معاريف: فقدنا شرعيتنا بسبب مجازر غزة وصبر الولايات المتحدة نفد (تقرير)

profile
  • clock 10 مارس 2024, 2:50:00 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فضحت صحيفة عبرية، حكومة نتنياهو ودولة الاحتلال الإسرائيلي مؤكدة أنها  فقدت شرعيتها وتواجه مزيدا من النقد والإدانة بسبب عدوانها على قطاع غزة.

ونشرت صحيفة “معاريف” العبرية، أنه بعد خمسة أشهر من هجوم "حماس"، أصبحت إسرائيل دولة معزولة - بينما يتلقى الفلسطينيون الدعم من الغرب.

وقالت إن الإدارة الأمريكية لا تزال إلى جانبنا، ولكن صبرها بدأ ينفد، والعلاقات بين بايدن ونتنياهو لم تكن أكثر توتراً من أي وقت مضى.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تواجه حاليا تسونامي سياسي حقيقي ضدها، في الوقت الذي بدأ فيه صبر أفضل أصدقائنا - الولايات المتحدة والمملكة المتحدة - ينفد أيضا من إسرائيل.

وأشارت إلى تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخير، والذي وصفته بانه أقسى تصريح ضد نتنياهو منذ بداية الحرب، بعد أن قال بايدن إنه في سياق عدد ضحايا غزة، فإن "نتنياهو يضر بإسرائيل أكثر مما يفيدها".

وعددت الصحيفة عدة أسباب لفقدان إسرائيل شرعيتها في العدوان على غزة من بينها أن إسرائيل دخلت هذه الحرب عندما كان مستوى شرعية الحكومة الإسرائيلية في العالم عند نقطة منخفضة بالفعل، ويرجع ذلك أساسًا إلى تركيبتها اليمينية وتعيين شخصيات مثل وزير المالية سموتريتش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، حيث اعتبرها العالم حكومة متطرفة دينياً تحلم بالضم وليست مستعدة حتى للحديث عن "حل الدولتين".

وأضافت الصحيفة ان "اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، وتصريح سموتريتش حول تدمير بلدة حوارة الفلسطينية (جنوب نابلس شمال الضفة الغربية) وبناء المستوطنات اعتبر في الغرب صفعة على الوجه، إضاقة إلى المظاهرات الحاشدة ضد الثورة القانونية، التي صورت الحكومة الإسرائيلية كحكومة غير شرعية وأعلنت الحرب أيضًا على الديمقراطية الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى التصريحات المتطرفة لوزراء الحكومة، مثل تصريح الوزير عميحاي إلياهو بأن إسقاط القنبلة الذرية على غزة لا ينبغي رفضه، ودعوات الوزراء لتشجيع الهجرة الطوعية من غزة، وهذا ذكّر"الكثيرين في العالم بأن هذه هي حكومة المتطرفين.

 

ورات الصحيفة أن هناك عدة أسباب لفقدان الدعم الدولي من بينها أن الحرب تسير بشكل أبطأ وأطول مما وعدنا به أصدقاءنا، ولم نقم بتصفية رؤساء حماس ولم يتم إطلاق سراح المختطفين (الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة).

وأضافت أنه مع استمرار الحرب، تحول اهتمام العالم من المعاناة الإسرائيلية إلى المعاناة الفلسطينية، حيث  الجوع، والعيش في الخيام، وصعوبة الحصول على الخدمات الطبية وكل هذا بات  يحتل الصفحات الأولى والاهتمام الدولي.

وقالت الصحيفة: إن محاولة الإقناع بأن الصعوبات تنبع من الفوضى الداخلية وهجوم حماس، أصبحت  لا تقنع العالم الذي يرى في إسرائيل قوة احتلال في معظم أنحاء القطاع ومسؤولة عن رفاهية السكان.

وأشارت إلى أن من بين الأسباب ايضا، عدم وجود استعداد إسرائيلي في الأفق للدخول في المسار السياسي، وهو نتيجة لتطرف الحكومة الإسرائيلية ورفض نتنياهو الالتزام بعملية سياسية تؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية.

وأضافت أنه لو قال نتنياهو إنه يقبل رؤية الدولة الفلسطينية ويضع سلسلة من الشروط لكان الوضع مختلفا. لكن استبعاد نتنياهو الكامل لإقامة دولة فلسطينية زاد الأمور تعقيداً.

وأشارت إلى سبب آخر يتمثل في احتمال أن يخسر بايدن الانتخابات أمام ترامب، ويحدد موقف الحكومة الإسرائيلية على أنه يضر بشكل كبير بفرص إعادة انتخابه، في ظل شكوك أن نتنياهو يريد فوز ترامب.

وقالت الصحيفة: إذا استنتج بايدن أن نتنياهو يعمل على جعله يخسر أمام ترامب، فسنخسر الرئيس الأكثر ودية لدى إسرائيل، قيما بقول مسؤولون أميركيون كبار إنهم يجدون صعوبة في فهم سبب عدم مراعاة نتنياهو لسياسة بايدن الداخلية وعدم التوجه نحوه ولو قليلاً.

وأضافت أن  إسرائيل بقيادة نتنياهو ارتكبت أخطاء سياسية جسيمة في الأشهر الأخيرة. فبدلاً من احتضان أصدقائنا، يشير نتنياهو إلى دعمه لليمين الإسرائيلي المتطرف، ويسخر من العالم بقراره بناء المستوطنات، ويدير الحرب وكأنه شخص يريد لها أن تستمر إلى الأبد.

وأضافت أن أعداد الضحايا المدنيين في الجانب الفلسطيني آخذة في التزايد، والفلسطينيون يستغلون ذلك بشكل جيد لتشويه صورة إسرائيل في العالم.

ورقة التوت تتآكل

ورأت أن الدعم الذي يحظى به بيني غانتس وجادي آيزنكوت في الحكومة، والذي كان من المفترض أن يوفرا ورقة توت أمام العالم، يتآكل أيضا.

وقالت: إن قرار الأميركيين بإنشاء الميناء البحري على ساحل غزة هو تعبير عن عدم الثقة في إسرائيل في كل ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث سئم الأميركيون من حقيقة أن إسرائيل لا تعتقد أن من مسؤوليتها، باعتبارها القوة المحتلة، ضمان عدم موت الشعب الفلسطيني في غزة جوعا، مضيفة أن تصريح بايدن في خطاب "حالة الأمة" بأنه لا ينبغي النظر إلى المساعدات الإنسانية كورقة مساومة هو بمثابة صفعة مدوية على وجه إسرائيل التي رفضت السماح بدخول أي مساعدة تحت ذريعة أن كل الفلسطينيين في غزة هم بالنسبة لها حماس.

ونقلت الصحيفة عن سفير أوروبي رفيع المستوى، يعرف نفسه بأنه "صديق لإسرائيل"، قوله: إنه يشعر بقلق بالغ إزاء موقف إسرائيل في الرأي العام الأوروبي. ويقول إن وضع إسرائيل في القارة لم يكن بهذا السوء من قبل. ويقول: "لقد تركتم وحدكم. ربما هناك دولة أو دولتان، المجر وجمهورية التشيك، لا تزال تدعمكم. ولكن باستثناء هذه الدول، أنتم في عزلة ".

وأضاف أن وضع إسرائيل سيء للغاية بين النخب وخاصة في الجامعات. لقد نسي الناس "7 أكتوبر"، ومقتنعون بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. لقد سئم الناس من الحرب في غزة ويريدون أن يروا نهايتها.

وتدخل حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضد المدنيين والأطفال في غزة للشهر السادس على التوالي، مع استمرار سقوط قتلى من الفلسطينيين من جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع.

وبدأت العملية العسكرية كرد لإسرائيل على هجوم نفذته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر الماضي على إسرائيل، أسفر عن سقوط مئات القتلى.

فيما استشهد أكثر من 30 ألف فلسطيني أصيب 72 ألف آخرين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، الخاضع لسيطرة حركة حماس.

 

 

كلمات دليلية
التعليقات (0)