محمد عبدالمجيد:عبد الناصر لم يؤسس لحُكم عسكري!

profile
  • clock 25 مايو 2021, 9:55:30 ص
  • eye 691
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كان الريّس، رحمه الله، ضابطا في الجيش، وشاهد كل صنوف الظلم من الاستعمار البريطاني.

شارك في حرب 1948 التي سلّح فيها الملك فاروق جيشه بدعم بريطاني استعماري توطئة لهزيمته

عندما سُدّت كل الطرق، وثمانون ألف جندي بريطاني في مدن القناة؛ كانت الدلائل تشير إلى إصرار استعماري قد يمتد كما حدث في جنوب أفريقيا( 350 عاما )، وفي الجزائر (130 عاما ) وكما قال زعماء الاخوان المسلمين في مصر 2012 بأنهم سيحكمونها لخمسمئة عام.

لم تكن هناك قوة قادرة على الطلب من جنود الاحتلال الرحيل غير ثلة من الضباط الموجوعين، لهذا فقد ظلوا في الحُكم؛ فالمدنيون وقتها والأحزاب الكرتونية والقابلة للاستعمار كانت على استعداد لعودة جنود بريطانيا الاستعمارية.

ووجد الريّس نفسه في مواجهة اسرائيل وبريطانيا وفرنسا وأطماع دينية اخوانجية لظنهم أنهم أحق بالحُكم من غيرهم.

جمال عبد الناصر لم يقُم بانقلاب ضد حُكم مدني؛ إنما ضد حُكم يسنده الاستعمار.

وتم منع مصر من استيراد السلاح ومن تمويل السد العالي ومن القروض وأصبحت اسرائيل قاعدة عسكرية في المنطقة.

وانتعش أمل دول العالم الثالث في التحرير، وأصبحت القاهرة قِبلة للثوار.. كان هذا بعد الثورة بعدة أعوام.

أشعر أحيانا أن خصوم أبي خالد يرقصون طربا على أنغام هزيمة يونيو، ويغمضون أعينهم عن حرب الاستنزاف التي مهدت لحرب أكتوبر.

للريّس أخطاء، بل أخطاء كثيرة فهو شاب وكاره للاستعمار ويجابه قوىَ كبرى ويتنفس العالم الثالث من رئتيه.

أضاع على الاستعمار في أفريقيا ثروات كبيرة، في باطن الأرض وسطحها.

الغريب أن لعنات كل الزعماء المصريين بعد عبد الناصر تم إسدال الستار عليها؛ لكن أبا خالد يظل في قبره يوجع خصوم مصرعلى سطحها.

لماذا يترحم على عبد الناصر كل المظلومين والمقهورين والثوار والأحرار في كل مكان في العالم، فهل هناك عاقل يرتاب في جمال؟

كان جزء من روح عبد الناصر في صدر باتريس لومومبا ومارتن لوثر كينج ونيلسون مانديلا ونهرو وبن بيلا وبومدين ومئات الثائرين طلبا لحريتهم.

كل حكايات الرعب التي أطلقتها دار الزهراء للنشر اصطدمت بصخرة مصنوعة في قلوب المصريين والعرب العشاق للريّس.

لو رشح عبد الناصر نفسه من قبره فسيتوارىَ خجلا كل السياسيين الذين تربوا على حِجر السادات ومبارك وطنطاوي ومرسي والسيسي!

حماقة لا مثيل لها أن يؤكد كارهوه أنه واضع أسس الحُكم العسكري؛ رغم أنه كان ضابطا في جيش نظامي، وأستاذا في الأكاديمية وقارئا نهما وعاشقا للفن وواضعا لأسس فلسفة الثورة.

جريمة عبد الناصر أنه كان يحب مصر حتى النخاع، ويكره المتربصين بها.

أكثر الذين يهاجمونه لهزيمة يونيو هم الفرحون بها؛ فقد منحتهم الفرصة الأبدية للنيّل منه!

التعليقات (0)