- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
نبيل عمرو يكتب: فلسطين والحرب الأوكرانية الروسية
نبيل عمرو يكتب: فلسطين والحرب الأوكرانية الروسية
- 2 مارس 2022, 9:18:06 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في حرب عسكرية واقتصادية تشمل الكون كله وان بفعاليات متفاوتة، لابد وان يكون لفلسطين دوراً فيها شريطة ان يمارس بعيدا عن المع والضد، فليس لدى فلسطين ما تمنح في مجال المع وليس لديها ما تمنع في مجال الضد.
اذا …. أي دور متاح لفلسطين ان تلعب في حرب شاملة ومركبة وقد بلغت حافة التهديد النووي؟ في هذا الصدد لن اذهب باتجاه الشعارات المفرغة من القدرات ولن اذهب الى الحسابات كما لو اننا طرف فاعل في معادلات الاستقطاب بصورتها الراهنة وتطوراتها المستقبلية، وما دام الامر كذلك فاين هو الدور الفلسطيني فيما يجري وكيف ينبغي ان يمارس؟
ان العالم الذي يقف الان بأغلبية كاسحة لمصلحة رفض الاجتياج الروسي ويتخذ إجراءات فعالة لمصلحة شعب ودولة أوكرانيا ينبغي ان نواصل تذكيره بالتشابه بين الحالتين من معظم الجوانب.
اكرر… اننا كفلسطينيين لسنا مطالبين ان نكون مع طرف ضد طرف آخر، الا اننا مع العدالة التي يجري احترامها في كل مكان الا عندنا.
هنالك تشابه في الحالة.. أوكرانيا تتعرض لاجتياح من قبل قوة اكبر منها بكثير، وفلسطين تجثم تحت احتلال وفق كل المقاييس هو الأكبر في ميزان القوى، ثم هو في ذات الوقت الأطول عمرا من بين كل الاحتلالات التي شهدها القرنان العشرون والحادي والعشرون.
التبرير الذي تسوقه الدول التي تحاصر روسيا هو ان دولة وشعبا يتعرضان لاجتياح عسكري من قبل دولة اقوى وأكبر، ما يستوجب عقوبات تصل حد الخنق، اما هنا فلا اختلاف في الجوهر والحيثيات والمغزى، فالدولة الأقوى هي إسرائيل والشعب الذي تصل معاناته من الاحتلال حد الخنق هو الشعب الفلسطيني، واذا كانت الأمور من حيث مساحة المكان وعدد السكان والموقع مختلفة كثيرا هناك عن ما هو عندنا هنا فان التماثل في العمق والمغزى يكاد يكون كاملا.
اذا. من واجب الالة السياسية والديبلوماسية والإعلامية الفلسطينية، ان تنفض الغبار عنها وتغادر جمودها وخمولها بأن تمارس عملا مضاعفا لتذكير العالم الذي يتجند ضد ما يصفه باحتلال دولة لدولة أخرى، بأن هنالك ما يشبه ذلك تماما في مكان آخر واذا كان خصوم الروس في الحرب الراهنة قد لجؤوا الى مجلس الامن ومنه الى الجمعية العامة فقد فعلنا ذلك قبلهم وكانت النتيجة دوما فيتو امريكي في مجلس الامن بدا كما لو انه اخترع خصيصا من اجل إعاقة الحق الفلسطيني، وتهميش حد الإلغاء لقرارات الجمعية العامة التي تحولنا فيها الى زبائن دائمين يكسبون الأصوات بدرجة عالية ويخسرون تنفيذ القرارات بصورة دائمة.
في مسألة كهذه نحن كفلسطينيين في الجانب الأكثر عدالة باعتراف العالم كله والأكثر احتياجا للدعم والتبني خصوصا ونحن ننادي بالسلام الدائم والعادل، وحل الدولتين بعد ان سقط من ادبياتنا ما كنا نتهم به ”إبادة دولة إسرائيل”.
كنا تعودنا على ان تمارس الولايات المتحدة سياسة الكيل بمكيالين ومنح الاحتلال الإسرائيلي افضلية في الدعم والتبني، وكنا تعودنا كذلك على عجز الدول الأخرى ومنها الاوربية عن تقديم دعم سياسي مؤثر يقرب الفلسطينيين من أهدافهم المعترف بها من قبلهم.
ان الاحتشاد الدولي الراهن بمساحته غير المسبوقة وبمجالات عقوباته التي بلغت كل شيء بما في ذلك لاعبي كرة القدم، يوفر لنا نحن الفلسطينيين حجة منطقية في سجالنا طويل الأمد مع المحتلين وفي حقنا الانساني والأخلاقي والقانوني في التخلص من الاحتلال وإقامة دولتنا الوطنية المستقلة على ارضنا، ذلك وفق الاجماع العالمي على حل الدولتين، الذي ينبغي ان يتم بين دولة قائمة وأخرى ممنوعة من القيام.
هذا هو دورنا في الحرب الدائرة الان بين روسيا واوكرانيا وهو دور يعفينا من الارتهان لمواقف المع والضد. ان العالم الذي يقف الان بأغلبية كاسحة لمصلحة رفض الاجتياج الروسي ويتخذ إجراءات فعالة لمصلحة شعب ودولة أوكرانيا ينبغي ان نواصل تذكيره بالتشابه بين الحالتين من معظم الجوانب.
اكرر… اننا كفلسطينيين لسنا مطالبين ان نكون مع طرف ضد طرف آخر، الا اننا مع العدالة التي يجري احترامها في كل مكان الا عندنا.