مترجم| تل ليف رام يكتب: كلما طالت الهدنة صعُبت العودة للقتال

profile
  • clock 27 نوفمبر 2023, 8:36:28 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الألعاب النفسية التي تجريها لنا حماس، والتي جعلت قلوبنا جميعا تدق مساء أمس مع التأخير في تحرير المخطوفين تذكر كل من نسي بأن صفقة مع منظمة إرهاب مثل حماس لن تسير كالساعة السويسرية.
لم يسبق لدولة إسرائيل أن واجهت معضلة من هذا النوع عند الحرب.
واضح أنه في خيار الكابينيت وقف مسير الحرب والتوجه إلى توقف النار توجد أيضاً أثمان باهظة.
شارة الثمن المطلوبة من إسرائيل أن تدفعها الآن في تأخير مواصلة الخطوة البرية وتمديد مدة الحرب التي لا تبدو نهايتها في الأفق هي نتيجة الثمن التي تقررت عملياً في 7 أكتوبر.
لا تعرف دولة إسرائيل كيف تتعهد لأن تعيد كل المخطوفين إلى الديار على قيد الحياة، لكن الدين الأدنى على الحكومة هو أن تفعل كل ما في وسعها كي تعد بأنها فعلت كل شيء كي تفي بعقد الثقة غير المكتوب بين السكان والدولة والذي تصدع بشكل خطير قبل أكثر من 50 يوماً.
في مفترق اتخاذ القرارات إذا كان ينبغي مواصلة الضغط العسكري انطلاقاً من الفهم بأنه سيؤدي إلى إنجاز أكبر أو التوقف لأجل تنفيذ صفقة جزئية، اختار كابينيت الحرب الإمكانية الثانية. والمستقبل وحده سيروي لنا إذا كان اتخذ الخيار الصحيح.
مهما يكن من أمل لا شك في أنه كلما كان زمن الهدنة أطول هكذا سيكون تحدي العودة إلى القتال أصعب وأكثر تعقيداً.
يتفق كبار رجالات الجيش على مبدأ تمديد الهدنة عدة أيام أخرى وذلك بشرط ألا يكون توقفاً وأنه في كل يوم ستحرر حماس عشرة مخطوفين آخرين.
لا يوجد حقاً جدال بين قيادة الجيش في هيئة الأركان وقادة الميدان الكبار الذين يقاتلون، قادة الألوية والفرق.
الإجماع هو مطلق – لا يوجد سبيل لهزيمة حماس عسكرياً دون مواصلة المعركة بعد الهدنة في جنوب القطاع أيضاً.
هذا تحدٍ معقد يصبح أشد كلما مر الوقت. ساعة الزمن السياسية مع الأميركيين ليست أبدية بالتأكيد، لكن في هذه اللحظة على الأقل لا يزال لإسرائيل فيها ائتمان لمواصلة العملية، حتى عندما يصبح هذا أكثر تعقيداً تجاه دول صديقة أخرى في أوروبا.
من ناحية عملياتية أيضاً، اكتظاظ السكان الكثيف جداً في منطقة خان يونس وفي مناطق أخرى في جنوب القطاع يشكل عاملاً يجعل الأمور أصعب على الجيش الإسرائيلي، مقارنة بشروط البداية التي كانت له عندما بدأت في نقل السكان الغزيين بشكل غير مسبوق من الشمال إلى جنوب وادي غزة.
هذا سيكون الاختبار الحقيقي للجيش في القدرة على توفير حلول ناجعة لمواصلة المعركة في جنوب القطاع.
ولعله في هذا السياق بالذات، يوجد للهدنة أيضاً قدر ما من الفضل كزمن في فحص الخطط وفحص كم هي مناسبة.
سيتعين على القيادة السياسية أن توفر مجال الشرعية لمواصلة الحرب من النقطة التي توقفت عندها ولا سيما حيال الأميركيين إلى جانب دول مهمة أخرى في العالم ومواصلة الحوار من خلف الكواليس مع الدول العربية المعتدلة. هذا لن يكون سهلاً.
في ضوء الأقوال الواضحة من الجيش بأن استئناف الحرب بعد الهدنة ليس خياراً بل واجب – إذا ما تطور شيء ما آخر، سيكون صعباً جداً على رئيس الوزراء أن يشرح لماذا.
كما أنه من الأفضل الانتباه لما يجري في الضفة، وبالذات في الساحة الداخلية.
فإعدام من اشتبه بهم بالعمالة لإسرائيل ليس أمراً جديداً، ومع ذلك فإن الإعدام الوحشي جداً لثلاثة مشبوهين بالعمالة في طولكرم بقيادة حماس يجب أن يشعل أضواء تحذير عندنا أيضا.
الجماهير التي شاركت، الحماسة الهائلة وانعدام السيطرة المطلقة لأجهزة الأمن الفلسطينية – يوجد فيها ما يشهد على احتمال الاشتعال، ولا سيما في شمال السامرة.

عن «معاريف»

التعليقات (0)