- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
لماذا تُثار الشكوك حول ترشح "بايدن" في انتخابات 2024؟
لماذا تُثار الشكوك حول ترشح "بايدن" في انتخابات 2024؟
- 8 يوليو 2022, 8:18:21 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على الرغم من أنه يفصلنا أكثر من عامين عن الانتخابات الرئاسية القادمة المقرر إجراؤها في نوفمبر 2024، فإن هناك حالة من الجدل داخل الحزب الديمقراطي حول احتمالات ترشح الرئيس “جو بايدن” (79 عاماً)، وأكبر رئيس يؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير 2021، وإذا ما كان المرشح المثالي لهزيمة المرشح الجمهوري، في وقت تُثار فيه كثير من الهواجس بين أبرز قادته حول حالته الصحية مع تقدم سنه، وقدراته على الفوز بينما تتراجع نسب تأييده بين الناخبين الأمريكيين، ولا سيما القاعدة الانتخابية التي صوتت له في نوفمبر 2020، ولإخفاقاته في التعامل مع العديد من التحديات الداخلية، ولا سيما أزمتي التضخم وتداعيات العمليات العسكرية الروسية على الداخل الأمريكي، التي تتقدم القضايا التي على أساسها يصوت الناخب الأمريكي.
رفض ديمقراطي
يُعارض تيار متنامٍ داخل الحزب الديمقراطي تخطيط الرئيس الأمريكي للترشح لفترة رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية القادمة؛ وذلك لأسباب عدة يتمثل أبرزها فيما يأتي:
1– تقدم عمر “بايدن” في بداية الرئاسة الثانية: بينما يتحدث عديد من الديمقراطيين عن حكمة الرئيس “بايدن” وخبرته بإدارة شؤون بالبلاد، ولا سيما العمليات العسكرية الروسية وجائحة كوفيد–19، فإن كثيراً من الديمقراطيين يتساءلون بصوت عالٍ عما إذا كان الحزب في حاجة إلى مرشح أصغر سناً في السباق الرئاسي المقبل، بعد أن أصبح تقدم عمر الرئيس الأمريكي مثار تساؤل داخل الحزب الديمقراطي؛ حيث سيبلغ 82 عاماً في بداية فترته الرئاسية الثانية.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تركيز الناخبين الأمريكيين على عمر الرئيس. ويتحدث بعض الديمقراطيين عن أن بايدن “يبدو كبيراً في السن، ويبدو أنه عجوز، وهذا ليس مظهراً رائعاً للبيت الأبيض”. ويرى بعضهم أنه في حال ترشح “بايدن” فإن الحزب الجمهوري سيجعل من عمر بايدن أبرز القضايا الانتخابية. وقد قال “ديفيد أكسلرود” الخبير الاستراتيجي الديمقراطي الذي ساعد الرئيس السابق “باراك أوباما” في الفوز بالانتخابات الرئاسية لعامي 2008 و2012، إن عمر “بايدن” سيكون قضية رئيسية إذا ترشح لمنصب الرئاسة في غضون عامين.
2– تدهور الحالة الصحية للرئيس “بايدن”: أعلن “بايدن” أن سيترشح لفترة رئاسة ثانية إذا سمحت صحته بذلك، ولكن حالته الصحية متدهورة؛ حيث إنه يعاني من بعض أمراض الشيخوخة مثل التهاب العمود الفقري الذي يسهم في جعل مشيته أكثر تصلباً بشكل لافت، وهو ما يلاحظ في الفترة الأخيرة، فضلاً عن أنه يأخذ حبوباً لعلاج ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم. وفي العام الماضي أجريت له جراحة لاستئصال ورم في القولون، بجانب بعض الأمراض الأخرى.
3– استغلال جمهوري لتقدم عمر “بايدن”: خلال فترة ولايته سعى الجمهوريون إلى تصوير الرئيس “بايدن” مع زلات لسانه وتلعثمه ونسيانه بعض أسماء مسؤولي إدارته والتفاصيل خلال خطاباته، وتعثُّره في المشي وسقوطه عدة مرات أمام الكاميرات، وأنه غير لائق للمنصب على الرغم من أن أطباء الرئيس الأمريكي لا يشيرون إلى أي مخاوف صحية كبيرة؛ حيث يشيرون إلى اعتنائه بصحته على نحو جيد. وقد أكد طبيبه “كيفين أوكونور” خلال العام الماضي في خطاب أن الرئيس “بايدن” يتمتع بصحة جيدة وقوي ولائق لتنفيذ القانون بنجاح والقيام بمهام الرئاسة. وإذا ترشح “بايدن” لفترة رئاسية ثانية سيستغل الجمهوريون تقدم سن بايدن وحالته الصحية لتصويره على أنه غير لائق للمنصب. وهناك تخوف ديمقراطي من الحالة الصحية للرئيس “بايدن”؛ فقد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” في 11 يونيو الفائت تقريراً استندت فيه إلى محادثات مع 50 مسؤولاً ديمقراطياً أعربوا جميعهم عن خوفهم العميق من حالة الشيخوخة التي يُعاني منها الرئيس الأمريكي.
4– معارضة الناخبين ترشح “بايدن” مجدداً: أظهرت نتائج استطلاعات الرأي أن نسبة كبيرة من الناخبين الأمريكيين يعارضون أن يكون “بايدن” مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة؛ فقد قال ما يقرب من نصف الأمريكيين وثلث الديمقراطيين في استطلاع أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في مارس الماضي، إنهم لا يعتقدون أن “بايدن” سيرشح نفسه مرة أخرى، وأرجعت النسبة الكبيرة رفضهم ترشحه لتقدم عمره. ووجد استطلاع للرأي أجرته “ياهو نيوز” و”يوجوف” أجري خلال الفترة من 10 إلى 13 يونيو أن 40% من ناخبي بايدن في عام 2020 قالوا إنه لا ينبغي أن يرشح نفسه مرة أخرى مقارنة بـ37% قالوا إنه ينبغي ذلك.
5– تراجُع شعبية الرئيس وفقاً لاستطلاعات الرأي: أدت إخفاقات الرئيس “بايدبـ3في التعامل مع التحديدات الداخلية الأمريكية مع ارتفاع أسعار البنزين إلى 5 دولارات للجالون وارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، وتعثر أجندة بايدن الاقتصادية والتشريعية إلى تراجع شعبية الرئيس الأمريكي إلى نحو 40% في يونيو ومايو الماضيين وفقاً للاستطلاع لمؤسسة “جالوب” أُجري في الفترة من 1 إلى 20 يونيو الفائت.
وقد أظهر استطلاع أجرته جامعة “مونماوث” خلال الفترة بين 23 و27 يونيو الماضي أن تصنيف قبول “بايدن” انخفض إلى مستوى منخفض جديد؛ حيث قال 58% من الأمريكيين إنهم لا يوافقون على الوظيفة التي يقوم بها، بينما يوافق أكثر من ثلث الأمريكيين (36%) على ذلك. وتكشف نتائج الاستطلاعات المتعددة انخفاض نسب تأييد بايدن إلى أقل مما كان عليه “دونالد ترامب” في الفترة المناظرة من رئاسته التي وصلت إلى 41% في الأول من يوليو 2017، بينما لم يوافق عليه 52.3% وفقاً فيلبيانات FiveThirtyEight لاستطلاعات الرأي.
6– توقعات بتعثر أجندة “بايدن” للعامين القادمين: يتوقع كثير من الخبراء الاستراتيجيين أن الرئيس “بايدن” والديمقراطيين سيواجهون واحدة من أصعب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل. فوفقاً لاستطلاع لمؤسسة جالوب – سبقت الإشارة إليه – فإن 13% من الأمريكيين راضون عن الاتجاه الذي تسير فيه الولايات المتحدة و16% يوافقون على الوظيفة التي يقوم بها الكونجرس ذذوالأغلبية الديمقراطية، بينما 87% من الأمريكيين غير راضين الآن عن اتجاه البلاد، و82% لا يوافقون على الكونجرس؛ ولذلك يُتوقع أن يتمكن الجمهوريون من استعادة الأغلبية في أحد مجلسي الكونجرس (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) أو كليهما؛ ما يجعلهم قادرين فعلياً على إحباط أجندة بايدن خلال العامين السابقين للانتخابات الرئاسية لعام 2024، وهو ما يزيد من تراجع شعبية الرئيس الأمريكي؛ لعدم قدرته على معالجة تحديدات الداخل الأمريكي، وتعثر أجندته الاقتصادية والتشريعية، وتزايد حالة الغضب من قيادته للبلاد.
مرشحون محتملون
على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي وكبار مساعديه عن نيته للترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، فإن احتمالات خسارة الديمقراطيين الأغلبية في أحد مجلسي الكونجرس أو كليهما في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس القادمة، وتراجع شعبية “بايدن” بين الناخبين قد يدفعانه إلى التراجع عن قرار ترشحه لفترة رئاسية ثانية، وهو القرار الذي لم يعلنه رسمياً حتى الآن. وتضم قائمة المرشحين الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية القادمة في حال عدم ترشح “بايدن” مسؤولين بالإدارة الأمريكية حالياً، ومتنافسين سابقين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ومن أبرزهم:
1– “كامالا هاريس”: يُنظر إلى نائبة الرئيس الحالية على أنها المرشحة الأولى للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة إذا قرر الرئيس “بايدن” عدم السعي لإعادة انتخابه، رغم تدني شعبيتها في استطلاعات الرأي راهناً، والتغطية الصحفية السلبية لها، ومغادرة العديد من موظفيها مناصبهم. وقد اعتبر الكثيرون أن اختيار “بايدن” لها لتنافسه على الرئاسة في نوفمبر 2020 يعد بمنزلة تجهيز لها لخلافته مرشحة رئاسية وزعيمة للحزب الديمقراطي.
ورغم أن معدلات قبول “هاريس” تنخفض مثل تصنيف “بايدن” فإن مؤيديها كثيراً ما يشيرون إلى دعمها القوي بين الناخبين من أصول أفريقية، الذين يعدون مفتاحاً للفوز بالترشيح. وتتصدر “هاريس” بفارق كبير العديد من استطلاعات الرأي التي تُجرى حول المرشحين في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية إذا لم يترشح “بايدن”.
2– “بيت بوتيجيج”: فاز “بوتيجيج”، الذي يشغل منصب وزير النقل في إدارة “بايدن”، بأكبر عدد من أصوات المندوبين في الانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية لعام 2020 بولاية أيوا، وخسر بفارق ضئيل التصويت الشعبي أمام السيناتور “بيرني ساندرز”. ويعد أول مرشح مثلي يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس.
3– “بيرني ساندرز”: نافس السيناتور من فيرمونت للفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية لعامي 2016، و2020، ولم يستعبد “ساندرز” ترشحه للمرة ثالثة للانتخابات الرئاسية القادمة في حال عدم ترشح “بايدن”. وقد أشارت مذكرة وزعها مدير حملته السابقة في أبريل الماضي إلى أرقام استطلاعات الرأي الإيجابية لـ”ساندرز” وقوة تأييده بين الناخبين الأمريكيين.
4 – “إليزابيث وارين”: نافست السيناتور من ماساتشوستس للفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية لعام 2020، وتعد من أبرز الشخصيات الديمقراطية، ولها شعبية كبيرة بين الجناح التقدمي. وفي الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي السابقة، كانت المنافس التقدمي الرئيسي لـ”ساندرز”، ولكن بعض التقارير الأمريكية تشير إلى عدم ترشحها للرئاسة؛ حيث تخطط للترشح لإعادة انتخابها في مجلس الشيوخ في نوفمبر 2024.
5– “شيرود براون“: يتردد اسم السيناتور عن ولاية أوهايو بين الديمقراطيين عند الحديث عن مرشح ليس من المنافسين الديمقراطيين الرئيسيين مثل “هاريس” أو “بوتيجيج”. وعنه يقول أحد المحللين الاستراتيجيين الديمقراطيين البارزين الذين عملوا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة إنه اختيار مثالي؛ لكونه يمثل إحدى الوجوه والدماء الديمقراطية الجديدة، بجانب تمكنه من الفوز في ولاية صعبة مثل أوهايو، التي كانت تتجه نحو الحزب الجمهوري.
6– “ستايسي أبرامز”: لطالما أراد الديمقراطيون من مختلف الأطياف الإيديولوجية أن تترشح “أبرامز”، خاصةً بعد صعودها السريع داخل الحزب، وقد كانت على رأس قائمة المرشحات لتنافس “بايدن” نائبة له في الانتخابات الرئاسية السابقة. ولا تخفي “أبرامز” رغبتها في الترشح لمنصب الرئاسة؛ حيث صرحت بأن الانتخابات الرئاسية هي أحد طموحاتها. وقد ظهرت قوتها بعد خسارتها بفارق ضئيل أمام الحاكم “بريان كيمب” في الانتخابات التمهيدية لحاكم ولاية جورجيا لعام 2018، وقد لعبت دوراً رئداً في قلب الولاية من كونها جمهورية إلى ديمقراطية من خلال منظمتها “فير فايت أكشن”.
7– “رو خانا”: يعد النائب عن ولاية كاليفورنيا أكثر المرشحين الديمقراطيين المتوقعين في الانتخابات الرئاسية القادمة إيماناً بالأفكار التقدمية، ويقول أشد مؤيديه إن لديه شيئاً يفتقر إليه بعض التقدميين الآخرين يتمثل في الرغبة في العمل مع الذين لديهم آراء متعارضة داخل الحزب، وقد شارك في رئاسة الحملة الرئاسية لـ”ساندرز” في عام 2020. وهو يدعم الإصلاح الاقتصادي الشعبوي الشامل. وقد اكتسب سمعة خبيراً بالسياسة الخارجية في الكونجرس. ودفع صغر سنه (45 عاماً) بعض الديمقراطيين إلى التكهن بأنه يمكن أن يكون وريثاً محتملاً للحركة التقدمية التي تبحث عن زعيم جديد.
وتقول مصادر مقربة من “خانا” إن لديه رؤية متفائلة لمستقبل الحزب الديمقراطي ورسالة اقتصادية قوية حول الإنتاج والوظائف الأمريكية تلقى صدى لدى الناخبين في جميع أنحاء البلاد.
8– “إيمي كلوبوشار”: كانت من المرشحين السابقين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020، وقد حققت نتائج جيدة في تلك الانتخابات؛ حيث جاءت في المركز الثالث في نيوهامشير، وينظر إليها باعتبارها ضمن الأعضاء الأكثر اعتدالاً في الحزب.
وبجانب تلك القائمة من المرشحين الديمقراطيين فإن هناك تقارير تتحدث عن مرشحين آخرين مثل “ألكساندريا أوكاسيو كورتيز”، التي تعد من أبرز الشخصيات في الحركة التقدمية داخل الحزب الديمقراطي، ولا يزال نجمها مستمرًا في الصعود داخل الحزب، وحاكم ولاية نيوجيرسي “فيل مورفي”، وحاكم ولاية كاليفورنيا “جافين نيوسوم”، الذي يلعب دوراً حزماً في الخلاف مع الجمهوريين حول قضايا مثل الإجهاض، وحاكمة ولاية ميشيجان “جريتشين ويتمير”.
سيناريوهات مفتوحة
وختاماً، على الرغم من إشارة تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، في 19 يونيو الماضي، إلى أن قادة الحزب الديمقراطي يرون أنه لا يوجد مرشح ديمقراطي يُعد الاختيار الأفضل إذا لم يترشح “بايدن” لفترة ثانية في الانتخابات الرئاسية القادمة، فإن قراره عدم الترشح سيصقل إرثه السياسي؛ إذ سيحظى بإشادة بالغة لاختيار الوقت المناسب للتنحي، ولتقديمه مصالح الحزب الديمقراطي الذي سيقف على طرف النقيض من الحزب الجمهوري الذي لا يزال عالقاً في ماضيه مع تصاعد احتمالات ترشح “ترامب” لفترة رئاسية ثانية، ودعمه مساعي الحزب إلى تجديد دمائه.
المصدر: إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية