وفاة الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف

profile
  • clock 13 يونيو 2021, 9:50:28 ص
  • eye 1243
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

‏توفي اليوم الشاعر والمترجم العراقي الكبير سعدي يوسف،عن عمر ناهز ال 87 عاما .

‏والشاعر العراقي يعد من أعظم الشعراء المعاصرين الذين كتبوا بالعربية، وهو مع أدونيس ومحمود درويش،

 أحد عمالقة الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين.

سعدي يوسف (1934 - 13 حزيران/ يونيو 2021)[4] شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة،

اكمل دراسته الثانوية في البصرة ، تخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954 ، "ليسانس شرف في آداب العربية".

[5] عمل في التدريس والصحافة الثقافية. غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: 

جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. 

في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا.

من قصائده المهمة

قصيدة مصر البهية

هاهي الثورة المصرية تأتي في أعقاب ثورة تونس، فتكتب معها فجر الثورة العربية، 

وها هو الشاعر العربي الكبير الذي طالما غني للثورة وللإنسان يغني أيضا لثورة مصر التي فتحت طاقة للنور، وسط الأفق العربي المظلم والمسدود.

مصرُ البهيّةُ أمُّنا جاءت إلى الساحة

سعدي يوسف

«إلى أحمد فؤاد نجم»

مصرُ البهيّةُ ، أمّـنا ،

جاءت إلى الساحةْ

مصرُ البهيّةُ ،

أشرعتْ للريحِ ،

طَرحتَها ودارتْ رايةً ،

بالفُلّ والبارودِ ، فوّاحةْ

مصرُ البهيّةُ ، أُمُّـنا ،

جاءتْ إلى الساحةْ.

وتكونُ أنتَ

كما عهدتُكَ ، يا رفيقَ العُمرِ

محترقَ الخُطى ،

في ساحة التحريرِ

ما أبهى النضالَ

وأقبحَ الراحةْْ!

مصرُ البهيّةُ ، أمُّـنا ،

جاءتْ إلى الساحةْ

إني أراكَ هناكَ

بالكوفيّةِ الرقطاءِ

والعَـلَـمِ الفلسطينيّ ...

بالحُلْمِ الذي غلغلتَهُ ،

جيلاً فجيلاً ،

في منابتِ مصرَ

يا أحمد فؤاد النجم ...

هاهي ذي القيامةُ آذَنَتْ :

مصرُ البهيّةُ ، أُمُّـنـا ،

جاءتْ إلى الساحةْ !

اهم اعماله

أعماله المنشورة    عدل

الشعر    عدل

1-القرصان (1952) – مطبعة البصري - بغداد

2-أغنيات ليست للآخرين (1955)- مطبعة الأديب - البصرة

3- 51 قصيدة (1959)- بغداد – بمساعدة من وزارة التـربيـة

4-النجم والرماد (1960)- مطبعة اتحادالأدباء

5-قصائد مرئية (1965)- المطبعة العصرية – صيدا

6-بعيداً عن السماء الأولى (1970)- دار الآداب – بيروت

7-نهايات الشمال الإفريقي (1972 ) – دار العودة - بيروت

8-الأخضر بن يوسف ومشاغله(1972)- مطبعة الأديب - بغداد

9-تحت جدارية فائق حسن (1974)- دار الفارابي - بيروت

10-الليالي كلها (1976)- مطبعة الأديب - بغداد

11-الساعة الأخيرة (1977)- دار الآداب - بيروت

12-كيف كتب الأخضر بن يوسف قصيدته الجديدة (1977)- دار الآداب

13-قصائد اقل صمتاً (1979)- دار الفارابي - بيروت

14-الأعمال الشعرية (1980)-دار الفارابي بيروت

15-من يعرف الوردة (1981)- دار ابن رشد - بيروت

16-يوميات الجنوب يوميات الجنون (1981)- دار ابن رشد - بيروت

17-مريم تأتي (1983)- دار حوار - اللاذقية

18-الينبوع (1983)- دار الهمداني - عدن

19-خذ وردة الثلج، خذ القيراونية (1987)- بيروت – دار الكلمة

20-محاولات (1990)- دار الآداب

21-قصائد باريس، شجر ايثاكا (1992)- دار الجمل - ألمانيا

22-جنة المنسيات (1993)- دار الجديد - بيروت

23-الوحيد يستيقظ (1993)- بيروت- المؤسسة العربية للدراسات والنشر

24-ايروتيكا (1994)- دار المدى – دمشق

25-كل حانات العالم (1995)- المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت

26-الأعمال الشعرية - ثلاثة مجلدات- (1995)- دار المدى – دمشق

27- قصائد ساذجة - 1996- دار المدى - دمشق

28-قصائد العاصمة القديمة (2001)- دار المدى

29-اربع حركات – قصائد مختارة- (1996)- قصور الثقافة - القاهرة

30-حانة القرد المفكر (1997)- دار النهار - بيروت

31-يوميات اسير القلعة (2000)- دار المدى

32-حياة صريحة (2001 ) – دار المدى

33-الأعمال الشعرية ( أربعة مجلدات ) – 2002 – دار المدى – دمشق

34-الخطوة الخامسة ( المجلد الخامس من الأعمال الشعرية ) – 2003 – دار المدى

35-صلاة الوثـني – دار نينوى – دمشق - 2004

شعر مترجم صادر في حياة الكاتب    عدل

1-اوراق العشب – والت ويتمان (1979)- دار ابن رشد - بيروت

2-وداعاً للإسكندرية التي تفقدها – كافافي (1979)- دار الفارابي – بيروت

3-إيماءات - يانيس ريستوس (1979)- دار ابن رشد - بيروت

4-الأغاني وما بعدها – لوركا (1981)- دار ابن رشد

5-ديوان الأمير وحكاية فاطمة – غونار أكيلف (1981)- ابن رشد

6-شجرة ليمون في القلب – فاسكو بوبا (1981)- ابن رشد

7-سماء صافية - أونغاريتي (1981)- ابن رشد

8-قصائد – هولان (1981)- ابن رشد

9-باب سيوه وقصائد أخرى - توم لامونت (2001)- ألِف – القاهرة

10-حليب مراق – سارة ماغواير – دار المدى (2003 ) - دمشق- سوريا

قصائد أخرى عن القاهرة

القاهرة: سبع قصائد

القاهـــرة 1

 لم يَدُرْ في خاطرِ القاهرةِ الليلُ الذي نعرفُـهُ…

إنّ سماءً  أُثقِلَتْ بالنَّفَسِ الساخنِ آناءَ النهارِ

استسلمتْ لِـلّـيلِ كي تنسى قليلاً وطأةَ الأرضِ،

وكي تشربَ نوراً مُسْـكِراً يحملُنا حتى الصباحِ الباردِ ...

القاهرةُ

البيتُ الذي لم ينقسمْ بيتَينِ

والغصنُ الذي لم ينقصِفْ فَرعَينِ

والعَينُ التي تَنْعَمُ في بحبوحةِ الـجَفنَينِ ...

والقاهرةُ

المعنى الذي ظلَّ يُطِلُّ:

الوردُ والـمِسْكُ

وغصنُ البانِ والشوكُ ...

وتلكَ النعمةُ السابغةُ:

البسمةُ والنيلُ !

نأتي القاهرةْ   و

مثلَ ما نأتي إلى جَدَّتِنا بعد طوافٍ خائبٍ

أيتُها الـجَدّةُ:

كم أرهَقَنا العالَمُ !

يا أيتها الـجَدّةُ :

ضُـمِّـينا إلى أحفادِكِ المنتظِرين ...

لندن 27.02.2007

القاهرة 2

ربما شاغـلتْنا الجسورُ التي حملتْ عرباتِ الملوكِ عن النهرِ. أعمقَ كالرملِ

ينسربُ النهرُ ، يبلغُ واحاتِ مصرَ البعيدةَ، حيث التواريخُ مكتوبةٌ باللغاتِ

التي تتناسى تواريخَها. النهرُ يدخلُ في وجنةِ الطفلِ طَمْـياً وخِصباً، ويدخلُ

في نَـهدَي البنتِ. يدخلُ من عتْبةِ البيتِ. مصرُ المعابدِ حيثُ التماسيحُ آلهةٌ

والملوكُ ينامون في الغُرَفِ الـمُذْهَباتِ وفي مَرْكَبِ الشمسِ. مصرُ التي لم تجدْ

ما تُسَـمّى بهِ غيرَ مصـرَ. انـتبذْنا من الليلِ رُكناً قريباً من البحرِ. كانت

تماثيلُ من مرمرٍ غابرٍ تتراءى وترحل في الموجِ . كانت شفاهٌ تسيـلْ .

لندن 27.02.2007

القاهــرة 3

حانــة ستيلاّ

لم تكن حانةً .

ربما قبـل قرنـينِ كانت. ورُبّـتَما وُجِدَتْ قبلَ أن يُعصَــرَ الخمرُ. أعني كأن موائدَها

رُكِّبَـتْ من ضلوعِ سفائنَ غارقةٍ من زمانِ البطالسةِ. الضـوءُ يدخل كالمتردِّدِ. لا شمس َ

في مـصرَ. كان الزجاجُ القديمُ ثخيناً بفعلِ الترابِ الثخينِ. الزوايا محدّدةٌ لذويها. زوايا

السجونِ الـتي تتعتّقُ فيها الجواربُ. ماذا ؟ القبارصةُ ارتحلوا منذ قرنٍ، ولكنهم يسكنون

القـناني التي احتفظت باسمِهِم: إنه القبرصيُّ. الشرابُ الذي يترنّحُ بين العَمى والبروقِ .

ولكنها الحانةُ      

الحانةُ الحقُّ ...     

فيها انتظرْنا الزمانَ الجديدَ، وفيها شهِدنا معاركَنا، والقصائدَ تولَــدُ مُشْـرَبةً بالتمرُّدِ .   

كنّـا إذا ما ترنّحَ منتصفُ الليلِ، نرفعُ سقفَ الأغاني. سيأتي إلينا الـمُـغَنّونَ من كل فَج  ٍّ

عميقٍ. ويأتي إلينا السقاةُ وقد أصبحوا الشاربِينَ. بلادٌ مؤقّـتةٌ بين منتصفِ الليلِ والصبحِ.

لا بارَ في الحانةِ. البارُ يشبهُ أولى المتاريسِ. حصنٌ حصينٌ له حارسٌ واحدٌ. لن يمرَّ الهواةُ ... 

إذاً ، فلنكنْ مثلَ من دخلوا حانةً. ولنكنْ مثلَ مَن لم يرَوا حانةً. نحن في البرزخِ. الصبحُ جاءْ .

لندن 27.02.2007

القاهرة 4

مقهى البستان

لا أعرفُ مَن ســمّى هذا المقهى، " البستانَ "

و لا أدري سبباً ...

أعرفُ أن المقهى يحتلُّ تقاطُعَ دربَينِ ذَوَي وِرشاتٍ للميكانيك

وأكشاكٍ تَعرِضُ أضغاثاً متناثرةً بين السجّاد وأجهزةِ الهاتفِِ

والخبزِ البلديّ،

وأعرفُ أن الفحمَ هو اللونُ هنا في هذي الزاوية الدكناءِ من العالَمِ ...

أعرفُ هذا، وأُسائِلُ نفسي: مَن سـمّى البلقعَ بستاناً ؟

مَن جاءَ بما يفترضُ البستانُ: زهوراً، شجراً، وطيوراً، وإلخ ... ؟

الأشياءُ هنا متداعيةٌ

حتى لم يَعُد المرءُ  ليأمنَ  كرسيّـا .ً

والشايُ هنا أسودُ كالفحمِ

إذاً أين البستانُ؟

أقولُ لكم: إن "البستان" هو الحُلمُ الأوّلُ بالبستان !

لندن 28.02.2007

القاهـــرة  5

ستكونُ لي بيتاً …

تلُفُّ رداءَها القطنَ المهفهفَ حولَ أضلاعي الرميمِ:

ألم تجيءْ لتنامَ؟

كم طوّفتَ في الآفاقِ حتى لم تَعُدْ تدري بأيّ سقيفةٍ انتَ!

البلادُ وسيعةٌ أبداً

وضيّـقةٌ …

وأنتَ تدورُ

كالخذروفِ أنتَ تدورُ

ترمي حبْلَكَ امرأةٌ إلى امرأةٍ إلى امرأةٍ

وأنتَ تدورُ …

فلْتهدأْ!

أقِـمْ حيثُ النواقيسُ الغريقةُ في مياه النهرِ

حيثُ الصبحُ شمسٌ

حيثُ اللوتُسُ الأبديُّ تمضَغُهُ الجواميسُ؛

اقترِبْ مني  …

ولا تجفَلْ

ألم تشعرْ بأن ردائيَ القطنَ المهفهَفَ حولَكَ ؟

الأبقارُ في الوادي

وأنت على جلاجلِها تنـــام …

لندن 28.02.2007

القــاهرة 6

"الدرب الأصفر"

حجرٌ قديمٌ يرتدي أبهى ملابسِـهِ .

المساءُ  يجيءُ مرتطِماً بأبـخرةٍ ، ومرشوشاً على الدربِ،

المقاهي في الرصيفِ

وأهلُها في الشـارعِ:

التَّبِغُ المعسّـلُ. شايُها. والفولُ أخضرَ يُثْقِلُ العرباتِ

تنتظرُ البناتُ الليلَ كي يُبْدِينَ ما يُخْفِينَ ...

أطلبُ قهوةً سوداءَ .

يسألُـني فتى المقهى:

أظُـنُّكَ لستَ من مصرَ؟

الكلامُ يطولُ ...

أطلبُ قهوةً أخرى، وأُصغي للفتى.

كان المسـاءُ  يُقِــيْمُ  حفلتَه التي لن تنتهي إلاّ مع الصّبحِ .

الأغاني سوف تبدأُ ...

ربّـما من سـَحْبةٍ تُفْضي إلى دربٍ عجيبٍ ...

قد يكون هناكَ

خلفَ ستارةِ المقهى !

لندن   28.02.2007

القـــاهرة 7

النادي اليوناني

في حمّامِ النادي تسمع موسيقى اليونانيينَ

وفي الصالةِ تسمعُ أغنيةَ المصريينَ ...

وفي الصالة تنعقدُ الأبخرةُ:

الأنفاسُ

دخانُ سجائرَ

سيجارٌ كوبيٌّ

حتى لكأنّ الدنيا تطفو في الغيمةِ ... أولَ أيامِ الـخَلْقِ .

وفي الصالةِ دمدمةٌ

في الصالةِ غمغمةٌ

في الصالةِ همهمةٌ

في الصالةِ لا تسمعُ حتى صوتَكَ ...

في الصالةِ تنسى أنك في الصالةِ

تنسى أنكَ في النادي اليونانيّ!

لندن 01.03.2007.

التعليقات (0)