- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
فاضل الچالي يكتب: لكل مكان مقال
سيدي "أبــي تـــراب" يقول: "ليت لي رقبة كرقبة البعير لأزن بها الكلام قبل خروجه!".
“المهنة والوظيفة”
بعد ما يقرب من انقضاء عقدين على التغيير في العراق وزيادة مساحات الرأي والمجموعات على الواتساب والصحف ومواقع الرأي، أرى أن من الواجب أن تتشذب الآراء وتجري مراجعة شاملة لما يطرح من آراء بالنقد الحقيقي، لا نقد الكراهية. فيصار إلى مدونة سلوك أخلاقي لأن ما يجري يدل على الانفلات، حيث ترى محامية تصرخ على الشاشات وتزعق بوجوه محاوريها، وآخر يكيل السباب والشتائم ضد آخرين.
مدونة سلوك
بعضُ المهن لها شروطها والتزاماتها الأخلاقية والقانونية، ونحن في خضم فورة الحريات الشخصية التي أطلقت الأقلام والأفواه لتقول الحق والكذب، أو الحق في غير وقته، فكم من كلمة حقٍ أودت بحياة الآخرين، وكم من كذبة بيضاء وفرت أقوات وأرواح بدل أن تزهق!
وكم من صمت كان زيناً وحكمة. لكل شخصٍ منا حقٌ وحرية
ولدينا التزام أدبي ومهني كذلك.. ولا يخلو أيٌ منا من فكرة أو اعتراض خصوصاً ونحن شعبٌ بعضنا، لم يرضهِ وجود سيد البلغاء وكمال العدل الإلهي والإنساني بين جوانحه، فكيف يرضي هذا البعض حقاً. وباطلاً بما نمر به الآن؟ أو من حولنا في الإقليم والعالم.
أكرر..
لدينا وازع وضمير والتزام مهني يحتم الالتزام بمجموع تلك الضوابط، فليس كل ما نعلمه أو نراه أو نسمع به يجب أن نعلق عليه، أو نتبناه أو نغرد به.
بعض المهن يجب الالتزام حرفياً بشروطها، وأنا أسطر تلكم الكلمات، تمر أمام عيني صور بعض الناشطين في مجالات السياسة والإعلام والعمل الاجتماعي ومجالات أخرى لا حصر لها الحانقين، العاتبين وربما المخونين.. وخصوصاً أولئك الذين لم يفقهوا أن للإنسان حدود لا يتخطاها.
هم أحبتنا ولكنهم ينتقدون الصمت الذي نحن عليه في الأحداث من حولنا بَعُدَتْ أو قربت.
أقول لهم -وهم أحبتنا، وإن امتعضوا-:
الصمتُ حكمةٌ وكياسة لكل شخص ضوابطه التلقائية أو التي وقّع عليها ورضي بقبولها.. لكن الأمر لا يعني البتة أن الإنسان فقد شجاعة التصريح، ربما الصمت هو التصريح الأوفى والأوفر حظاً.