- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
محمود مرداوي يكتب : شبح المقاومة في رمضان
محمود مرداوي يكتب : شبح المقاومة في رمضان
- 11 مارس 2022, 12:17:41 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
شهد يوم الإثنين الموافق 7 مارس 2022 تصعيداً لافتاً في عمليات المقاومة في الضفة الغربية، وهو ما عزّز المخاوف لدى العدو بأن الأسابيع القادمة ستشهد تصعيداً حذرت منه أجهزته الأمنية بأن احتمالات انفجار المواجهة في رمضان ستكون كبيرة، وذلك مع إصرار الصهيونية الدينية على اقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
يأتي تصاعد روح المقاومة في الشارع الفلسطيني، مع تصاعد الحديث عالمياً عن ازدواجية المعايير الغربية التي تتجاهل حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وامتلاك السلاح، لكن الشعب الفلسطيني قرر كما كل مرة أن يواجه بدمه وإمكاناته البسيطة مخرز العدو الصهيوني والتنكر الغربي لحقوقه؛ ليذكّر العالم أن الاحتلال لن يصبح واقعاً، وأن الحقوق لا تسقط بالتقادم.
9 عمليات إطلاق نار وعمليتا طعن وعمليتا دهس أسفرت عن جرح 7 جنود، عكست عنفوان المقاومة الذي يسكن شباب الضفة ورجالها، وهو ما زاد من إرباك قادة العدو وأجهزته الأمنية التي باتت تتحرك في كل تجاه لاحتواء المواجهة القادمة.
الاشتباك والالتحام مع جنود العدو من نقطة صفر هما عنوانا تصاعد المقاومة خاصة من شباب وفتيان القدس، هؤلاء الذين تتفتح أعينهم مبكرا في الحياة على الجرافات التي تهدم منازلهم وقوات العدو تحاصرهم وتلقي بهم إلى الشارع، لماذا يلتحم شباب القدس؟ سؤال لا يمكن أن يجيب عنه إلا الشعوب التي تنشد الحرية وتبحث عن الهوية، في القدس الحرب التي يقوم بها العدو الصهيوني استئصالية، هل لكم أن تتخيلوا أنفسكم وأنتم تعيشون مرارة هدم منازل آبائكم، ثم تكبرون وشبح هدم المنازل يحاصر أحلامكم في المستقبل بامتلاك بيت.
إن الاستئصال الذي يقوم به العدو الصهيوني في محاربة الفلسطيني في القدس بهدم بيته ومحو تاريخه وتغيير معالم مدينته يحتم الالتحام بالسكين والبندقية، كما فعل الشهداء الأبطال منفذو عمليات الطعن، وكما فعل الشيخ الشهيد فادي أبو شخيدم بالبندقية.
جيش العدو يستشرف تصعيداً كبيراً قد يندلع في الضفة والقدس وال 48 في شهر نيسان قد يؤثر على قرار المقاومة ويحفزها للتدخل، ولا أدل على ذلك مما صدر عن قائد فرقة الضفة “آڤي بالوت” في رسالة لضباطه معنونة بــ “الحرب ستندلع غداً”، في دلالة على حجم الخشية والإحساس بما يصدر من الميدان، مستحضراً مؤشرات التصعيد في الآونة الأخيرة، حيث شهد آذار تصعيداً في الإجراءات الاحتلالية، فكانت على النحو التالي:
- 1195 اعتداء من الجيش على الفلسطينيين، و143 من المستوطنين، و20 انتهاكاً واقتحاماً للأقصى.
- 555 عملية اعتقال.
- 6 شهداء.
- 1092 جريحاً.
- 55 إخطار هدم.
- 88 عملية هدم فعلي.
- 257 حاجزاً عسكرياً.
- عشرات عمليات الاستدعاء والاحتجاز المؤقت.
بينما استمرت المقاومة في مواجهة الاحتلال، حيث نفذت :
- 82 عملية تصد للاحتلال، و262 عملية شعبية بأشكال مختلفة.
- و81 مولوتف.
- و50 عملية إطلاق نار.
- عملية طعن وإلقاء 7 أكواع، وعملية دهس كانت خسائر العدو 68 جريحاً.
- العدو ينظر للأسابيع القادمة بمنتهى الخطورة والجدية *
علماً أنه يسهم في بناء البيئة وتأجيج المشاعر من خلال عمليات اغتيال إجرامية نُفذت في نابلس، وفي مخيم جنين والقدس، بالإضافة إلى ما جرى في برقة على أنقاض مستوطنة حومش، وإيفيتار في جبل صبيح.
الإدارة الأمريكية حذرت نفتالي بينت من عواقب سياسة القمع والتهويد المستمر والاستيطان وإطلاق العنان لقطعان المستوطنين، وطالبته بإجراءات تتفادى ما هو قادم.
على إثر ذلك أرسل بينت مدير مكتبه للاجتماع مع حسين الشيخ للعمل على منع استمرار مقاومة الشعب الفلسطيني، وبحثا إمكان مشاركة الأجهزة الأمنية في العشرة الأواخر في القدس، لمنع المواجهات وخروجها عن السيطرة في سعي مشترك لتحقيق الأمن والاستقرار
- هذا اللقاء الذي تبعه لقاء مع المنسق غسان عليان حيث قرر رفع عدد تصاريح العمل والتجار
ولم تتوقف اللقاءات، حيث اجتمع مجدداً “يائير لبيد وزير الخارجية الإسرائيلي” مع حسين الشيخ للغاية ذاتها، والهدف نفسه الذي تولى مدير مكتب بينت تحقيقه، وهو منع انفجار الأوضاع في شهر رمضان، وتوسعت اللقاءات لتشمل الملك عبد الله، حيث عقد لبيد لقاء تم الاتفاق فيه على تهدئة التوتر في القدس، وتعزيز التفاهم والعمل المشترك لتحقيق هذا الهدف.
كل أدوات الاحتلال تعمل في الآونة الأخيرة لمحاولة استيعاب التصعيد، إن لم تنجح في منعه في ظل تزامن الأعياد اليهودية والإسلامية.
قائد شرطة الاحتلال كوبي شابتاي أصدر تعليمات للشرطة بالامتناع عن تنفيذ عمليات إخلاء، وتجميد أوامر هدم المنازل في القدس والنقب في شهر رمضان، بينما “الجيش الإسرائيلي” يصف الواقع في الضفة بالقابل للاشتعال الذي لا ينتظر سوى شرارة الانفجار.
كما أن التحقيقات التي أجراها مع المعتقلين الذين أطلق سراحهم بعدما اعتقلوا فجر اليوم ركزت على تخوفات الاحتلال مما يمكن حدوثه في المدن الفلسطينية في شهر رمضان.
دلالات إجراءات الاحتلال الأخيرة
- قوة الخطاب الديني في إلهاب مشاعر الفلسطينيين، وزرع الرعب في قلوب المحتلين.
- ثقل الوطنية الفلسطينية وقوة تأثيرها على المشهد خارج قيود السلطة.
- ثبوت انحياز السلطة للنظام العربي الخانع والمستكين للاحتلال مقابل البقاء في الحكم.
- مركزية فلسطين وقدرتها على تحريك المشهد على مستوى إقليمي ودولي.
- أهمية المقاومة وقدرتها على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
- إلهام معركة سيف القدس وبركة اجتماع الفلسطينيين تحت قيادة المقاومة وسقفها.
الشعب الفلسطيني يعلم علم اليقين أن الحديد لا يفل إلا بالحديد، وما أخذ بالقوة لا يستعاد ولا يسترد إلا بالقوة، موقناً بأنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله.