- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مصطفى الصواف يكتب: مصر والعدل المفقود
مصطفى الصواف يكتب: مصر والعدل المفقود
- 2 فبراير 2023, 9:37:14 ص
- 321
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
السؤال المطروح بين كثير من الفلسطينيين لماذا تحركت المخابرات المصرية في هذا الوقت وطالبت بوفد من حركة الجهاد الإسلامي للحضور إلى القاهرة، وربما توجه دعوة لحركة حماس أو قد وجهت؟.
توقيت توجيه الدعوة للمقاومة فيه حديث طويل ، هل هو استجابة للضغوط الأمريكية للتحرك في الاتجاه الفلسطيني وتحديدا المقاوم منه؟ أم أن التحرك المصري جاء من أجل الحفاظ على الكيان الصهيوني بالعمل على وقف المقاومة سواء في القدس أو الضفة او قطاع غزة دون أن يكون حراكا موازيا تجاه الاحتلال لوقف إرهابه وقتله وهدم البيوت، وما يجري بحق المعتقلين والمعتقلات وغيرها من الاجراءات الصهيونية كالاستيلاء على الأراضي ؟.
منذ بداية العام كان هناك مايزيد عن واحد وثلاثين شهيدا فلسطينيا في الضفة الغربية لم نر هذا التحرك المصري إلا في بيانات الشجب والاستكار بعد مجزرة جنين والتي أستشهد فيها عشرة فلسطينيين.
أعتقد أن التحرك المصري جاءت في الوقت الخطأ ويحمل هدفا مشبوها لا يحقق أي مصلحة فلسطينية بل يسعى لتأمين الاحتلال، ولعل الصاروخ الذي أطلق الليلة الماضية الأول من فبراير يهدف إلى الرد على الدعوة المصرية في المقاوم الأول، ويحمل رسالة للأحتلال بان المقاومة مستمرة مهما حاولتم والإدارة الامريكية من حرفها أو التأثير عليها.
محزن حقيقة موقف المخابرات المصرية والذي وضعت نفسها فيه أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي، وهو يشير إلى رغبة المخابرات المصرية العمل على حماية الكيان، فلو أرادت المخابرات المصرية عملا متوازنا لفعلت ذلك وبدت أمام الرأي العام أكثر حرصها على الطرفين الفلسطيني والصهيوني، ولكن هذا الانحياز الأعمي لمصالح الكيان لم يكن موفقا ولا منطقيا.
المقاومة الفلسطينية تستجيب للدعوة المصرية ولديها ما ستقوله لها، ولن تؤثر هذه الدعوة وهذا اللقاء على ما تخطط له المقاومة بالتصدي لعدوان الاحتلال مهما كلف الثمن وستعمل على تعزيز المقاومة في الضفة الغربية والقدس لأنها باتت الأماكن الأكثر إيلاما للاحتلال وما أدل على ذلك من العملية البطولية التي نفذها الشهيد البطل خيري علقم، وتلك التي نفذها الشبل إبن الثالثة عشر في القدس.
لذلك لو أرادت المخابرات المصرية المصلحة وتحقيق نجاح في أي وساطة متعلقة بالمقاومة والتهدئة عليها أن تكون متوازنة، وتعمل في الاتجاهين ، ولكن أن تمارس ضغطا على الفلسطينيين استجابة للرغبات الأمريكية والصهيونية دون ضغط على الاحتلال لوقف جرائمه ، فهذا السلوك عنوانه الفشل ولن تستجيب المقاومة للضغط المصري حتى لو بلغت التهديدات ما بلغت .
المأمول من مصر البلد العربي أن تكون منحازة للحق وأن تكون أول المدافعين عن الشعب الفلسطيني، لا أن تمارس ضغطا لوقف عملا مشروعا وفق القانون الدولي ووفق الأعراف والمواثيق وضد النخوة العربية.