قد يواجه مؤسس موقع المبلغين عن المخالفات ما يصل إلى 175 عامًا في السجن إذا أدين في الولايات المتحدة

جيمس كرامب

ترجمة: محمد الصاوي

من المقرر أن يمثل مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج أمام المحكمة في أولد بيلي بلندن في 4 يناير ؛ حيث سيقرر القاضي ما إذا كان سيتم ترحيله إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهم التجسس. اتهمت الولايات المتحدة أسانج ، 49 عامًا ، من تاونسفيل ، أستراليا ، بعدة تهم بالتآمر والتجسس ، بعد أن حصل على آلاف الوثائق السرية ونشرها. وكان قد اعتقل في لندن في أبريل 2019 بعد أن طلب اللجوء في سفارة الأكوادور ؛ بالعاصمة الإنجليزية لأكثر من ست سنوات.

مُنح أسانج حق اللجوء في السفارة الإكوادورية منذ عام 2012 بعد أن خسر معركته ضد التسليم إلى السويد بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي. في مايو 2019 ، اتهم أسانج بموجب قانون التجسس الأمريكي لعام 1917 في 17 تهمة لنشر مواد سرية قدمها له محلل استخبارات الجيش الأمريكي آنذاك تشيلسي مانينغ في عام 2010.

أسانج هو أول ناشر يتم اتهامه بموجب القانون ، وفقًا لقناة الجزيرة.

كما وجهت إليه تهمة التآمر لارتكاب اختراق للكمبيوتر ، بعد أن زُعم أنه اخترق جهاز كمبيوتر حكومي. قد يواجه عقوبة أقصاها خمس سنوات في السجن بسبب هذه التهمة. ومن المتوقع صدور قرار بشأن تسليم أسانج للولايات المتحدة لمواجهة 18 تهمة في 4 يناير. إذا أدين في الولايات المتحدة ، قد يواجه أسانج ما يصل إلى 175 عامًا في السجن.

ما هو موقع ويكيليكس؟

Wikileaks هو موقع إخباري للمبلغين ينشر مواد ووسائط مبوبة يتم توفيرها لهم من قبل مصادر مجهولة. أسس أسانج موقع ويكيليكس في عام 2006 ، لكن موقع المبلغين عن المخالفات برز في عام 2010 عندما قام بنشرمواد عسكرية حساسة. واشتملت المواد على شريط فيديو مدته 39 دقيقة لطائرة هليكوبتر عسكرية أمريكية وهي تطلق النار وتقتل أكثر من عشرة عراقيين. وقتل صحفيان من رويترز في الحادث.

أدى الفيديو إلى غضب عالمي حول تصرفات الولايات المتحدة في العراق ووجودها العسكري الشامل في الشرق الأوسط. في تموز (يوليو) 2010 ، سربت ويكيليكس ، جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الإخبارية الأخرى ، ما يقرب من 100000 وثيقة تتعلق بالأعمال العسكرية الأمريكية في أفغانستان. ثم سرب موقع ويكيليكس ما يقرب من 400000 وثيقة تتعلق بالمخلفات في حرب العراق بعد بضعة أشهر. تم الإشادة بكلا التسريبين حيث أنهما كشفا عن عدد كبير من الضحايا المدنيين في الشرق الأوسط لم يتم الإبلاغ عنه من قبل.

كما نشر موقع ويكيليكس أكثر من 250 ألف برقية دبلوماسية مؤرخة بين عامي 1996 و 2010 ، والتي قدمت رؤى حول أكثر من 270 سفارة أمريكية حول العالم. استمر الموقع في تسريب وثائق ومواد واتصالات سرية على مدار السنوات منذ ذلك الحين ، لكنه تسبب في جدل بعد تسريب مواد تتعلق بالمرشحة الديمقراطية للرئاسة آنذاك هيلاري كلينتون. كما تعرضت المنظمة لانتقادات لفشلها في حماية خصوصية الأفراد ، بعد تسريبات كشفت عن أرقام ضمان اجتماعي ومعلومات خاصة أخرى لا علاقة لها بالتسريبات.

أين أسانج؟

جوليان أسانج محتجز في سجن بيلمارش الواقع في ثيمسميد بلندن منذ أبريل / نيسان 2019. تم القبض على أسانج في أبريل 2019 بعد أن توصلت حكومة الإكوادور إلى اتفاق لطرده من السفارة ووضعه في حجز السلطات البريطانية. قال رئيس البلاد لينين مورينو إنه تم سحب لجوء أسانج بعد أن انتهك الاتفاقيات الدولية بشأن التدخل المحلي خلال فترة وجوده في الموقع. تم اعتقاله داخل السفارة في 11 أبريل 2019 من قبل شرطة العاصمة ، فيما يتعلق برفضه تسليم نفسه للمحكمة لتسليمه إلى السويد في عام 2012 لمواجهة تهمتين بالاغتصاب. أسقطت السويد التهم وأنهت تحقيقها في نوفمبر 2019.

في 1 مايو ، حُكم على أسانج بالسجن لمدة 50 أسبوعًا في سجن بلمارش لانتهاكه شروط الإفراج عنه بكفالة في عام 2012 ، ولا يزال محتجزًا هناك منذ ذلك الحين. استأنف أسانج الحكم في البداية ، لكنه أسقط استئنافه لاحقًا في يوليو 2019. وظل في السجن بعد العقوبة الأولية ، حيث ينتظر معرفة ما إذا كان سيتم تسليمه إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهم التجسس.

تم تأجيل جلسات الاستماع المتعلقة بإمكانية تسليمه إلى الولايات المتحدة حيث طلب الدفاع مزيدًا من الوقت لتحضير قضيته ، بسبب المضاعفات المحيطة بوباء فيروس كورونا المستمر. لم يغادر أسانج سجن بلمارش إلا لحضور جلسات المحكمة المتعلقة بقضية تسليمه ، لكنه قد يغادر في 4 يناير بعد أن يقرر القاضي مصيره.