- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
حسن مدبولي يكتب : نيفين ملك و رفيق حبيب
حسن مدبولي يكتب : نيفين ملك و رفيق حبيب
- 2 مايو 2021, 5:11:08 م
- 940
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نيفين ملك
ورفيق حبيب
هذه المرة نختص بالحديث عن شخصيتين مصريتين جديرتين بكل إحترام وتبجيل،
هما معا يمثلان الشخصية المصرية الحقيقية المحبة المتجردة الشفافة المخلصة التى تعتز بالإنتماء لشعبها قولا وفعلا ، لم يتغيرا ، ولم يتلونا ، ودائما ما تتبين فيهما الإيثار ، ومنابع الخير ،
حتى عندما دخلا عالم السياسة لم يتلوثا بوساخاته وقذاراته ، وقفا مساندين لما رأوه أنه الحق، بلا حسابات صغيرة ضيقة ،
ولا أصابتهما ردة تشى بقلوب مريضة منافقة ، كانت حساباتهما الوحيدة هى الضمير ، وتحملا فى ذلك جملة من المتاعب ؟
أولا نيفين ملك
نفين ملك، هى وجه أنثوى مصرى رقيق جميل وجاد ، محترم وبشوش يليق بمصر، وتعتز مصر به ،
تراها وتنصت لكلماتها تشعر أن العالم لا يزال بخير ولن يفقده ، أما عندما تقرأ لها فإنك ستعرف المنطق والعلم واللغة البسيطة فى حروفها العميقة بمدلولاتها ، وتستمد الرؤية السديدة منها ، شخصية عبقرية كلها تسامح وصبر ودأب ، تدعوا دائما للتعايش بين كل المصريين، وتكافح باستمرار من أجل الحرية والعزة والكرامة للجمبع ،
لم يكن انتمائها الدينى عائق يمنعها من مساندة من ترى إنه يستحق المساندة ، بالعكس ضربت مثلا تاريخيا يتشرف به كل مصرى ،
فلم يغريها بريق المال ولا السلطة،ولم تستعمل نفسها أوقلمها لخدمة مصالحها الذاتية ، بل تراها خسرت الكثير جدا، لكنها رفضت أن تكسب العالم ثم تخسر نفسها ؟
انها من خير من انجبتهم أرض الكنانة، كأنها عروس النيل،قذفت بروحها فيه لكى تجلب الخير لشعبها كما تعتقد وتؤمن،حتى وإن كانت حياتها هى الثمن،
تبقى نيفين ملك حقوقية مصرية آمنت بحرية الجميع ، فلم تتفلسف أو تداهن ، ورغم أنها تعيش حاليا فى الغربة ،لكنها هنا فى قلوب من يعلمون قيمتها ،،
كل عام ونيفين ملك بألف خير ،،،
ثانيا الدكتور رفيق حبيب،
هو مفكر مصرى كبير،ونجل القس صموئيل حبيب، أول رئيس للطائفة الإنجيلية في مصر، ومؤسس الهيئة القبطية للخدمات الاجتماعية،
حصل رفيق على درجة الماجستير في الآداب تخصص علم النفس من كلية الآداب بجامعة عين شمس في 1985،
ثم درجة دكتوراه الفلسفة في الآداب تخصص علم نفس اجتماعي في 1988.
وبالرغم من المناخ المتدين الذي أحاط برفيق حبيب، إلا أنه أصبح شغوفا بالثقافة والحضارة الإسلامية،
وظهر ذلك من خلال دوره الكبير فى تأسيس حزب الوسط ذو المرجعية الإسلامية ، الدكتور رفيق حبيب يعتبر من أهم مفكرى مصر فى الوقت الحالى ،
له الكثير من المؤلفات التى تؤكد على الهوية المصرية العربية الإسلامية ،
كما تعطى مواقفه السياسية المعلنة مثالا على الوطنية التى تجمع ولا تفرق أو تقصى ، وتظهر إخلاصا عز وجوده وندر ،،
ظلم الدكتور رفيق حبيب نفسه عندما قيد قلمه وأدخله إلى عالم السياسة الملوث الملئ بكل الموبقات ، فقد كان يمكنه إعلان مواقفه بصفته مفكر ومن خلال كتبه ودراساته وابحاثه ( الكثيرة ) كما يفعل فى الوقت الحالى ، لكن يحسب للدكتور رفيق ، إنه دفع ثمنا باهظا نتاج موقفه السياسى ، فلم يرتد ولم يتراجع ، ولم تغره المكاسب الكبيرة التى كان من الممكن أن يحصل عليها فى حال النكوص ،وظل معطيا مثلا رائعا على عظمة المصريين الحقيقيين ،،
إختفى دكتور رفيق حبيب عن الأنظار مؤكدا اعتزاله العمل السياسي، والاكتفاء بكتابة المقالات والتحليلات وإصدار الكتب والمؤلفات،
التى لا تزال تؤكد على تمسكه برؤيته الخاصة بانتماء مصر وهويتها العربية الإسلامية ،
ورفضه لأى إقصاء لتيار الإسلام السياسى من العمل العام تحت أى مبرر ،لم يسلم المفكر الكبير الرائع بالطبع من محاولات كثيرة جدا للإساءة إليه، لكنه يتمسك بالصبر ولغة العظماء
كل عام ودكتور رفيق بألف خير
إن مصر تحتاج بشدة إلى وجود مثل هذا المفكر الكبير فى قلب أحداثها لكى يمكنها أن تلملم ما تبقى من قيم نادرة تتهاوى،
كما أنها تحتاج أيضا إلى روح ومحبة وسلام وقيم وإنتماء نيفين ملك المصرية الأصيلة التى تعتز بأهلها وشعبها بلا أية حسابات!