- ℃ 11 تركيا
- 28 نوفمبر 2024
الشاعر رِفَعَتِ الزُهَرِيُّ يكتب: غَاَبَ عَنْتَرَةُ - مصر
الشاعر رِفَعَتِ الزُهَرِيُّ يكتب: غَاَبَ عَنْتَرَةُ - مصر
- 28 نوفمبر 2024, 7:55:10 م
- 70
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الشاعر رِفَعَتِ الزُهَرِيُّ
غَاَبَ عَنِ الْمَيْدَانِ عَنْتَرَةْ
أَوْهَنَ الْعَزْمَ فَأَضْعَفَهْ
أَمَّ دَهَمَهُ الْمَرَضُ فَأَقَعَدَهْ
أَرَهَنَ السَّيْفَ لِدِيْنِ أَفْقَرَهْ
*
عَنْتَرَةُ رَحِلَ بِأَهْلِهِ لِلْحَاضِرَةِ
ضَاقَ كَرًّها بِالْبَادِيَةِ !
*
غَاَبَ فَعَادَ أَصْحَابُ الْمَشَئمَةِ
أَمَّةٌ كَانَتْ بِالْأَمْسِ مُشْرِدَةٌ
يَتَخَطَّفُهَا الطَّيْرُ وَالْقُلُوبُ مُرْجِفَةٌ
بَعَثَهُمُ الْغَرْبُ بِسَيْفٍ وَمَقْصِلَةٍ
نَسَبَ صَهْيُونَا لِلْأَرْضِ الطَّاهِرَةِ
الْغَرْبُ أَمِيرُهُمْ وَالْجُيُوشُ فاجرة
قَرِينُهُمْ عَجَلٌ يَأْخُذُهُمْ بِالنَّاصِيَةِ
*
وَعَنْتَرَةَ الْفَارِسِ فَقَدَ الرَّذَانَةِ
وَبَنُوهُ تَائِهُونَ فِي الْعَاصِفَةِ
وَأَخُوهُمْ وَحِيدٌ فِي الْمَلْحَمَةِ
في غزة رهين حِصَار وَ مَذبَحة
تَتَقَاذَفُهُ حِمَّمٌ وَكِلَابٌ ضَارِيَةٌ
أَحْرَقُوهُ وَبَنِيهِ وَأُمُّهُ الصَّابِرَةُ
وَالزُوجَةُ وَالشَهِيدُ فِي المَقبَرة
مَزْرُوعٌ فِي وَطَنِهِ لَا يَخَشَى الْهَاوِيَةِ
وَالْأَقْصَى تَحْفَظُهُ أَرُواحٌ صَاعِدَةٌ
وَتَلْعَنُ كُلَّ حِينٍ غَرْبًا وَصَهَايِنَةً
وَعَنْتَرَةَ أَعْجَبَتْهُ بضاعة رائجة
أتخمت عدوا ونفسه راضية
ومن لا يداهن ريحا عاتية
*
بَنُوُ عَنتَرة تَنادُوا في وَدَاعة
خَاصَمُوا نَخْوَةً وَشَهَامَةً
وَالسَّيْفُ اِنْدِفَاعٌ صَارَ غُوَايَةً
فِيهْم الضَّعْفُ بَعْدَ الْجَسَارَةِ
رَاموا سَلَامًا وَهُوَ اِسْتِهَانَةٌ
الحِلَفْ مَعَ الْعَدُوِّ وَبَيْنَهم خُسَارَة
والْعَدُوُّ صَدِيقٌ وَالشَّقِيقُ نَذَالَةٌ
مَالَهُم فِي الْغَرْبِ يَعِيشُون إِسْتِدَانَةً
دُوْلَارُهُ يَرْبُوْ بِهم وَبِالْتِجَارَةِ
بِأَيْدِيهم دَمَرْوَا مُنْتَجًا وَصِنَاعَةً
الْغَرْبُ يُطْعِمُهم صَارَواَ عَالَةً
أُيطِيْبُ عِيْشَ ذَلٍ وَاسْتِكَانَةٍ
أُمَمٌ تَنْهَضُ بِالْعِلْمِ وَالْإِدَارَةِ
وَأُمَّتُنَا فِي الْوَرَاءِ كَسِلَانَةٍ
*
هَلْ مَاتَ عَنْتَرَةُ؟
وَلِيَ زَمَانَهُ وَأَقْبَرَهُ
كَلاًّ، بَلْ قُلُوبُهُمْ مُقَيدَةٌ
تَخَشَّى سَيْفاً وَمَعْمَعَةً
تَودُّ حَيَاةً مُنْعَمَةً
وَهِيَ تَحْيَا فِي الْمَقْبَرَةِ
*
عَنْتَرَةُ بِذْرَةٌ
فِي أَرْضٍ طَيِّبَةٍ
تَرُوِّيْهَا غَزَّةٌ
فَنَبْتَتْ شَجَرَةٌ
وَغَدَا تَطْرُحُ الثَّمَرَةُ!