- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
نجلـس علـى برميل بـارود
بقلم: دافيد بن بست*
دخول الجيش الإسرائيلي المتوقع إلى رفح وإلى محور فيلادلفيا يقلق مصر، التي تخشى من موجة لاجئين غزيين تقتحم الحدود إلى رفح المصرية.
حذار أن توهن الرسائل الحازمة التي تنطلق في العالم، ولا سيما في الولايات المتحدة، إسرائيل الملزمة بمواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف – بما في ذلك الدخول إلى رفح والى محور فيلادلفيا.
في مقابلة أجريتها مع النائب داني دانون، عضو لجنة الخارجية والأمن وسفير إسرائيل في الأمم المتحدة سابقا، سألته عن التهديد الأمريكي بتقليص توريد السلاح إلى إسرائيل، إذا لم تستجب لطلبها الامتناع عن الدخول إلى رفح وتقليص عدد المصابين الغزيين.
وكان جوابه المفاجئ: "إذا لم نتمكن من شراء الذخيرة الدقيقة، لطائراتنا، فسنستخدم ذخيرة غير دقيقة في الحرب في غزة"، ما سيتسبب، بالطبع، بمصابين أكثر.
وأمس، أعلنت الولايات المتحدة عن الدفع قدما بصفقة لتوريد قنابل دقيقة لإسرائيل.
بالنسبة لليوم التالي، أفادت شبكة "سكاي نيوز" التلفزيونية بالعربية بأنها تحوز مسودة اقتراح أمريكي حول مستقبل غزة. وجاء في مسودة الاقتراح انه مع انتهاء الحرب ستبدأ اتصالات مباشرة بين إسرائيل ودول عربية في المنطقة حول إمكانية أن تستلم السلطة الفلسطينية إدارة غزة من خلال تكنوقراط فلسطينيين. "حماس" ستبعد وستفكك كل منظمة مسلحة تعارض حل الدولتين.
كما كتب في مسودة الاقتراح بأنه ستكون موافقة سعودية ومن دول أخرى على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل والمشاركة في إعادة بناء القطاع شريطة أن يكون هناك مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية.
وجاء في الاقتراح أيضا انه سيجمع كل السلاح من القطاع، بما في ذلك السلاح الثقيل، ويدمر.
تعمل واشنطن على جلب قوات عربية ودولية لترابط بين غزة وإسرائيل وبين غزة والحدود المصرية.
وتفيد مصادر في البيت الأبيض بأن اقتراحات بعيدة الأثر لترتيب مكانة إسرائيل في المنطقة سترفع لعناية "الكابنيت" في الزمن القريب القادم.
تطالب إسرائيل كشرط أول إعادة الأسرى وتفكيك كل البنى التحتية لـ"حماس"، تحرك "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني وسيطرة مشتركة لإسرائيل، ومصر وجهات أخرى في محور فيلادلفيا.
إسرائيل لا تستبعد في هذه المرحلة طلبا مصريا لنفي يحيى السنوار ومحمد ضيف إلى إحدى دول الخليج كجزء من الاتفاق الشامل.
قبل كل نقاش تطلب إسرائيل إعادة كل المخطوفين وتعهدا وضمانات أمريكية، مصرية ومن دول أخرى على تنفيذ الاتفاق.
موافقة سعودية على التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل ستشكل أساسا لباقي البنود التي ستكون إسرائيل مستعدة لأن تبحث فيها.
الولايات المتحدة تمارس ضغطا شديدا على السعودية للموافقة المبدئية كي تتقدم في باقي البنود.
المشكلة الأساس هي بالطبع ايران، غير المستعدة في هذه المرحلة حتى للتفكير في إمكانية قبول إسرائيل كدولة شرعية في المنطقة، وتحرك "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني كما يفترض قرار الأمم المتحدة 1701.
وعلى قطر أيضا، التي سيكون لها اغلب الظن دور في المحادثات، يمارس ضغط أمريكي ثقيل لتفعيل نفوذها بحكم المساعدة والدعم المالي اللذين تقدمهما لـ"حماس".
يبدو أن كل تقدم في هذه المرحلة من الحرب لا يزال بعيدا. لكن، لعل الخوف من أن يكون من شأن الحرب مع "حزب الله" أن تتحول إلى حرب إقليمية، نهايتها عواقب غير حميدة، سيحمل كل الأطراف ذات الصلة إلى الفهم بأننا نجلس على برميل بارود، ولعل هذا يؤدي إلى إيجاد حل لهذه المنطقة النازفة.
*مدير عام راديو أف أم 100.
معاريف