جريمة لا تُغتفر

الاحتلال يعترف بـ"فشل عملياتي" بشأن استهداف 15 من العاملين في الطواقم الطبية بغزة

profile
  • clock 21 أبريل 2025, 4:59:15 م
  • eye 475
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

أقرّ الجيش الإسرائيلي بوقوع ما وصفه بـ"فشل مهني" و"خرق للأوامر" في حادثة استهداف 15 من العاملين في الطواقم الطبية في قطاع غزة الشهر الماضي، وذلك في اعتراف نادر بعد موجة من الإدانات الدولية والتقارير الميدانية التي وثّقت الجريمة.

بحسب نتائج التحقيق الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي، فإن ما حدث في 23 مارس/آذار بمنطقة تل السلطان في رفح كان نتيجة "سوء فهم عملياتي"، ونتيجة لذلك، تقرر فصل نائب قائد الكتيبة، وتوجيه توبيخ رسمي لقائدها.

وكانت الغارة قد استهدفت قافلة طبية تضم سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر والدفاع المدني، بالإضافة إلى موظف في وكالة تابعة للأمم المتحدة، ما أسفر عن استشهاد 15 شخصًا في واحدة من أعنف الهجمات على الطواقم الإنسانية في غزة منذ بدء الحرب.

الهلال الأحمر: الاستهداف تم من مسافة قريبة

 

أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها كانت تحمل شارات مرئية وأضواء طوارئ مشغّلة عند وقوع الاستهداف، مشيرة إلى أن المسعفين تم استهدافهم من مسافة تتراوح بين 20 إلى 30 مترًا، وفق تحليل لصور التقطتها طائرات استطلاع إسرائيلية.

وقد وُصفت هذه الحادثة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنها "الهجوم الأكثر دموية على طواقمها منذ ثماني سنوات".

الاحتلال غيّر روايته بعد ظهور فيديو من هاتف مسعف

 

في البداية، زعمت السلطات الإسرائيلية أن المركبات المستهدفة لم تكن مميزة بشارات طبية، لكنها عادت وعدلت روايتها بعد انتشار فيديو تم العثور عليه في هاتف أحد الشهداء، يظهر بوضوح وجود إشارات طبية وأضواء تحذيرية، بالإضافة إلى إطلاق النار على سيارات الإسعاف لأكثر من خمس دقائق.

طمر الجثامين بالبلدوزر: جريمة مركّبة

بحسب التحقيق العسكري، قامت القوات الإسرائيلية بجرف الجثامين مع المركبات ودفنها في حفرة جماعية، بزعم الحاجة لاستخدام الطريق كممر إجلاء لاحقًا. وقد تم العثور على الجثامين بعد أسبوع بواسطة فرق الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

وقد أشار التقرير إلى أن القرار بـ"سحق المركبات" كان خطأً، لكنه نفى وجود نية لإخفاء الأدلة.

محاولة ربط الضحايا بحماس دون دليل

خلال التحقيق، زعم الجيش أن 6 من الشهداء الـ15 ينتمون إلى حركة حماس، لكنه لم يقدم أي دليل يثبت ذلك، في حين نفت حماس هذه الاتهامات بشكل قاطع، مؤكدة أن المستهدفين عاملون إنسانيون موثقون ومسجلون لدى مؤسسات دولية.

وأكد التحقيق أيضًا أنه لم يُعثر على أي سلاح داخل سيارات الإسعاف، وأن أي ادعاءات بحدوث إعدامات أو تقييد للمسعفين قبل قتلهم "غير مدعومة بالأدلة".

إدانات دولية واستمرار المطالب بالتحقيق المستقل

في أعقاب الحادثة، طالبت منظمات حقوقية ودولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، بفتح تحقيقات مستقلة وشفافة في سلوك الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الجارية، خصوصًا فيما يتعلق باستهداف المنشآت والطواقم الطبية.

وقد وثّقت الأمم المتحدة استشهاد أكثر من 150 من العاملين في الإسعاف والدفاع المدني منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى أكثر من 1000 من الكوادر الطبية والصحية خلال تأدية واجبهم الإنساني في ظل العدوان الإسرائيلي.

جريمة لا تُغتفر رغم الاعتراف الجزئي

رغم الاعتراف الإسرائيلي بـ"الخطأ العملياتي"، تبقى جريمة قتل المسعفين في غزة واحدة من أبرز الأدلة على استهداف الاحتلال المتعمد للعمل الإنساني. الاعتراف لا يُلغي الفعل، ولا يعفي من المسؤولية الجنائية، خصوصًا في ظل غياب أي محاسبة حقيقية حتى اللحظة.

التعليقات (0)