- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب: بين الصهيونية والغجرية
مجدي الحداد يكتب: بين الصهيونية والغجرية
- 14 أكتوبر 2023, 1:39:15 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متداول
كشفت العلوم الاجتماعية و الانسانية وعلوم الانسان The Anthropology ، أنه منذ السبى البابلي الأول ثم " السبى " الروماني بعدها بعدة قرون لم يعد هاك وجود حقيقي لليهود في شتى بقاع العالم ، سوى فقط مناطق محدوة جدا بالمنطقة العربية لبعض القبائل اليهودية ، والتي استطاعت و من خلال عزلتها وعندم اندماجها كليا في مجتمعاتها الحفاظ عل نقائها العرقي - إن جاز التعبير - و خاصة في اليمن ، و المغرب .
وكان قبل السبى الروماني لليهود ، و منذ عهد الامبراطورية الرومانية ، وباختصار شديد ، قد انتشر ، وتفشى في أوروبا قبائل الغجر ، والتي تحمل نفس السمات المشتركة من زاوية عشقهم لعدم الاندماج أو حتى الاختلاط في المجتمعات التي تيواجدون فيها . و هم يفضلون العيش في تجمعات خاصة بهم تسمى " كوليات " ، ومفردها " كولية " ، وحيث يمارس فيها النشاط الاقتصادي الذي يدر لهم أسهل و أضخم الأرباح و هو " البغاء " ، أو الدعارة .
وتوجد في معظم دول العالم ، وخاصة العديد من دولنا العربية تلك الكوليات .
لذا فدائما ما يفضل الغجر العيش على أطراف المدن وتخوم الدول ، وربما لممارسة نشاط أخر لا يختلف كثيرا من حيثةالانحطاك عن الدعارة و هو التجسي لحساب أي من يدفع لهم أكثر حتى ولو كانوا من أعداء الدول التي تستضيفهم على أرضها .
لذا فلم يكن من المستغرب أم يُعامل الغجر في أي مكان من العالم بوصفهم أحط أنواع البشر و أكثرهم انحطاطا و دناءة ، و لهذا فقد أُعطوا أدنى مرتبة بشرية في التفضيلات ، أو المفاضلات العرقية على مستوى الجنس البشري .
وبعد السبى الروماني الثاني لليهود كانوا بكل أسف يُعاملوا نفس معاملة الغجر ، ولكنهم كانوا يعلونهم درجة .
ونظرا لأن شوكة الغجر كانت هي الغالبة فاستطاعوا بعدئذ أن يستوعبوا هؤلاء اليهود في مجتمعاتهم وبشنى الطرق ، حنى ولو اقتضى الأمر القضاء عليهم خاصة عندما كان اليهود ينافسونهم في أنشطتهم الاقتصادية الرئيسية ، و المتعلقة بالدعارة والتجسس .
لذا وخشية من العقاب على الجرائم والمذابح التي ارتكبها الغجر بحق اليهود ، حتى انه لم يعد للأخرين وجود في أوربا ، أدعى الغجر بأنهم يهود ، و أصحاب قضية .
وهكذا استبدل الغجر بالفلسطينيين بفلسطين المحتلة على انهم يهود الشتات .
أنظر فقط إلى وزير الدفاع الصهيوني يوآف جالانت ، وشعوره بالدونية اللاإرادية وهو يقف بجانب وزير الدفاع الأمربكي لويد أوستن - وعلى الرغم من أن الأخير أسود القلب و الوجه ، ولكنه يتكلم بلسان أبيض ! - ثم يبتسم له عند استقباله بالمطار بينما ملامح أوستن صارمة لا يبتسم ولا يضحك ربما إدعاءا بالتأثر بالحزن على مقتل جنودهم ، ولكن عندما توجه الكاميرا إلى وجه جالانت يمثل دور الصرامة والتحدي و تأكيد العزم على القضاء على حماس .
و أنظر أيضا كل ذلك أثناء المؤتمر الصحفي الذي جمع بين أوستن و جالانت ، وحيث ابتسم الأخيى مرة ثانية و هو يصافح أو ستن في نهاية المؤتمر الصحفي - و كأن شيء لم يحدث - بينما ظلت ملامح أو ستن الصارمة هي هي لم تتغير ، بل أن الأخير هو الذي أنهى المؤتمر الصحغي شاكرا الصحفيون وقائلا لهم :" هذا كل ما لدي " . و غادر في حين أن هذا هو دور المضيف وليس الضيف في كل الأعراف الدبلوماسية و البروتوكولية .
و أنظر كذلك إلى ردود الأفعال المفتعلة والمبالغ فيها عند استضافة ومقابلة مذيعة CNN لأقارب الجنود القتلى والجرحى و الأسرى من جيش الاحتلال الصهيوغجري ، وقارن ذلك بحديث أسر ضحايا أي حادث وقع في أوروبا أو أمريكا أو حتى عالمنا العربي !
بيد أن الأمر لم يعد يقتصر فقط وحصرا على دولة الكيان ، فالعديد من دولنا العربية ، ربما تسلل إليها أيضا ، وبليل بهبم ، من يحكمها بالفعل و من أبوين مختلطين يجمعان بين الأصول الغجرية والصهيونية ، وليس حتى من أصول الدولة التي يحكمونها ، و بالمخالفة المراوغة طبعا لدستورها ، وكذا كافة الأعراف الدولية و الأممية ، فدمروها تدميرا ، و جرفوها تجريفا ، وأفقروها تفقيرا وبوروها تبويرا ؛ و حرفيا ؛ خربوها تخريبا ...!