- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: قراءة في واقع معركة ثأر الأحرار
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: قراءة في واقع معركة ثأر الأحرار
- 11 مايو 2023, 10:14:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اشتدت الإعتداءات على المسجد الأقصى فالتهبت الساحات ، والتهبت الضفة ، وأُثْخِنَت جراحات العدو ، وأصبح العدو يعاني شراسة الهجمة من الفلسطينيين ، والخلافات الداخلية ومظاهراتها أمام مفاصل الدولة ، وظلَّ الأمل في إسكات الشارع الصهيوني ، ولا يسكته في نظرهم إلا مواجهة مع إحدى الساحات ، وخاصة: غزة التي مرغت أنوفهم في كل مواجهة ، وأفقدت هذا العدو قوة الردع الوهمية ، التي سيطر بها على عالمنا الإسلامي ، فكانت الدراسة لكسر شوكة غزة ، ولكن!!! يا ترى هل تُكْسَرُ شوكة غزة؟
بدأ الإحتلال ينظر إلى نقطة الضعف في غزة ، كيف سيبيض وجهه في ضربة تعيد له ماء وجهه ، هل يصلح البدء بالكبير؟ لا لا ، فهذا دوما محتاط وقد واجهناه مراراً ولا زال متماسكاً يملك العقول المُدَبِّرَة التي أصبحت تحاربنا على مدار الساعة، فهل تنجح ضربة له؟ لا لا ، فهذا الضربة له غير مضمونة.
ماذا نفعل؟ هل نختار إحدى التنظيمات الصغيرة؟ ، لا لا ، فهذه كلها بيد حماس ، ولا حجَّة عندنا لضربها فهي لا تتحرك إلا مع المجموع.
يبقى تنظيمٌ واحدٌ يمكن أنْ نحقق من خلاله استعادة قوة الردع ، ونُسْكِت جبهتنا الداخلية ، إنه الجهاد الإسلامي ، فالضربة له تؤتي ثمارها ، فهو تنظيم وازن ، وفي نفس الوقت غير مُحصَّن التحصين الكامل ويسهل الوصول لقياداته ، ثمَّ إنَّ الضربة للجهاد تجعل الجهاد يتحرك للثأر ونبدأ باصطيادة فنبيض وجوهنا ، وفي نفس الوقت نبدأ بحملة اعلامية لتشويه حماس ، التي ستتعرى وهي تنظر إلى الجهاد والأمور تَتَفَلَّت من يديها ، فنُشَوِّهها من خلال عملائنا والحاقدين والرعاع ، وبهذا نحقق العديد من الأهداف:
أولاها: إشغال الضفة واسكاتها ، ثانيها: إرضاء جبهتنا الداخلية ولجم المعارضة ، ثالثها: استعادة قوة الردع المفقودة ، رابعها: فصل الساحات والانفراد بغزة ، وخامسها: فلتان في غزة وتشويه لحماس ، وبهذا نحقق الأهداف كاملة.
*المفاجأة:*
(١) حماس تضبط الميدان ولا فلتان ولأول مرة لا تطلق رصاصة واحدة إلا بإذن حماس ، فالإدارة لحماس ، والضرب للجهاد والغرفة.
(٢) صعود نجم حماس وشعور العدو بالقهر واليأس من الإهمال فلا حتى بيان من حماس او تعليق يشفي غليلها فهي تدير من وراء الكواليس ، وهذا مقيت.
(٣) انقلاب الموازين ، ففي الماضي كانت المقاومة تخلي أماكنها ، واليوم ، فالإحتلال يخلي بهلعٍ سكان الغلاف ، وكانت المقاومة ترابط على الحدود خوفاً من الاقتحام ، واليوم يقيم الاحتلال كمائن متخفية على الغلاف خوفاً من الاقتحام.
(٤) صحيح ان العدو أثخن في الجهاد ، لكنّ الضربات التي تلقاها العدو مؤلمة جدا ، وما يوجع أنّ هذه الضربات فيها نوع جديد من الصواريخ ، فإذا كانت هذه الضربات موجعة بهذا الشكل ، فكيف بضربات حماس لو دخلت المعركة؟.
إنّ واقع المعركة وإنْ كان العدو قد حقق هدف الإغتيال ، إلا أنّه لم يحقق أي من أهدافه المرجوة ، بل كشف عن زيفه ، حيث بان واضحاً تراجعه مقابل تطور المقاومة ، وزاد الإنشقاق في صفه ، وأُدْخِلَ الرُّعب في قلب جنده ، وأصبح العدو في حيرة من أمره ، فكل خطوة يخطوها ينقلب بها السحر على الساحر ، فما عساه أن يفعل؟ ، فلا طريق إلا طريق تكليف الوسطاء بإخراجه بماء وجهه ليظهر أنه حقق نصراً وهمياً أمام جمهوره والاعلام.