مصطفى ابراهيم يكتب: إسرائيل غصب وخيبة أمل

profile
أ. مصطفى إبراهيم كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
  • clock 25 يوليو 2023, 6:29:25 ص
  • eye 469
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يعبر اليهود  الاشكناز العلمانيين ابناء اليهود الصهاينة المستعمرين المؤسسين عن خيبة الأمل والغضب والحزن.
وأن  اليوم  24 يوليو/ تموز  2023، هو يوم أسود لدولة إسرائيل والاسرائليين، وان لحظة التصويت والمصادقة على إلغاء مبدأ المعقولية بأغلبية 64 صوتاً مقابل 0 صوتت، هي الخطوة الأولى نحو الديكتاتورية والحكم المطلق. 
وأن النظام  السياسي الديمقراطي في إسرائيل الذي اعتبروه لعقود  مفخرة في وسط صحراء قاحلة، لم يعد قادرا على توفير حلول للخلافات المستمرة منذ اشهر، بل أصبح يعمق الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية والاثنية.
وأن عصر جديد من الديكتاتورية  حل فوق رؤوسهم، وان ما كان ليس كما سيكون عليه، والشعور بان دولتهم خطفت من ايديهم من قبل اليهود اليمنيين والمتدينين الحريديم والفاشيين، بن جفير  وسموترتش وماعوز ولفين وروثمان.
وستستمر  الحكومة بتطبيق  القوانين بشكل مسعور وعلى نطاق واسع، لضمان مصالح معسكراتهم اليمنية والفئات الاجتماعية المهمشة والمحسوبة على الائتلاف الحاكم.
خاصة التيار الديني القومي والحريدي، وتمرير القوانين التي تضمن الطابع الديني المتطرف للدولة والمجتمع، وتخصيص ميزانيات الحكومة التي اصبحت تمتلك جميع السلطات بيدها، من دون رقابة قضائية وفي غياب الشفافية والمساءلة.
وأن صور السلفي هي البداية للقضاء على الديمقراطية الإسرائيلية من قبل حكومة يمينية مسيانية، وبداية الأزمة الدستورية، 
وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتهم بارتكاب جرائم جنائية ضعيف، وأسير الائتلاف اليميني المتطرف المسياني وحكومته.
وأن رؤساء الوزراء الحقيقيون هم وزير العدل ليفين ورئيس لجنة الدستور سيمحا روثمان. المسؤولية كلها تقع على نتنياهو، لكنهم جميعًا، بمن فيهم وزير الدفاع يؤاف جالانت، يقودون إسرائيل إلى كارثة وأزمة داخلية رهيبة ومروعة، يضعفون الجيش الإسرائيلي، ويسحقون نظام الاحتياط ويضرون بشكل خطير بأمن الدولة وكفاءة الجيش الإسرائيلي في وقت حرج للغاية لأمن البلاد. 
وأن نتنياهو ، يؤمن بما يريد أن يؤمن به ويخطئ بشكل خطير في قراءة الواقع، خاصة فيما يتعلق بكيفية رد فعل مئات الآلاف من الضباط وجنود الاحتياط، والمضي قدما نحو الديكتاتورية.
وسيكون هذا مكلفا لإسرائيل والاسرائيليين وسيضر بشكل خطير بأمن الدولة، لذلك اسرائيل تسير  الى الهاوية، وهي تدخل فترة ازمة داخلية عميقة وغير مسبوقة في تاريخها.
وأن وزير الدفاع جالانت الذي صوت لصالح إلغاء سبب المعقولية على الرغم من أنه يعلم جيداً ، أفضل من أي شخص آخر، العواقب الوخيمة لإقرار القانون على أمن إسرائيل، وتماسك الجيش الإسرائيلي وتشكيلات جنود  الاحتياط، ولو كان معنيا حقاً، لكان قد صوت ضده واستقال، وتقع مسؤولية العواقب الوخيمة على كاهله.
لا تزال المعارضة الاشكنازية العلمانية تؤمن بعدالة المحكمة العليا وانها ستنصفهم.
وفي الوقت ذاته تركز غالبية المعارضين للتعديلات القضائية على الجيش الإسرائيلي، وانه يجب عدم المساس بالبقرة المقدسة، وأنه أصبح  في مكان آخر ، والتقديرات ان قوانين جديدة سيتم  تغييرها ومن يعتقد أن قانون التجنيد لن يستمر؟
ولا أحد يعلم ما هي الاعداد التي سينضم فيها الجنود لتعليق تطوعهم، وإلى أين سيصل هذا إلى كل من الجنود النظاميين  والأجهزة الأمنية الأخرى، وأن رفض نتنياهو لقاء رئيس الأركان هرتسي هاليفي يشير إلى أنه ضل الطريق.
كما يتوقع بعض المحللين استمرار  نتنياهو في طريقه مع ازدياد احتمال نشوب حرب في الشمال، وفي الوقت الذي يتم الاعتقاد فيه أن حسن نصرالله يفضل تجنبه، لكن الآن لديه مصلحة كاملة في التحرك.
وإن الجيش الذي لا يتمتع بالمصداقية  هو جيش أقل جودة. الناس يجرون أقدامهم، ويفضلون عدم القيام بالمهام وعدم المبادرة، كان الأمر كذلك في الماضي.
هذه الحكومة ليس لديها شرعية لاستدعاء جنود الاحتياط في حالة الطوارئ، فهي تعلم كل المخاطر.
وأن اليوم هو للسفر والتوجه  إلى الخارج وحشد المساعدات الدولية، ورفض الخدمة في الجيش ضد الحكومة الديكتاتورية التي خطفت الدولة العلمانية من بين يديهم.
 

التعليقات (0)