- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
د ناصر محمد معروف يكتب: مائدة حزينة من ألمٍ إلى ألم مصطلحٌ جديد (مجمع الأقصى) يزيد من جرح الأقصى
د ناصر محمد معروف يكتب: مائدة حزينة من ألمٍ إلى ألم مصطلحٌ جديد (مجمع الأقصى) يزيد من جرح الأقصى
- 23 يناير 2023, 8:05:02 م
- 372
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مائدة حزينة من ألمٍ إلى ألم مصطلحٌ جديد (مجمع الأقصى) يزيد من جرح الأقصى فيزداد الألم لم نفرغ من اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، حتى أصبحنا والإعلام يردد على آذاننا مصطلحين، الأول: (مجمع الأقصى)، والثاني: (زيارة ابن غفير). إنها العادة التي تروض فيها المنظومة الدولية المعادية للإسلام الشعوب العربية والإسلامية، وما يحزن، أن تجد الإعلام الإسلامي يردد هذه المصطلحات حسبما يرد المحتل، ولا يستحي من ترديدها.
أولا: مصطلح: (مجمع الأقصى): إنها الخطة المرسومة للمسجد الأقصى، حيث التقسيم المكاني والزماني، والظاهر أن الاحتلال يسير في تنفيذ ذلك على قدم وساق، وإن فرصته في تحقيق سائر أحلامه، ينتظره على يد حكومته العنصرية (حكومة المستوطنين الجديدة )، فهاهم يكثفون من اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، ويصرون على تأدية سائر طقوسهم والسجود الملحمي فيه، فبعدما كانت الاقتحامات خمسة أيام أسبوعيا عدا الجمعة والسبت، أصبحت الإقتحامات كل يوم، وبحراسة من حكومتهم، وأصبح أداء الطقوس التلمودية منتظمٌ عندهم. لقد أصبح تقسيم الأقصى مكانيا واقعا يرسخه الاحتلال يوما بعد يوم، فهو يقر للمسلمين ويحصر وجودهم في المصلى القبلي، مسرسخا أن هذا هو المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، وفي المقابل فإنه يُكَثِّف وجوده في المنطقة الجنوبية الغربية، ويحاول أن يقيم كنيسا في التسوية المروانية من الجهة الجنوبية الغربية، وكذلك يُكَثِّف وجوده في الساحة الشمالية الشرقية، ويركز على بناء الكنس فيها لتصبح هذه الأماكن يهودية بحتة، وتقام فيها طقوسهم كاملة.
وكذلك التقسيم الزماني، فالاحتلال يمارس تقسيم الأقصى زمانيا باستمرا دون انقطاع، حيث يمنع المصلين من دخول الأقصى، ولا يأذن لهم بدخوله، إلا بعد دخول المستوطنين وتأديتهم طقوس تلمودهم، وخروجهم من المسجد الأقصى بسلام تحت الحراسة، وبترخيص من حكومة المستوطنين ، وبهذا يكون المتبقي من المسجد الأقصى بعد المصلى القبلي للمسلمين، والجهة الغربية الجنوبية، والساحة الشرقية الشمالية لليهود، وما يزيد فهو ساحة ومعالم يرتادها جميع أتباع الديانات كما يزعمون (مسلمون ، يهود ، نصارى)، ويجعل لكل دين زمنا خاصا يرتاده متى جاء وقته.
وبهذا يُحْصَر المسلمون في المصلى القبلي ليكون هو مسجدهم فقط، ويكون باقي المسجد الأقصى جزءاً منه مخصصا لليهود، وباقي المسجد الأقصى للجميع، (يهودا ونصارى مع المسلمين)، ولذلك أصبح إعلامهم يركز على مصطلح مجمع الأقصى. ثانيا: مصطلح زيارة ابن غفير: ومصطلح زيارة ابن غفير بدلا من اقتحام اللص ابن غفير، أصبح الإعلام يرددها بكثر، وكأنه يقيم شرعية لهذه الحكومة على أرضنا، ونسي الإعلام أن هؤلاء لصوص اقتحموا بلادنا ، وقتَّلوا أهلنا، واحتلوا أرضنا، ولا مسكن لهم عندنا، فلا انتخابات صهيونية تشرعن وجودهم على أرضنا وفي قدسنا ومقدساتنا، ومهما جَمَّل الإحتلا من الإقتحام وسوق له بأنه زيارة، فإن هذا لن يزيل من عقولنا، بأن ابن غفير قد دخل المسجد الأقصى لصاً ولم يستطع البقاء فيه حتى ولو ربع ساعة، ولو كانت زيارة، لكان ابن غفير آمنا في دخوله لا يخاف أحدا، ولو كانت زيارة، لمارس طقوسه مرتاحاً دون تنغيص، أما وإنه دخل تلصصا وسرا، ولم يستطع المكث إلا لدقائق ثم ولى هارباً، يظهر أمام الإعلام بطولته، وهو كاذب ، بل كذوب، وسيظل دخوله اقتحما، ووصمة عارٍ في جبينه، وجبين كل من سكت ورضي وأقر له بذلك. ولهذا فمن واجب الأمة أن تنهض وتأخذ دورها، ولا يترك أمر المسجد الأقصى لجهة معينة، فالكل أمام الله مسئول.