- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب:"حانون" مستوطنة جديدة في غلاف يفتقد الأمان.
عزات جمال يكتب:"حانون" مستوطنة جديدة في غلاف يفتقد الأمان.
- 7 فبراير 2023, 2:51:31 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
منذ استلامها مهام الحكم في دولة الاحتلال تسعى حكومة نتنياهو لاتخاذ مجموعة من القرارات الهادفة إلى كسب ود اليمين "الاسرائيلي" بشقيه الديني والقومي خاصة في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية على الحكومة، وقد بادرت منذ يومها الأول لاتخاذ مجموعة من القرارات التي تدفع في هذا الاتجاه.
سواء فيما يتعلق بشرعنة عمليات الاستيطان أو المصادقة على هدم المنازل الفلسطينية في الضفة والقدس، وصولا للسماح باقتحامات أوسع للمسجد الأقصى وممارسة الطقوس التلمودية..
في هذا الإطار يأتي الإعلان عن إنشاء مستوطنة جديدة في غلاف غزة قرب كيبوتس سعد، تحمل اسم "حانون" نسبة لأحد الوديان الذي يمر قرب المكان، على بعد سبعة كيلومترات من شرق مدينة غزة، وهي بذلك تقع في مدى الصواريخ القصيرة للمقاومة
وهي خطوة تفهم على أنها ذات بُعد سياسي أكثر من أي أبعاد أخرى، فغلاف غزة هو مصطلح يستخدمه الاحتلال في إشارته للمساحة الجغرافية التي تمتد ل 40 كيلو متر شرق حدود قطاع غزة، ومن الحدود المصرية حتى عسقلان، حيث يضم الغلاف ثلاث مجالس إقليمية مركزية تحتوي على 50 كيبوتس ومستوطنة
على مدار العقدين الماضيين كانت هذه المستوطنات هدف مشروع لنيران المقاومة الفلسطينية عبر الصواريخ والقذائف، حيث فشلت الحكومات الصهيونية المتعاقبة في جلب الأمن لسكان الغلاف ومستوطنيه، سواء بالعمليات العسكرية أو مشاريع التحصين والإنذار التي لم تُجد نفعا، وخلصت اللجان المختلفة لتوصيات ملزمة للحكومة بالعمل على نقل سكان الغلاف ومستوطنيه لمناطق المركز والشمال عند أي مواجهة مستقبلية مع غزة
بل لم يعد سراً بأن جيش الاحتلال يجري العديد من المناورات العسكرية والتمارين القتالية، التي تحاكي مواجهة اجتياز عناصر من المقاومة الفلسطينية الحدود من البر أو البحر باتجاه أراضينا المحتلة كما حصل في العام 2014 وهو اعتراف بفشل مشاريع الجُدر الذكية والتحصينات
يعود الفضل للمقاومة الفلسطينية وعملياتها المستمرة في انهاء مشروع الاستيطان في غزة ودفع الاحتلال نحو مغادرتها في العام 2005 ، كما يعود الفضل لها بجعل غلاف غزة بيئة طاردة للاستيطان يفتقد ساكنيه الشعور بالأمن والأمان، عكس ما يعمل الاحتلال على ترويجه أو إظهاره؛ فبمقارنة بسيطة نجد أن مدينة الخليل الفلسطينية في ظل ملاحقة المقاومة وصل عدد المستوطنات فيها إلى 31 والبؤر الاستيطانية 20 أي مجموع ما يحويه كل غلاف غزة، بل إن عدد سكان غلاف غزة البالغ تقريبا 50 ألف مستوطن هو أقل من عُشر عدد مستوطني "كريات أربع" لوحدها!
المعادلة واضحة وبسيطة أينما تنشط المقاومة يصبح ثمن البقاء مكلف، مما يضطر الاحتلال ومستوطنيه إلى التراجع والانكفاء، وعندما تحارب المقاومة وتجرم ينشط الاستيطان وتزدهر مشاريع مصادرة الأراضي.
المطلوب هو تبني استراتيجية وطنية على قاعدة مقاومة الاحتلال بكل الوسائل والأشكال على رأسها المقاومة المسلحة، لمواجهة مخططات الاحتلال وحكومته الفاشية في توسيع عملية الاستيطان ومصادرة المزيد من البيوت والأراضي ، عبر المقاومة وحدها شعبنا قادر على انتزاع حقوقه وتحرير وطننا المحتل.