إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: صحافة الديمقراطية وصحافة الحزب الواحد

profile
  • clock 28 مايو 2024, 12:26:15 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في الدول الديمقراطية تسعى الحكومات الرسمية إلى الحفاظ على الصحافة الحرة والمستقلة والتي تعبر بشكل جلي عن السلطة الرابعة التي تمارسها الصحافة من نقد وتصحيح بدون المس بأي شخص أو كيان بل تكون معبرة فقط عن رأي المواطن وهمومه وتحارب الفساد والإقصاء بل تكون رأي الجميع بغض النظر عن الانتماء الحزبي والسياسي أو الديني أو العرقي فهي للكل.

أما في دولنا العربية نرى العكس في صحافة الرأي الواحد والحزب الواحد وصحافة الإقصاء ممن ينتقد أو يكون ذو رأي مختلف عما يعبر عنه الحزب الحاكم أو السلطة الحاكمة وإقصاء هذا الرأي ومنعه عن التعبير عن رأيه حتى لو كان يتحدث بصوت المواطن أو صوت الوطن فالحزبية هنا أهم من الوطن والمواطن و من يخرج عنها كمن خرج عن الصف الوطني أو الإجماع العام وهو ما يعبر عن كتم واخراس الرأي الآخر وتهميشه وهنا اعبر بما اني مواطن فلسطيني عن الصحافة الفلسطينية التي تقوم بذلك أيضا فهي في الغالبية تعبر عن الصوت الواحد وتهمش أو تمنع الآخر وفي الفترة الأخيرة تتجه إلى تأميم بعض الصحف التي كانت مستقلة وتتمتع ببعض الحرية في ظل الاحتلال الصهيوني الذي هو مسلط أيضا على رقاب المواطن ويقمع حريته في كل شيء، فالقانون ينص في الدول الديمقراطية على حرية الصحافة في انتقاد الحكومة وانتقاد توجهاتها أن كانت سياسة أو اقتصادية لا تعبر عن رأي الأغلبية.

فإما أن تكون صحافيا مستقلا أو لا تكون صحافيا، هذا هو العنوان الأبرز لصحافة اليوم والغد، وهو ما نجده في البلدان الديمقراطية، خاصة في ظل الدور المتعاظم الذى تقوم به وسائل الإعلام المختلفة كقاطرة في أي تغيير منشود.

وإذا كانت البلدان الديمقراطية تحتفظ بالصحافة الحزبية فقط في متاحفها، فإن بعض الدول الديمقراطية تخلت منذ نهاية القرن التاسع عشر عن الصحافة الحزبية نهائيا .

التعليقات (0)