- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: نتنفس حرية ... الزاوية السرية
عماد عفانة يكتب: نتنفس حرية ... الزاوية السرية
- 25 أبريل 2023, 12:03:00 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إذا كان معرض "نتنفس حرية" الإبداعي، العابر للانقسام وكل دواعي الشرذمة، والذي ينظم بمشاركة الكل الفلسطيني.
إذا كان هذا المعرض يجسد بالصور، والمجسمات، والمرئيات، وبالكاريكاتور، وبالندوات لأسرى محررين، وبالكتب، وبالشهادات المسجلة لذوي الاسرى، بعضاً من معاناة الأسرى الأحياء في قبور الاحتلال.
وإذا كانت المعروضات تشعرنا بكثير من الوجع، والألم على الواقع المخيف والمزري الذي يحياه آلاف الأسرى الأبطال خلف القضبان منذ عشرات السنوات.
فان الزاوية السرية في المعرض، والتي يعرض فيها أحد الابطال الذين نجحوا في هز أركان كيان العدو، بعضا من المشاهد الحية، والوقع المعاش الذي يحشر فيه أبطال وفدائيو الشعب الفلسطيني، في زنازين هي اشبه بالقبور التي يحاول الاسرى ان يبعثوا فيها الحياة، بإرادتهم وصبرهم وعزمهم وأملهم بالخروج الى الحياة من جديد.
ان الزاوية السرية في المعرض، تعرض مشاهد تبكي القلب قبل العين، وتنشر أجواء من الحسرة على أبطال تفنى زهرة شبابهم في اقبية التحقيق والتعذيب والعزل.
ومع ابداء خالص التحايا للكل الوطني والقائمين على المعرض الإبداعي، الا انه لابد لنا من كلمة:
قضية الاسرى خلف القضبان مستمرة منذ عشرات السنوات، بدأت مع بداية الاحتلال لأرضنا قبل أكثر من 74 عاما، والمأساة الإنسانية ستبقى مستمرة، ما دامت القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني مستمرة.
وقضية بكل هذا الحجم من الوجع، والطافحة بالمأساة الإنسانية، لا تكفيها معرض للتعبير عن عمق المأساة، والإحاطة بكل أطراف الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الإنسانية.
وعليه إذا كان لابد من نصيحة، فكما نجح الاسرى في توحيد الكل الفلسطيني على قضيتهم، فلابد للكل الوطني من التقدم خطوة باتجاه بعضا من الوفاء لقضيتهم، لناحية إقامة معرض دائم، وليكن متحف يوثق لهذه المأساة الإنسانية المستمرة، وتحفيز الأجيال والكل المقاوم لبذل مزيد من الجهود لإنهاء مأساتهم، وتحريرهم من قيود الاحتلال وذل الاسر.
وكي لا نبقى نتحدث مع أنفسنا، وكي نطلع شعوب العالم بشكل عملي ومحسوس على مأساة شعبنا وأسرانا المستمرة، فما المانع من أن يطوف هذا المعرض أصقاع الأرض، لعرض وعبر العمل الفني والثقافي المجرد مأساة شعب يتوق الى الحرية.
علما ان قضايا إنسانية ذات بعد وعمق وطني، مثل قضية النكبة والعودة، وقضية شهداء شعبنا، ومقابر الأرقام، وغيرها تحتاج أيضا الى معرض دائم او متحف يوثق مأساتنا، ألمنا، وجعنا، كما يوثق بطولاتنا، وفدائية شعبنا الباسل.
فما الذي يمنع من أن يجتمع الكل الفلسطيني على هذه القضايا العابرة للانقسام، والتي تحظى بإجماع وطني لا خلاف عليه، لجهة الاتفاق على إقامة متحف وطني يوثق لكل أطراف ومناحي هذه التجربة البطولية والإنسانية المستمرة، ليكون قاعدة انطلاق لإقامة معارض في مختلف دول العالم، معارض توثق العلاقة مع الشعوب المتعاطفة مع قضيتنا، لناحية توطين هذه المعارض هناك، على طريق ترجمة هذا التعاطف الى إجراءات وقرارات، لعزل ونبذ وطرد كيان الاحتلال من مختلف الدول والمحافل.