدار خمسة عقود ونيف على يد مجموعة  تآمرت عليها من الداخل ، واستغلت ” فــتـح ” للحصول على المكاسب والغنائم ، مما أدى إلى ضياع الحـركة ( التي أصبحت غابة الجميع فيها ينهش بعضه البعض ) بين أنياب المنتفعين والمتسلقين ، حتى أضحت مشروع استثماري لدى بعض المارقين . . ؟ ! ! .
لا يختلف اثنان على وجود أزمة حقيقية تعصف بـحركة ” فــتـح ” ،  وخاصة بعد المهزلة التي حاكتها بعض القيادات المتنفذة في الحـركة ، و كان من نتائجها فصل و طرد العديد من قادة و كوادر و عناصر الحـركة ونواب في المجلس التشريعي في حملة مستهجنة و غير مسبوقة  تحت ذريعة ” مناهضتهم للسياسة العامة لدولة فلسطين ” ،   و اتهامهم بتهمة ” التجـنح ”  في أسلوب  غريب عن عادات و تقاليد شعبنا و ثورته في محاربة الناس بقطع أرزاقهم ،  و غريب جدا عن أخلاقيات حـركة ” فــتـح ”  ــ على الأقل في عهد ياسر عرفات ــ خاصة عندما يكون الحديث عن مناضلين امضوا حياتهم في السجون ، ومدافعين عن الأرض و العرض و المقدسات  ، و منهم من هو أخ لشهيد أو شهيدين  ، و منهم من يعول عشرة أبناء .!
وليت الأمر قد توقف عند هذا الحد بل تعداه إلى إقصاء قيادات كبيرة و وازنة في الحركة ، و التآمر على البعض الاخر لإقصائه في معركة صراع الخلافة على منصب رئيس السلطة و حركة فتح ، والتي تدور رحاها بين قيادات المقاطعة في رام الله للظفر بالمنصب ، و ما تخللها من شتائم و تخوين و مؤامرات مما يوحي بأن الضفة الغربية على أعتاب حمام دم بين هذه القيادات التي تكدس السلاح لهذه اللحظة ..!! 
كذلك اقتحام الأجهزة الأمنية للمخيمات الفلسطينية ، و الأشتباكات بين قوات الأمن و عناصر الحركة في مخيمات بلاطة و الأمعري و جنين  و نابلس  ، و قتل أبناء الشعب بالرصاص و الهروات واللكمات و الأحذية بدم بارد ، و اختطاف العشرات من المواطنين على خلفية سياسية ، و معظمهم أسرى محررون و طلاب و نشطاء ، و الذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب ، و أقسى أساليب التحقيق ظلما و جورا في سجون السلطة " و مسلخ أريحا " في تصعيد خطير في التعامل بين الفلسطينيين وخرقاً لمبدأ حرمة الدم الفلسطـيني  .!
هناك من يؤكد إن ” فــتـح ” تم اختطافها من قبل طرف فاعل بداخلها ضد الأطراف الأخرى ذات التاريخ النضالي المديد ، وان قيادة الحركة ممثلة باللجنة المركزية قد فقدت  بوصلتها ، حيث يواصل الكثير منهم  رحلة البحث عن الذات وعن المصالح الخاصة والابتعاد عن الجماهير ، و التعلق ببطاقات كبار الشخصيات التي تسمح لهم بالسهر والمجون والتسوق في بارات وأسواق تل أبيب ، والتنقل في جميع أنحاء العالم وشعبهم محتجز في المطارات والمعابر . .! !
لقد شعر الكادر الفتحاوي ــ و خاصة بعد المؤتمر العام للحركة السادس في شهر أغسطس ٢٠٠٩ م  ــ  أن ” فــتـح ” قد اختزلت في مجموعةمن ( ثلاثة و رابعهم كلبهم) ، الأمر الذي أدى إلى ما وصلت إليه الآن . . ! !
هنا يتساءل كل فتحاوي :
أين قيادة الحركة التي انتخبت في مؤتمر فتح السابع " نوفمبر ٢٠١٦ م " لكي تلجم الذين يحاولون شطب المحطات المضيئة في تاريخها ، و ينحرونها من الوريد إلى الوريد . .؟!!
أم أن هذه القيادة  قد أصابها العجز ، وتعبر عن هذا العجز بالحرد و الصمت و التذمر و الاعتكاف في المنازل . . ؟ ! ! .
أين قيادات فتح السياسية و العسكرية ؟! أين قيادات الساحات والأقاليم والاتحادات الشعبية ؟!  هل هي غائبة ؟ !أم انها اندثرت وفقا لخطة مبكرة نفذت خطوةً خطوة ؟! .
أين كوادر فتح الشرفاء ليقفوا في وجه  الذين جعلوا من ” فــتـح ” تكية لهم و لأبنائهم و أحفادهم  ، ومن الذين يتطاولون على دماء شهدائها وجرحاها ، ويلطخون تاريخها ونضاله ، ويمسحون دورها ، ويقضون علي مستقبلها ، ويشوهون تاريخ الحركة النضالي  ..؟!!
هل هذه ” فــتـح ” التي كان لها شرف تفجير الثورة الفلسطينية العملاقة ضد الاحتلال الصهيوني ،  و قادت أطول مسيرة ثورة في التاريخ المعاصر .؟!
هل هذه ” فــتـح ” ” التي ملكت ناصية التعبير عن أماني وطموحات الجماهير الفلسطينية والعربية والقوى المناهضة للصهيونية لأكثر من خمسة عقود ،  و خرج المشروع الوطني الفلسطيني المناوئ للمشروع الاستعماري الصهيوني من رحم الحركة .؟!
  أم أن ” فــتـح ” قد  اختزلت في يد مجموعة من ( ثلاثة و رابعهم كلبهم) ممن قبلوا الدنية ، وقدموا مصالحهم على مصالح شعبهم و أمتهم و عقيدتهم ، و عملوا بموجب توجيهات الأعداء و نصائحهم .؟!
إن من الظلم أن تتحول ” فــتـح ” إلى قبائل وعشائر وعائلات وزواريب ، و إلى مجموعة من الناعقين الذين يملؤون الفضائيات صباحاً ومساء لا يلوون على شيء إلا إثارة الفتنة و التحريض و الكذب و قلب الحقائق ، و أن تصل الأمور في هذه الحركة المناضلة إلى هذا الدرك بفضل الذين يدوسون وجه الوطن بالبسطار  الاسرائيلي والأمريكي ..!!


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)