- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: الديانة الإبراهيمية طريق لسياسة التجهيل في مدينة القدس
د. ناصر محمد معروف يكتب: الديانة الإبراهيمية طريق لسياسة التجهيل في مدينة القدس
- 15 مارس 2023, 1:12:52 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عملت الصهيونية من خلال المجتمع الدولي على صهر الأديان السماوية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية) في دين جديد واحد، وهو مخطط مشروع ما يسمى "الديانة الإبراهيمية" وبالتأكيد أن المقصود من ذلك هو استهداف الإسلام بالدرجة الأولى، حيث بدأ أصحاب هذا المشروع بالحديث عن التقارب بين الأديان، ليتم بعد ذلك توحيدها ودمجها في دين عالمي واحد، وبالطبع فإن ذلك مخططا ممنهجا يعود إلى عام 1993 بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، حيث خرج حينها الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز ليتحدث عن "الشرق الأوسط الجديد" وألف كتابا بهذا العنوان، إلا أن الإمارات هي من تجرأ وخرج ينادي بفكرة البيت الإبراهيمي العام 2020م.
وقد وجدت إسرائيل طريقاً لتنفيذ هذا المخطط وترسيخ سياسة التجهيل من خلال تغيير المناهج، خاصّة في مدينة القدس، فهي بذلك تحقق أهدافها في مدينة القدس، وتُحْكم سيطرتها المطلقة على أراضيها وأحيائها المقدسية، وما حولها، وخاصة ما هو في عمق الضفة الغربية، وكذلك إعادة صياغة تاريخ القدس من جديد، عبر إنتاج أسطورة «أورشليم» القديمة واستحضارها بهدف تحويلها إلى عاصمة الكيان الصهيوني الأبدية في مدينة القدس، ومن هنا ولأجل تحقيق ذلك قامت بتغيير تلك المناهج في مدينة القدس، وفرضت تدريسها بالأفكار التي تراها هي مضللة، تؤسس لجيل يرى الصهيونية ليست شريكة في الأرض؛ بل هي صاحبة الأرض التي لا تنازع فيها أبداً، وكل ما سواها إنما هو دخيل عليها.
لقد بات واضحاً أن الإحتلال الصهيوني يتحكم في الجهاز التعليمي في القدس، مما يشير إلى حجم الكارثة التي وقعت على عقول أهلنا في المدينة المقدسة، والمعضلة أننا لا نجد جميعاً من يقف أمام هذه الهجمة الشرسة والمُجَهِّلة لشعبنا في مدينة القدس من قِبَل هذا المحتل اللئيم، فغياب المرجعية التي تلتف حولها جماهير المدينة، يعني غياب أي برنامج وطني شامل يكفل بالحد الأدنى أن يحافظ على ما تبقى لنا بهذه المدينة المنكوبة.
ورغم ذلك ستظل مدينة القدس تمثل بوصلة الصراع وجذوته التي لا تنطفئ أبداً بإذن الله، فبرغم حالة الانقسام الحاصلة وانحطاط الوسط السياسي إلا أن مدينة القدس ستنتج بإذن الله من يتغلب على هذا الواقع المرير، فقد عودنا شعبنا أن يخرج من وسط الركام والشدائد رافعاً رأسه، متغلباً على كل عقبة كؤود.