- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
التغير المناخي.. من "وادي الموت" إلى خريطة عالمية مرعبة
التغير المناخي.. من "وادي الموت" إلى خريطة عالمية مرعبة
- 30 سبتمبر 2022, 11:03:05 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يشهد العالم مؤخرا واقعا جديدا ومؤلما بفعل التغير المناخي، فلم يعد "وادي الموت" الأمريكي مجرد مثال، بل صار حالة من أوروبا إلى الصين.
و"ديث فالي" (وادي الموت) هو محمية وطنية في كاليفورنيا الأمريكية، يعتبر المكان الأكثر سخونة على وجه الأرض"، حيث تصل درجة الحرارة هناك إلى 54.4 درجة مئوية، وهو مستوى لم يسجل من قبل بالأجهزة الحديثة.
وبات التغير المناخي يبتلع مقومات الحياة على الأرض، ففي شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين تعرَّضت الأرض لموجات حرارية غير مسبوقة، ضربت أوروبا خاصة، لكنها طالت دولا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا كذلك.
وارتفعت درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية، وكالعادة تحطمت العديد من الأرقام القياسية القديمة.
الخريطة المرعبة
وفي خريطة مرعبة نشرتها وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) في 13 يوليو/تموز 2022، ظهر معظم نصف الكرة الأرضية الشرقي وكأنّه يشتعل.
القارة العجوز كانت أكبر المتضررين، ففي أوروبا الغربية، التي كانت تعاني بالفعل من الجفاف الشديد، أشعلت موجة الحر الحرائق في البرتغال وإسبانيا وأجزاء من فرنسا، وفقا لـ "بي بي سي" الإنجليزية.
في البرتغال تحديدا وصلت درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية في 13 يوليو/تموز في بلدة ليريا، حيث احترق أكثر من 7400 فدان من الأراضي، وكان أكثر من نصف البلاد في حالة تأهب قصوى حيث كافح رجال الإطفاء 14 حريقا نشطا.
وفي شمال أفريقيا، عانت تونس من موجة حارة وحرائق دمَّرت محصول الحبوب في البلاد.
في 13 يوليو/تموز في العاصمة تونس، وصلت درجة الحرارة إلى 48 درجة مئوية، مُحطِّمة بذلك الرقم القياسي المُسجَّل منذ 40 عاما.
وفي إيران، ظلت درجات الحرارة مرتفعة في يوليو/تموز بعد أن وصلت إلى 52 درجة مئوية في أواخر يونيو/حزيران.
وفي الصين، تسبب الصيف في ثلاث موجات حرارية أدَّت إلى التواء الطرق وذوبان القطران.
وسجَّل مرصد شنغهاي كسوجياهوي أعلى درجة حرارة له على الإطلاق وهي 40.9 درجة مئوية في 13 يوليو/تموز 2022.
موجات الحر أدوات للقتل
يتعجب البعض من وصف الموجة الحارة بأداة قتل، بل واحدة من أكثر أدوات القتل رعبا في العالم المعاصر، ولكنها الحقيقة عند تعريف الموجة الحارة.
فالموجة الحارة لا تُشير إلى درجة حرارة محددة، وإنما تعني ارتفاعا مفاجئا في درجات الحرارة عن معدلاتها في مكان ما بفارق شديد.
فقد تكون مثلا درجة حرارة 35 مئوية بالنسبة لمكان ما هي المعدل الطبيعي، لكن أن تصل الحرارة في ألمانيا إلى 38 مئوية، وبولندا إلى الرقم نفسه تقريبا، وأن تتخطى في إسبانيا حاجز 40 مئوية، فإن ذلك يُعَدُّ ارتفاعا ضخما عن المعدلات المعتادة، لدرجة تؤدي عادة إلى سقوط أعداد من القتلى بسبب الإجهاد الحراري.
وتراوح عدد القتلى على سبيل المثال بين 30-50 ألف شخص خلال موجة الحر الشديدة التي ضربت أوروبا خلال عام 2003، وكلَّفت الاتحاد الأوروبي قرابة 13 مليار دولار من الخسائر.
كما نتذكر الموجة الحارة الهائلة التي ضربت روسيا عام 2010 وتسبَّبت في مقتل نحو 60 ألف شخص.
وفي الهند، خلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار 2015 فقد اجتاحت البلاد موجة شديدة الحرارة، قتلت 1700 شخص.
وفي نفس العام، ضربت موجة أخرى باكستان في يونيو/حزيران وقتلت 1300 شخص في كراتشي بشكل رئيسي، ثم توغلت بعد ذلك في البلاد لتقتل 770 شخصا في أنحاء أخرى من البلاد.
خفض الانبعاثات
يؤكد زيك هاوسفاثير، عالم المناخ في مركز "بريكثرو اينستيتيوت"، أنه من دون خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، المنخفضة، سيبقى هذا النوع من الظواهر "الأكثر تكراراً".
ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة المرتبط بالاحتباس الحراري بدوره إلى زيادة تكرار وشدة حالات الجفاف وحرائق الغابات والعواصف وكذلك الفيضانات، إلى جانب تضاعف في موجات الحر المضرة بالزراعة والقاتلة للإنسان.
ويلخص روبير فوتار، عالم المناخ، ومدير "معهد بيار سيمون لابلاس" الوضع بالقول إن "حدوث فيضان يعني عدداً من القتلى، ربما عشرات. لكن كل موجة حر تسبب موت الآلاف، ونحن نعرف أن موجات الحر تتضاعف".
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في سبتمبر/أيلول 2021، من أنه "بدون خفض فوري وسريع وواسع لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري لن نكون قادرين على الحد من الاحتباس الحراري بـ1,5 درجة مئوية وستكون العواقب كارثية