تكبير الخط تصغير الخط

جمع الرجل المسن، وهو بكل صحته أبنائه من الذكور والإناث مع أحفاده وهم كثر في منزل الأسرة الذي يعيش فيه مع زوجته المقعدة، ومنحهم ساعات عدة للنقاش بينهم في طبيعة توزيع البيوت والمزارع والسيارات والأموال، وأمر بأن تجهز لهم وليمة، وقد جرى الإتفاق على توزيع تلك الأملاك بالتراضي.

لكن أخطر ما فعله الرجل المسن، ولكي يتجنب فكرة أن يتمنى الأبناء موته وزوجته ليرثوا منزل الأسرة الذي يقيمان فيه إنه قرر بيع المنزل، وتوزيع ثمنه بينهم، وقرر أن يستأجر منزلا صغيرا.

وبرر ذلك أن المنزل المؤجر لن يكون مطمعا للأبناء فقد أخذوا كل شيء، والمطلوب منهم أن يزوره ووالدتهم في المنزل المؤجر، وأن يتكفل هو بدفع الإيجار، وتكاليف المعيشة من النزر القليل من المال الذي بحوزته، وهو لايشكل مطمعا للأبناء الذين أخذوا كل شيء.

وليطمئن أن لايستشعر في نفوسهم تمني موته ليتقاسموا ممتلكاته فقد أخذوا كل شيء، والمنزل مؤجر، وسيعود الى مالكه بعد موته، ولم يعد من شيء يطمعون به.