- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
مجدي الحداد يكتب.. سلم العهدة
مجدي الحداد يكتب.. سلم العهدة
- 7 أبريل 2021, 5:07:39 م
- 1037
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلم العهدة ..!
---------------
يلتزم أمين المخزن ، أو أمين الصندوق ، في أي شركة أو مؤسسة تابع لها ويعمل بها ، أن يكون ما لديه من عهدة أو نقدية سليما ومطابقا تماما لما هو مدون بالدفاتر من غير زيادة أو نقصان ، وأن يكون مستعدا لذلك ولمراجعة و تسليم ما لديه في أي وقت يطلب منه ذلك لأي سبب من الأسباب .
وفي حال إكتشاف عجز في عهدته فالإجراء الفوري والإحترازي الأولي يمر بخطوتين ، وهما :
ــ أن يرد ، أو يسدد قيمة العجز فورا .
ــ أن يعزل من منصبه .
وبعدئذ يحال إلى التحقيق لمواجهة إجراءات تأديبية رادعة وزاجرة ــ وتكون عبرة لغيرة ــ أخرى .
وعندما ، وليعاذ بالله ، تلتصق تهمة خيانة الأمانة بمن لم يرعها حق رعايتها ، فإنها قد تظل ملتصقة به طوال حياته ، وربما لعدة أجيال قادمة أخرى من نسله ــ تماما كما كان يقال مثلا لبطرس بطرس غالي أمين عام الأمم المتحدة الأسبق الراحل ، وكذا يوسف بطرس غالي مختلس أموال المعاشات الأشهر ، بأنهم خونة جميعا أبا عن جد ، حيث كان جدهم الأكبر هو القاضي الظالم الذي حكم زورا وظلما بالإعدام على فلاحي دنشواي بالإعدام في محاكمة ومحكمة دنشواي الشهيرة ، وحيث كان على ميمنته شقيق سعد زغلول ..!
كما هناك طارق عامر ، محافظ البنك المركزي ــ وحيث كان عمه عبد الحكيم عامر ؛ البطل الرئيسي في هزيمة 5يونيو 67 ، والمتسبب في ذبح أو دفن جنودنا أحياء في سيناء ،وتدمير كل أسطولنا الحربي من الطائرات في ذلك الوقت ، فضلا عن إحتلال سيناء ذاتها ، وغيرها وغيرها من تداعيات وويلات لا نزال نعاني أثارها حتى تلك اللحظة ..! ــ وحيث كان بدوره له الفضل ــ إن جاز التعبير ــ أو الدور الأكبر في تعويم ــ والذي هو في حقيقة الأمر "تغريق "..! ــ الجنيه المصري ، و من ثم السرقة العلنية من جيوب المصريين ، وكذا أرصدتهم بالبنوك ، وذلك بقيمة الفرق قبل وبعد التعويم للجنيه المصري ..!
فسبحان الله فكلهم ، وكما قال تعال : " ذرية بعضها من بعض " [ آل عمران : 34 ]
ألم أقل ؛ " أن التاريخ ــ وخاصة الحديث ــ لا يشرف ، كما لا يسر حبيب ، ولكن قد يسر عدو أو حتى أعداء كثر ، ويبهجهم كثيرا في حقيقة الأمر ..!
إذن ؛ فإذا كان ما سبق هو دأب الشركات والمؤسسات المختلفة للحفاظ على مواردها ومستوي ربحيتها وتواجدها ومركزها التنافسي في السوق ، وكذا سمعتها ، والتي تعد بدورها أصل من الأصول المتداولة عند تقييم أي منشآة من المنشآت ، فأليس من الأولى أن تتحلى الدول ذاتها ، وعلى الأخص أنظمتها ، وتتسم وتتصف بما تتسم به تلك الشركات خاصة فيما يتعلق بالسمعة والتنافسية بل والتواجد في الأسواق ؛ والذي هو ليس فقط سر نجاح أي شركة بل سر بقاءها أيضا ، وبالتبعية الدولة التابعة لها ، وذلك بإعتبار أن الإقتصاد ، هو عصب ورأس سنام أية نشاط أو حتى دور من أدوار الدولة الرئيسية ؛ سواء الآن أو أمس ، أو غدا ..!
إذن ، وباختصار أنت تسلمت مصر وكان بها وقت أن تسلمتها :
ــ جزيرتي تيران وصنافير .
ــ مياه إقليمية تشمل ما تنازلت عنه لإسرائيل وقبرص واليونان من حقول غاز ــ وربما نفط أيضا ــ وحقول غاز أخرى ، وبعقود معيبة ــ و لا يزال يجهل حقيقتها وتفاصيلها الشعب ، و كأنها أسرار عسكرية ..! ــ مع شركة إيني للغاز .
ــ جزيرة كانت تملكها مصر استولت عليها اليونان بعد ترسيم الحدود .
ــ كانت قيمة الجنيه بالنسبة للدولار تعادل تقريبا سبعة جنيهات .
ــ كان الدين الخارجي حوالي 15 مليار دولار ، والداخلي حوالي 120 مليار جنيه ، والاحتياطي النقدي بالبنك المركزي حوالي 30 مليار دولار .
ــ شركة الحديد والصلب ، والعديد من شركات القطاع العام الأخرى والغزل والنسيج وغيرها ، والتي كانت جميعها شركات ناجحة ، وتعمل بكفاءة تشغلية وربحية عالية ، والتي بيعت جميعا برخص التراب وبأقل حتى من قيمة الأراضي المنشاة عليها تلك الشركات و المصانع .
ــ كل الآثار التي نهبت وهربت خارج مصر منذ أن توليت ، وحتى الآن .
ــ كانت حصة مصر ، وهذا هو الأهم ، من مياه نهر النيل هي 55 مليار متر مكب سنويا ــ ومع ذلك فلقد كنا داخلين حتى في دائرة الفقر المائي .
وربما كانت هناك أشياء أخرى كثيرة غير منظورة ، و غير ملموسة . ولكن تلك هي على أية حال أهم عناصر العهدة الرئيسية ، التي أنت مطالب ، كما يتوجب عليك ، الآن أن تسلمها لنا كما تسلمتها أول مرة ، ويا دار ما دخلك شر ــ مع إن الشر قد دخل بالفعل واستشرى وانتشر وصار شرورا كثيرة .!
ــ وإلا فاتركوا أمين الخزنة إذا تركتم من يدير الدولة ..!
وأعتقد أن جيشنا العظيم يواجه ــ كما نواجه نحن أيضا ــ الآن ، وأكثر من أي وقت مضى ، تحديات وجودية جثام ؛ عظيمة بالفعل لم نتعرض لها جميعا من قبل ، ومنذ نشأة هذا الجيش على يد محمد على والي وحاكم مصر الأسبق ــ ومن يعتبره البعض مؤسس مصر الحديثة ــ وعليه إذن أن يباشر دوره الذي أُنشأ من أجله ؛ ألا وهو الحفاظ على وحدة هذه البلاد فضلا عن وجودها ذاته ، والذي بات يتهددها الآن بالفعل و من كل جانب .
وكلنا عشم إذن أن يلبي هذا الجيش على الأقل نداء الواجب والذي صار الآن بالفعل ؛ نداء الوجود ..!