هجمات متزامنة.. التهديد الإيراني يحفز التقارب بين مثلث تركيا والإمارات وإسرائيل

profile
  • clock 9 فبراير 2022, 4:54:48 م
  • eye 530
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وسط التحركات المتزامنة للتقارب بين مثلث تركيا والإمارات وإسرائيل، واجهت الأصول الإماراتية والتركية سلسلة من الهجمات، يعتقد أن جماعات مرتبطة بإيران تقف وراءها.
وأطلق الحوثيون صواريخ على الإمارات 3 مرات الشهر الماضي كان آخرها في 31 يناير/كانون الثاني عندما زار الرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوغ" أبوظبي. ثم تعرضت قاعدة عسكرية تركية في العراق للهجوم في 3 فبراير/شباط، بعد يوم من إعلان ​​جماعة تطلق على نفسها "ألوية الوعد الحق"، وهي جماعة مرتبطة بـ"كتائب حزب الله" العراقية، أنها أطلقت 4 طائرات مسيرة استهدفت منشآت حيوية في الإمارات.
وفي الوقت الذي تتطلع فيه إسرائيل إلى إضافة بُعد أمني لعلاقاتها مع الإمارات والبحرين، لا ينبغي أن تكون ردود الفعل الإيرانية عبر الوكلاء مفاجأة. ولا ينبغي أن يكون استهداف تركيا مفاجئًا أيضًا، وسط سعيها لتحسين علاقاتها مع دول الخليج وإسرائيل.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها القوات التركية في قاعدة بعشيقة بالقرب من الموصل للهجوم، لكن توقيت حادثة 3 فبراير/شباط كان لافتا. وقالت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها "أحرار سنجار" إنها شنت الهجوم لأن الحكومة العراقية فشلت في حماية سنجار، التي تلاحق تركيا فيها حزب العمال الكردستاني وفروعه المحلية.
ولطالما كان لحزب العمال الكردستاني - الذي تصنفه أنقرة جماعة إرهابية - قواعد في جبال كردستان العراق على طول الحدود التركية. ومنذ عام 2014، وسع الحزب وجوده إلى سنجار بعد مساعدة الأيزيديين ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
ومن المحتمل جدًا أن تكون "أحرار سنجار" مرتبطة بوحدات الحشد الشعبي العراقية. وفور الهجوم، تعهد "حميد الموسوي"، زعيم تحالف "الفتح" الشيعي وكتلة الإطار التنسيقي في العراق، بطرد "قوات الاحتلال" كافة من العراق، بما في ذلك القوات الأمريكية والتركية.
وتجاهلت أنقرة دعوات متكررة من بغداد لإخلاء قاعدة بعشيقة التي أنشأتها عام 2015 لتدريب ميليشيا سنية تسمى "الحشد الوطني" لتحرير الموصل من تنظيم "الدولة الإسلامية". وقبل يوم من الهجوم على القاعدة، قصفت تركيا أهدافا في سنجار ومخمور وديريك في سوريا.
وأدت غارة مخمور إلى مقتل 8 أشخاص، من بينهم 5 من أعضاء حزب العمال الكردستاني، وإصابة 17 آخرين. وفي ديريك، قُتل 4 مقاتلين من "قوات سوريا الديمقراطية" التي تعتبرها تركيا فرعًا من حزب العمال الكردستاني. وقد أشاد الرئيس "رجب طيب أردوغان"، في تصريحات 3 فبراير/شباط، بحكومة إقليم كردستان بقيادة "نيجيرفان بارزاني" لـ "تضامنها المتزايد" مع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني.
وقد يكون العامل المشترك الآخر وراء الهجمات على الأهداف الإماراتية والتركية هو الجهود المستمرة لتشكيل حكومة ائتلافية في العراق حيث أثار رجل الدين الشيعي "مقتدى الصدر"، الفائز في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول، غضب طهران لتمسكه بتشكيل حكومة أغلبية مع كتلتين سنيتين وكتلة كردية، مستثنيا الأحزاب الشيعية الموالية لإيران. وبينما تضغط طهران من أجل جبهة شيعية موحدة، كما هو الحال منذ 2005، يبدو أن خطة "الصدر" تتداخل مع مصالح كل من تركيا والإمارات.
وقد عارض "الصدر" أيضًا العمليات العسكرية التركية في العراق لكن يبدو أن أنقرة تفضل "الصدر" بدلا من الكتلة الشيعية المنافسة التي تضم قادتها رئيس الوزراء السابق "نوري المالكي".
وجرى استقبال "الصدر" على مستوى عالٍ في أنقرة عام 2009، بما في ذلك ترتيب اجتماع مع "أردوغان" الذي كان رئيسًا للوزراء في ذلك الوقت. وقد حدثت عدة اتصالات أخرى مع "الصدر" في السنوات التالية، ولكن دون نتيجة تذكر.
وفي عام 2016، كان أنصار "الصدر" في طليعة الاحتجاجات ضد قاعدة بعشيقة خارج السفارة التركية في بغداد. وقد أعلن "الصدر" موقفه ضد استخدام القوى الأجنبية للعراق كمسرح نفوذ وانتقد عمليات تركيا ضد حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية.
ومع ذلك  فإن موقف "الصدر" الأكثر قومية ضد النفوذ الإيراني في العراق مهم لأنقرة. وستكون كل من تركيا ودول الخليج السنية راضية عن حكومة يقودها "الصدر" وتحد من النفوذ الإيراني في العراق.
وفي الإمارات، ألقت هجمات الحوثي وزيارة "هرتسوغ" بظلالها على ذوبان الجليد مع إيران. وبحسب ما ورد تسببت الهجمات في إلغاء زيارة رئاسية إيرانية إلى الإمارات الشهر الجاري.
وفي سياق علاقات الإمارات مع إسرائيل، هدد الحوثيون بمزيد من الهجمات، بينما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" دعمًا استخباريًا وأمنيًا للإمارات في رسالة إلى ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد".
المصدر | فهيم تستكين/ المونيتور 

التعليقات (0)