بعد معاهدة كامب ديفيد (عام 1979)التي نجح فيها ثعلب الديبلوماسية الاميركية هنري كيسنجر في اخراج حكومة الدولة العريية الاكبر من الصراع مع العدو التاريخي

معن بشور يكتب: المقاومة ليست من الماضي فحسب بل هي في قلب الحاضر ووجهة المستقبل

profile
معن بشور مفكر وكاتب سياسي لبناني، الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي
  • clock 23 مارس 2025, 5:22:37 م
  • eye 478
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

كم يخطئ من يعتقد ان المقاومة باتت من الماضي …يخطئ في قراءة الماضي ويخطئ في استشراف المستقبل..ففي كل مرحلة مررنا بها طيلة صراعنا مع العدو كان يخرج علينا من يعلن ان مقاومة العدو الصهيوني انتهت، وان منطقها بات من الماضي....


بعد نكسة حزيران 1967 قالوا لنا ان  مقاومة المشروع الاستعماري قد انتهت.....فجاءت معركة الكرامة بعد اشهر (في آذار 1968)  التي اطلقت مرحلة من المقاومة الفلسطينية والعربية لستكملتها "حرب الاستنزاف" وشهيدها الكبير الفريق عبد المنعم رياض رئيس اركان  الجيش المصري  والتي جرى تتويجها في حرب تشرين 1973 حين انتصر على العدو الجيشان المصري والسوري ومعهما الجيوش العربية وقرار تاريخي  بحظر النفط العربي.. اتخذته الرياض وكافة دول النفط العربي..


بعد معاهدة  كامب ديفيد (عام 1979)التي نجح فيها ثعلب الديبلوماسية الاميركية هنري كيسنجر في اخراج حكومة الدولة العريية الاكبر من الصراع مع العدو التاريخي, ولكنه لم يستطع اخراج الشعب العظيم من الصراع , كما لم يستطع اخراج العداء للكيان الصهيوني  من عقيدة الجيش المصري. قال البعض يومها لقد انتهى الصراع ولا حأجة للمقاومة بعدها.


في عام 1982 شنّ العدو الصهيوني  غزوه على لبنان واحتل عاصمته بعد حصار استمر ثلاثة اشهر (سمي خطأ "بالاجتياح")فيما هو واحد من اطول الحروب العربية الاسرائيلية التي شاركت فيه قوات الثورة الفلسطينية والجيش العربي السوري وكتيبتان يمنيتان من الشمال والجنوب والعديد من المتطوعين العرب والمسلمين والاممين..


ويومها قيل ايضا ان القضية انتهت والمقاومة باتت من الماضي..وجاء اتفاق 17 ايار 1983 المشؤوم ليحاول تأكيد  المقولة  فاسقطته المقاومة اللبنانية بدعم سوري وفلسطيني وروسي، تماما كما طردت المقاومة الوطنية والاسلامية قوات الاحتلال مذعورة من بيروت ثم من ساحل الشوف واقليم الخروب وصيدا وجبل عامل والبقاع الغربي وراشيا وصولا الى التحرير  العظيم في 25 ايار 2000 ودون قيد او شرط.

اما في فلسطين فقد ظنّ كثيرون ان المقاومة قد انتهت  بعد خروج قوات منطمة التحرير من بيروت (عام 1983) ومن طرابلس الشام (عام 1984).   وبعد اتفاقية اوسلو المشؤومة1993…واتفاقية وادي عرية(عام 1984) التي لم تتمكن من الحصول على شرعية الشعب العربي في الاردن الذي لم يتوقف عن التنديد بالاحتلال قبل ملحمة طوفان الاقصى وبعدها.. قيل الامر نفسه 'المقاومة انتهت وباتت من الماضي."
 

وحين شنت قوات الاحتلال الاميركي والاطلسي حربها لاحتلال العراق (عام 2003) ظن كتيرون ان المنطقة كلها قد سقطت  بيد الصهاينة والاميركيين فاذ بالمقاومة العراقية تربك الاندفاعة الاميركية وتعيد زمام اامبادرة الى قوى المقاومة ...


وحين اشرقت  على الامة والعالم ملحمة طوفان الاقصى كان التنظير شائعا بان الصراع مع العدو قد انتهى وان على العرب والمسلمين ان يرتّبوا اوضاعهم "التطبيعية" وفق مقتضيات صفقة القرن و"السلام الابراهيمي" ليتبين ان هذا صراع لا ينتهي الا بالتحرير، واننا امام مقاومة عربيةو اسلامية لا تتوقف الا بالانتصار الكامل.


وما يقال اليوم كان يقال للجزائريين حين امتشقوا الثورة الكبرى (عام 1954) لينتصروا على لستعمار دام 131 عاما.... ويقال اليوم للفلسطينيين واللبنانيينوالامر نفسه كان سيقال  لليمن الذي شهد حروبا وتقسيما وحصارا  لعقود ومع ذلك يخرج اليوم كقوة كبرى تواجه الامبراطوريتين الاميركية والبريطانية ومعهما الكيان الزائل .

.
اما في السودان فرغم حروب التقسيم والحصار  وحرب السنتين التي استهدفت هوية السودان ودوره ورسالته نرى شعب السودان يخرج اليوم  منتصرا لقواته المسلحة و"مقاومته الشعبية" ولوحدته ولهويته العربية والاسلامية والافريقية  ولدوره ورسالته الحضارية.


اما اللذين يعتقدون ان المقاومة باتت من الماضي فهم يتجاهلون حقيقة كبرى اخرى وهي اننا امام عالم يتغير...ونفوذ استعماري  يتراجع..وكيان صهيوني يهتز وقيادته تواصل وحشيّتها وتمددها وهو امر يزيد من حاجتنا للمقاومة ولتمددها ،كماً ونوعاً، ودراسة معمّقة لتجاربها.

 

كما على المراهنين على سقوط المقاومة ان يدركوا ان  هؤلاء الاعداء يحتاجون لادواتهم المحلية لحين ثم يتخلون عنهم حين يصبحون عبئا عليهم كما  رأينا مع شاه ايران ومع حكام كابول واليوم مع زيلينسكي اوكرانيا.

أن يقول البعض ان المقاومة باتت من الماضي فوجهة نظر... اما ان يبني حساباته وسياساته على اساس هذا الوهم فهو خطأ فادح يرقى الى مستوى الخطيئة. 
ان تمسكنا اليوم بحقنا في المقاومة ليس لانها الاقوى في النهاية فقط بل اولا لأن دعم المقاومة  واجب  وطني وقومي وديني وانساني واخلاقي ..يحاسب عليه كل واحد منا  في الدنيا والاخرة..

 

فالمقاومة ليست من الماضي فحسببل هي في قلب الحاضر  ووجهة المستقبلكم يخطئ من يعتقد ان المقاومة باتت من الماضي …يخطئ في قراءة الماضي ويخطئ في استشراف المستقبل.. ففي كل مرحلة مررنا بها طيلة صراعنا مع العدو كان يخرج علينا من يعلن ان مقاومة العدو الصهيوني انتهت، وان منطقها بات من الماضي....
 

بعد نكسة حزيران 1967 قالوا لنا ان  مقاومة المشروع الاستعماري قد انتهت.....فجاءت معركة الكرامة بعد اشهر (في آذار 1968)  التي اطلقت مرحلة من المقاومة الفلسطينية والعربية لستكملتها "حرب الاستنزاف" وشهيدها الكبير الفريق عبد المنعم رياض رئيس اركان  الجيش المصري  والتي جرى تتويجها في حرب تشرين 1973 حين انتصر على العدو الجيشان المصري والسوري ومعهما الجيوش العربية وقرار تاريخي  بحظر النفط العربي.. اتخذته الرياض وكافة دول النفط العربي..


بعد معاهدة  كامب ديفيد (عام 1979)التي نجح فيها ثعلب الديبلوماسية الاميركية هنري كيسنجر في اخراج حكومة الدولة العريية الاكبر من الصراع مع العدو التاريخي, ولكنه لم يستطع اخراج الشعب العظيم من الصراع , كما لم يستطع اخراج العداء للكيان الصهيوني  من عقيدة الجيش المصري. قال البعض يومها لقد انتهى الصراع ولا حأجة للمقاومة بعدها.


في عام 1982 شنّ العدو الصهيوني  غزوه على لبنان واحتل عاصمته بعد حصار استمر ثلاثة اشهر (سمي خطأ "بالاجتياح")فيما هو واحد من اطول الحروب العربية الاسرائيلية التي شاركت فيه قوات الثورة الفلسطينية والجيش العربي السوري وكتيبتان يمنيتان من الشمال والجنوب والعديد من المتطوعين العرب والمسلمين والاممين..


ويومها قيل ايضا ان القضية انتهت والمقاومة باتت من الماضي..وجاء اتفاق 17 ايار 1983 المشؤوم ليحاول تأكيد  المقولة  فاسقطته المقاومة اللبنانية بدعم سوري وفلسطيني وروسي، تماما كما طردت المقاومة الوطنية والاسلامية قوات الاحتلال مذعورة من بيروت ثم من ساحل الشوف واقليم الخروب وصيدا وجبل عامل والبقاع الغربي وراشيا وصولا الى التحرير  العظيم في 25 ايار 2000 ودون قيد او شرط.


اما في فلسطين فقد ظنّ كثيرون ان المقاومة قد انتهت  بعد خروج قوات منطمة التحرير من بيروت (عام 1983) ومن طرابلس الشام (عام 1984).   وبعد اتفاقية اوسلو المشؤومة1993...
 

واتفاقية وادي عرية(عام 1984) التي لم تتمكن من الحصول على شرعية الشعب العربي في الاردن الذي لم يتوقف عن التنديد بالاحتلال قبل ملحمة طوفان الاقصى وبعدها.. قيل الامر نفسه 'المقاومة انتهت وباتت من الماضي."


وحين شنت قوات الاحتلال الاميركي والاطلسي حربها لاحتلال العراق (عام 2003) ظن كتيرون ان المنطقة كلها قد سقطت  بيد الصهاينة والاميركيين فاذ بالمقاومة العراقية تربك الاندفاعة الاميركية وتعيد زمام اامبادرة الى قوى المقاومة ...


وحين اشرقت  على الامة والعالم ملحمة طوفان الاقصى كان التنظير شائعا بان الصراع مع العدو قد انتهى وان على العرب والمسلمين ان يرتّبوا اوضاعهم "التطبيعية" وفق مقتضيات صفقة القرن و"السلام الابراهيمي" ليتبين ان هذا صراع لا ينتهي الا بالتحرير، واننا امام مقاومة عربيةو اسلامية لا تتوقف الا بالانتصار الكامل.


وما يقال اليوم كان يقال للجزائريين حين امتشقوا الثورة الكبرى (عام 1954) لينتصروا على لستعمار دام 131 عاما.... ويقال اليوم للفلسطينيين واللبنانيين


والامر نفسه كان سيقال  لليمن الذي شهد حروبا وتقسيما وحصارا  لعقود ومع ذلك يخرج اليوم كقوة كبرى تواجه الامبراطوريتين الاميركية والبريطانية ومعهما الكيان الزائل ..


اما في السودان فرغم حروب التقسيم والحصار  وحرب السنتين التي استهدفت هوية السودان ودوره ورسالته نرى شعب السودان يخرج اليوم  منتصرا لقواته المسلحة و"مقاومته الشعبية" ولوحدته ولهويته العربية والاسلامية والافريقية  ولدوره ورسالته الحضارية.


اما اللذين يعتقدون ان المقاومة باتت من الماضي فهم يتجاهلون حقيقة كبرى اخرى وهي اننا امام عالم يتغير...ونفوذ استعماري  يتراجع..وكيان صهيوني يهتز وقيادته تواصل وحشيّتها وتمددها وهو امر يزيد من حاجتنا للمقاومة ولتمددها ،كماً  ونوعاً، ودراسة معمّقة لتجاربها.
 

كما على المراهنين على سقوط المقاومة ان يدركوا ان  هؤلاء الاعداء يحتاجون لادواتهم المحلية لحين ثم يتخلون عنهم حين يصبحون عبئا عليهم كما  رأينا مع شاه ايران ومع حكام كابول واليوم مع زيلينسكي اوكرانيا.

 

أن يقول البعض ان المقاومة باتت من الماضي فوجهة نظر... اما ان يبني حساباته وسياساته على اساس هذا الوهم فهو خطأ فادح يرقى الى مستوى الخطيئة. 
ان تمسكنا اليوم بحقنا في المقاومة ليس لانها الاقوى في النهاية فقط بل اولا لأن دعم المقاومة  واجب  وطني وقومي وديني وانساني واخلاقي ..يحاسب عليه كل واحد منا  في الدنيا والاخرة..

التعليقات (0)