- ℃ 11 تركيا
- 26 ديسمبر 2024
محند أمقران عبدلي يكتب:الأب نويل يهديكم صعلكة و جثث
محند أمقران عبدلي يكتب:الأب نويل يهديكم صعلكة و جثث
- 25 ديسمبر 2024, 9:55:35 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في عالم البهتان و الهوان ،أين أصبحت الأكاذيب حقيقة دامغة و التفاهة دستور عمل ، تمضي الأيام مملة ،متشابهة ، مؤرقة، ضيقة على كل نفس حرة و ملتزمة معلنة عن بداية نهاية الإنسان ،بوصول التافهين و العابثين بالجاه و السلطة و النفوذ لسدة الحكم الفاسد .وسط هذا الزحام تحل علينا فلكلورية الوثنية العابرة للاوطان و الاديان ،متطفلة على ذات بشرية ضائعة وسط أوهام البطولة و السيطرة .
الوثنية الجديدة هي دين جديد، يهوى عرض الأزياء و البهرجة ، فتارة بزي يهودي أو إسلاموي أو بوذي أو مسيحي .
و لكم الاختيار ، الاب نويل السمين، الضاحك ،المتبسم ، صاحب البطن الكبير و المؤخرة المعتبرة، في زيه الأحمر اللافت ، و عربته التي تخترق المجالات الجوية دون رخصة ، يهدي لكم قبلات من نار و جحيم و آلاف الهدايا ، و لان للاحمر سطوة و جاه فلكم الإختيار .
جثث ،جثث،جثث من كل الأشكال و الأحجام ، رضع ،أطفال ، نساء ،رجال ،شيوخ ...لكم الاختيار، خاصة و أن الغوغاء ألفت المشهد . يمكنكم إختيار الهدية بما يشفي غليلكم و نزواتكم و ميولاتكم الحمراء ، جثث محترقة ، أشلاء ، جثث منتفخة ، رؤوس ،أرجل ، بقايا أجساد ، متعفنة كلية أو في مراحل متقدمة ،مدنية مسالمة ، ناسكة ،متعبدة أو في خيام بالية، في مستشفيات زائلة أو في مدارس خاوية .
طوبى للأب نويل ، للأحمر الضاحك ،المنتشي و المرتشي بلفحات من زمن نمرود و المسيح الحزين الباكي .
أيها السيد المسيح ، ابن العذراء، يامن اخترقت الفيافي و الجبال و الوديان وباسم آمالك و آلامك و يا من أبشرت و استبشرت بالباراكلي أو أحمد أو بالأمين . يا من مسحت على وجه المجدلية بعد الصلب و قبل الصعود إلى المعلم الأكبر .
لا زالت آلامك هنا ، في أرضك و في مهدك و في قيامتك و على شطآن مرفأك صبي يتوعدنا بأنه سوف يخبر رب الجميع بما حصل . فهل وصل نداءه و نجواه إليك أم كنت منشغلا عن من خدعوك و ظلموك و على الخشبة القديمة صلبوك و سمروك.
نعم على هذه الأرض من يحبك و على هذه الأرض أتباع محمد الأعظم ،في حل و ترحال ، في خوف و جوع يقاومون من أجل الأرض و الحياة و البقاء .
خدعونا بتوليفة كهنوتية ،نمرودية،وثنية فقالوا استمروا .
استمروا في لهوكم و لغوكم و لا بأس من قداس يقيمه المسلمون باسم المسيح أو العكس .
نعم العكس بالعكس و العكس صحيح ، تظاهروا بحوار الأديان ،أو حوار الثقافات و تناسوا أحقادكم و لو لبرهة على الشاشات .
كانوا يحدثوننا عن جاهلية العرب و قريش فهل هناك جاهلية أجهل من هذه يا أيها الأحمر المنتشي.
بعد كذبة ميلادك في هذه الليلة الباردة و الممطرة ، سوف ينساك الجمع ، التقينا، تبرجنا،شربنا،أكلنا و أشبعنا نزواتنا ، عبدناك ،خذلناك،نافقناك،خدعناك . المسيحي ،المسلم و اليهودي و حتى الملحد و العلماني نهواك نهواك .
إنها تقلبات الذات البشرية ،بداية الضياع و نهاية الفضيلة ، سوف ننقرض بعد أسبوع ،بعد عام أو بعد قليل و هل بقي للوقت معنى .
الأب نويل ...لا نريدك فنحن أوغاد .
أما عن هداياك ،فلقد شبعنا دماءا و جثثا ، من فضلك اترك المسيح المتألم في خلوته و ساعدنا على الرحيل .
أنا متأكد من أنك لا تقدر لأنك مجرد أوهام .
هذه مجرد شهادة من مولوي ،رحماني شاهد الضياع الأخير .