- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
ميديل إيست أي: الأنظمة العربية "خانت" غزة وحان الوقت لتغيير المسار
ميديل إيست أي: الأنظمة العربية "خانت" غزة وحان الوقت لتغيير المسار
- 6 نوفمبر 2023, 2:51:38 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت صحيفة "ميديل إيست أي"، مقالا للكاتب محمد عياش ذكر فيه أنه على الدول العربية أن تقطع كافة علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وأن لا تكتفي بالشجب والإدانات في ظل هذه الإبادة الجماعية والتهجير القسري الذي تقوم به إسرائيل.
وقالت الصحيفة: "بینما یواجه الشعب الفلسطیني إبادة جماعیة، حیث تقتلھم إسرائیل بشكل عشوائي، وتقوم بتھجیرھم وتدمیر بلداتھم ومدنھم، یتعین على الدول العربیة أن تتحرك بطریقة مجدیة، لقد حان الوقت للعالم العربي، بما في ذلك السلطة الفلسطینیة، أن یقطع علاقاته الدبلوماسیة مع دولة الاحتلال فالكلمات لا تكفي، كما أن قرارات الأمم المتحدة لیست كافیة والإدانات الرسمیة لیست كافیة أيضا، والقلیل من المساعدات لا یكفي فھذه كلھا كلمات فارغة وأفعال لا معنى لھا".
وتابعت: "إن كل الدول، بحكم تصمیمھا لا تستجیب إلا لمصالحھا الذاتیة، ولیس للنداءات الأخلاقیة، وعلى الرغم من أنني سأظل ملتزما دائما بتقدیم قضیة مبنیة على العدالة، إلا أنني أرید التركیز ھنا على سبب كون قطع العلاقات مع إسرائیل على الفور من المصلحة الذاتیة للدول العربیة، لسببین رئیسیین، تنظر الأنظمة العربیة حالیا إلى أن مصلحتھا الذاتیة مرتبطة بالوضع الراھن، حیث تمضي إسرائیل في مشروعھا الاستعماري الاستیطاني وتتجاھل الدول العربیة القضیة الفلسطینیة، فھم أولاً وقبل كل شيء یخشون القوة العسكریة الإسرائیلیة، بما في ذلك حقیقة كونھا قوة نوویة، ولا تعتقد الدول العربیة أن المواجھة مع إسرائیل ھي في مصلحتھا، لأن إسرائیل وحلفائھا الغربیین قادرون على تدمیر الجیوش العربیة".
وأضافت: "وثانیاً، ھذه الأنظمة لا ترید مواجھة القوى الغربیة، إنھم جمیعا یدركون أن إسرائیل ھي موقع استیطاني للغرب، وبما أنھم قد حسبوا أنھم لا یستطیعون معارضة القوة الأمریكیة، فقد قرروا العمل ضمن ھذه الحدود، الأمر الذي یجلب فوائد اقتصادیة أیضا، وفي الحقیقة فإن الفوائد الاقتصادیة المتراكمة من ھذا النھج تتركز إلى حد كبیر في أیدي أقلیة من النخب السیاسیة والاقتصادیة، وقد یتسرب بعضھا إلى الطبقات المتوسطة، ولكن في الإجمال فإن أغلبیة شعوب المنطقة لا تستفید من ھذا التطبيع، وترى عن حق أن النخب الحاكمة في ھذه المنطقة فاسدة. ھذا ما كانت تدور حوله الانتفاضات العربیة منذ عام 2011".
الروح الثوریة
وقالت الصحيفة: "ورغم أن الأنظمة العربیة تمكنت من ھزیمة الانتفاضات والحفاظ على قوتھا من خلال عنف الدولة ـ بما في ذلك السجن والتعذیب والقتل والرقابة والمراقبة الشاملة ـ فإن الروح الثوریة لم تُھزم. وسوف تنھض من جدید لا محالة وتطالب بإسقاط ھذه الأنظمة، وفي حین أن النخب السیاسیة والاقتصادیة قد تنظر إلى ھذا باعتباره مشكلة یمكن التحكم فیھا ویمكن التعامل معھا من خلال "التدابیر الأمنیة"، تماما كما فعلت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرین، فإننا نٔحذر من الخلط بین النتائج القصیرة الأجل والاستقرار، الطویل الأجل ــ والأھم من ذلك، الخلط بین الثروة والكرامة والحریة الحقیقیة والسیادة".
وتابعت:" "إن الناس في جمیع أنحاء المنطقة یدعمون فلسطین بأغلبیة ساحقة لأسباب مختلفة، بما في ذلك أنھم یعتبرون النضال الفلسطیني انعكا ًسا لمحنتھم ورغبتھم في الكرامة والحریة. إنھم یشعرون بالارتیاح عندما یرون الشعب الفلسطیني، بموارد قلیلة وبدون دولة رسمیة، یقف في وجه كل القوة العسكریة للولایات المتحدة وإسرائیل.. وسرعان ما ترتد مثل ھذه الأفكار على الأنظمة التي تدعي أنھا تمثلھا. وبدأوا یتساءلون لماذا فشل النظامان المصري والأردني في التحرك لتخفیف معاناة الفلسطینیین في غزة، أو لماذا لم تستخدم المملكة العربیة السعودیة نفوذ إمداداتھا من النفط للضغط على الولایات المتحدة لحملھا على وقف دعمھا للحرب التي تخوضھا إسرائیل".
الشرعیة تجبرهم على تغيير المسار
وقالت الصحيفة: "وفي حین أن ھذه الأنظمة قد تكون قادرة على منع شعوبھا من التعبیر بشكل جماعي عن مثل ھذه الأسئلة كمطالب شعبیة على النظام، إلا أن ھذه الأسئلة تظل في قلوب الناس وعقولھم، وتتم مناقشتھا في المجتمعات في جمیع أنحاء العالم العربي.
إذن ما ھي المصلحة الذاتیة لھذه الأنظمة في تغییر المسار الآن؟ باختصار، الجواب ھو الشرعیة.
لا تتمتع الأنظمة الشمولیة بارتباط عضوي مع الأشخاص الذین تحكمھم، بل ارتباط قائم على الخوف. على الرغم من أن شرعیة النظام الحاكم یمكن الحفاظ علیھا من خلال القوة لفترات طویلة من الزمن، إلا أنھا شكل غیر فعال وغیر مستقر من الشرعیة.
إن أسرع طریقة یمكن لھذه الأنظمة من خلالھا تطویر علاقة عضویة مع شعوبھا ھي اتخاذ إجراءات ملموسة تقف في وجھ إسرائیل والولایات المتحدة. وفي الواقع، یمكن للنضال الفلسطیني أن یمنح ھذه الدول شرعیة عضویة لدى الجماھیر. عندھا فقط یمكنھم أن یصبحوا
متحررین وسیادیین حقًا. تناول الشعلة
ھناك مكان خاص في التاریخ ینتظر أن یُملأ، لیظھر قادة حقیقیون یحملون شعلة التحریر الفلسطیني.
إن النھج الحالي الذي تتبناه الدول العربیة من شأنھ أن یجعل منھا مجرد ھوامش في التاریخ، أو فكرة لاحقة، لأن أقوالھا وأفعالھا لا تعدو أن تكون تعبیراً عن عجزھا عن معارضة المطالب الإمبریالیة للإمبراطوریة الأمریكیة. ولكي یتمكنوا من الوصول إلى النص الرئیسي، علیھم أن یغیروا تفكیرھم بشكل جذري ویتخذوا موقفاً أكثر جرأة ضد إسرائیل والقوة الإمبریالیة الأمریكیة.. وھذا لا یعني بالضرورة حرباً مع الولایات المتحدة أو إسرائیل. ومن الممكن أن تعمل الضغوط الاقتصادیة والسیاسیة بفعالیة كبیرة، وربما أكثر من أي وقت مضى".
واختتمت: “تتمتع الدول العربیة بنفوذ اقتصادي كبیر، ورغم أن ھذا الطریق سیكون طویلاً وصعباً، إلا أنھا لن تسلكھ بمفردھا. وبالفعل، قطعت البحرین وبولیفیا علاقاتھما الرسمیة مع إسرائیل، حین سحبت تشیلي وكولومبیا سفیریھما. وسوف تدعم العدید من الدول الأخرى ھذا النھج المتمثل في تكثیف الضغوط السیاسیة والاقتصادیة على الولایات المتحدة وإسرائیل..یمكن لتحالف عالمي من الدول أن یصبح قوة جبارة إذا واجھوا بشكل جماعي وصریح ومباشر القوة الإمبریالیة الأمریكیة، بھدف طردھا من المنطقة. وبنفس الطریقة، یمكن دفع إسرائیل للتخلي عن مشروعھا الاستعماري الاستیطاني..إذا تم اتخاذ مثل ھذا الإجراء، فیمكن للدول العربیة أن تنتقل من كونھا سط ًرا في ھوامش التاریخ إلى كتابة كتاب جدید تما ًما. إن الظروف مواتیة بالفعل، حیث أصبح الناس في مختلف أنحاء العالم ـ وخاصة في الجنوب العالمي، وأیضاً في أمیركا الشمالیة وأوروبا ـ یشعرون بالضجر على نحو متزاید من الإمبریالیة الأوروبیة الأمیركیة”.
المصدر من جريدة ميديل إيست أي من هنا