-
℃ 11 تركيا
-
19 أبريل 2025
قراءة سياسية وأمنية لتغريدة “أبو عبيدة”.. العدالة المعكوسة: عندما يصبح القاتل قاضيًا
إدارة التوازن الأخلاقي في خطاب المقاومة
قراءة سياسية وأمنية لتغريدة “أبو عبيدة”.. العدالة المعكوسة: عندما يصبح القاتل قاضيًا
-
19 أبريل 2025, 4:52:15 م
-
473
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
“أبو عبيدة
استعرضت الدكتورة أميرة فؤاد النحال قراءة سياسية وأمنية في مضمون تغريدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، والتي أثارت تفاعلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، لما حملته من مضامين سياسية وأمنية دقيقة، تُعبّر عن مرحلة حرجة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتكشف عن تحوّل نوعي في خطاب المقاومة، من الدفاع إلى الاتهام الأخلاقي المباشر.
إدارة التوازن الأخلاقي في خطاب المقاومة
تأتي تغريدة أبو عبيدة ضمن إطار ما يمكن تسميته بـ"إدارة التوازن الأخلاقي"، إذ يحرص الخطاب المقاوم على الظهور كفاعل عقلاني وأخلاقي، رغم وحشية آلة الحرب الإسرائيلية. استخدامه لعبارة "نحاول حماية جميع الأسرى" رغم استمرار القصف، يكشف عن استراتيجية رمزية تهدف إلى فضح هشاشة البنية القيمية للاحتلال، الذي لا يتورع عن قتل أسراه بينما يدّعي التمسك بالقيم الإنسانية.
اتهام مباشر: الاحتلال يمارس "الاغتيال الميداني" لأسره
في سابقة إعلامية، وصف أبو عبيدة ممارسات الاحتلال بـ"الاغتيال الميداني للأسرى"، وهي ليست مجرد اتهام، بل توصيف دقيق لسياسة التصفية الاستباقية التي يتبعها الجيش الإسرائيلي. هذا الخطاب يسلّط الضوء على ما يمكن اعتباره "إبادة رمزية"، حيث يتم قتل الأسير، ثم تشويهه، فطمس روايته، لتبرير الفشل الأمني والتكتيكي.
اصطدام الرواية الإسرائيلية بوقائع المقاومة
يحاول الاحتلال ترويج سردية مشوهة تزعم إساءة معاملة الأسرى، لتبرير عدوانه المتصاعد، وهي سياسة تُعرف في العلوم السياسية بمفهوم "الهندسة الإدراكية للسرديات" (Cognitive Narrative Engineering). في المقابل، يأتي رد المقاومة عبر ما يمكن وصفه بـ"تفكيك الصورة المدجّنة"، حيث تُفنّد شهادات مزيفة وأكاذيب منظمة تم ضخها ضمن ماكينة التضليل الإعلامي الإسرائيلي.
فشل استخباراتي وتكتيكي: الهشاشة الميدانية تتكشف
إشارة أبو عبيدة إلى أن مصير الأسير الإسرائيلي "عيدان الكسندر" لا يزال مجهولاً، يعكس حجم الفشل الاستخباراتي والتكتيكي لدى الجيش الإسرائيلي، ويؤكد أن المقاومة لا تزال تملك قدرة على المناورة والسيطرة، رغم القصف المتواصل. هذه الحقيقة تعيد تشكيل صورة غزة: ليست فقط ساحة دمار، بل أيضًا مسرحًا لتكتيكات معقدة ومباغتات نوعية.
العدالة المعكوسة: عندما يصبح القاتل قاضيًا
تغريدة أبو عبيدة تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول "العدالة المعكوسة"، حيث يحاول الاحتلال الظهور كمدافع عن حقوق الإنسان، في حين يمارس التهجير والقتل بحق المدنيين والأسرى. هذا التناقض الصارخ يُبرز زيف "الحياد الدولي" ويدعو إلى إعادة النظر في خطاب الصمت العالمي، الذي لم يعد ممكنًا أمام فداحة الجرائم الإسرائيلية.
المقاومة تعيد تعريف المشهد السياسي والإعلامي
في نهاية المطاف، تمثل هذه التغريدة تحولًا في قواعد الاشتباك السياسي والإعلامي. فالمقاومة لم تعد تكتفي بالدفاع عن النفس، بل باتت في موقع يُمكّنها من "محاكمة الاحتلال" سياسيًا وأخلاقيًا، عبر خطاب يجمع بين الواقعية الميدانية والشرعية الأخلاقية، في معركة لا تُحسم فقط في ميادين القتال، بل أيضًا في ميدان الرواية والوعي.








