- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
سفير الاحتلال الأسبق بواشنطن: عودة الردع تمر عبر لبنان
سفير الاحتلال الأسبق بواشنطن: عودة الردع تمر عبر لبنان
- 30 سبتمبر 2024, 12:40:54 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مايكل أورين، سفير الاحتلال الأسبق بالولايات المتحدة
أكد الكاتب الإسرائيلي مايكل أورين، سفير الاحتلال الأسبق لدى الولايات المتحدة، أنه "بالنسبة إلى مجمل مواطني إسرائيل، فإن 7 أكتوبر سيحمل دائماً المعاناة والألم الكبيرين، ولا يمكن لأي إنجاز عسكري، مهما يكن كبيراً، أن يقلل من هذا الألم الذي سيبقى في قلوبنا إلى الأبد، فهجوم حماس دمر نظرية القوة الإسرائيلية، وللأسف، وبعد عام كامل فإن الجيش الإسرائيلي لم ينجح في استعادة سمعته، بحسب كل التقديرات المهنية".
وفي مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، قال أورين إن دخول الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية في عام 1941، جاء في أعقاب الهجوم المفاجئ المدمر الذي شنته اليابان على بيرل هاربور.
وأضاف: "إلا أن القوات الأمريكية تمكنت من التعافي، وحققت انتصارات تاريخية كادت أن تمحو هذه الهزيمة من صفحات التاريخ. ويمكن أيضاً أن نتذكر إسرائيل بنفس الطريقة، ولكن لتحقيق ذلك يجب عليها أن تحقق نصراً حاسماً على حزب الله".
وأوضح أورين أن هجوم حماس دمر مفهوم القوة الإسرائيلية، منوها أن الاحتلال عزز صورته كقوة عسكرية من خلال تحقيق الردع ضد إيران وحلفائها، كما عزز اقتصاده وساعد في تمهيد الطريق للسلام مع الدول العربية المهمة، وفق زعمه.
وتابع: "ورغم أن الجيش الإسرائيلي يتصرف منذ ذلك اليوم بتصميم وبطولة، إلا أنه لم يتمكن من استعادة سمعته وفقا لأغلب التقديرات المهنية. والحقيقة أن حماس لم تُهزم تماما بعد أكثر من 11 شهرا من القتال العنيف، على الرغم من الضرب المبرح وما تعرضت له من إذلال لم يساعد في استعادة هذه السمعة".
وأردف: "أين جيش 1967 الذي هزم قوات أربع دول عربية في ستة أيام؟ التي تعافت من الهجمات المفاجئة على سوريا ومصر عام 1973؟ من أنقذ الرهائن من عنتيبي عام 1976، ومن دمر المفاعل النووي في العراق عام 1981؟ هذا ما سأله العالم كله لنفسه في ذلك السبت الأسود. هذه الشكوك التي تلقي بظلال من الشك على القدرات الدفاعية والهجومية للجيش الإسرائيلي، أضرت بأمن إسرائيل. كما أن عدم توقف قصف حزب الله باتجاه شمال البلاد منذ نحو عام كامل، أدى إلى تفاقم هذه الأضرار. وبدلاً من ردع حزب الله، لم تؤدي الإجراءات الانتقامية المحدودة التي قامت بها إسرائيل إلا إلى تشجيعه على تكثيف إطلاق النار. وبدلاً من القوة، أبدت إسرائيل شعوراً بالرضا النسبي والخوف من التصعيد".
ولفت أورين إلى أنه في الأسبوع الماضي، رد الاحتلال أخيراً بالقوة، فقتل – في عمليات نسب إليه – العشرات من قادة حزب الله ودمر آلاف الصواريخ. وفي حين أن الحزب لا يزال بعيدًا عن الهزيمة الكاملة ولم يستخدم بعد ذخائره الأكثر دقة وفتكًا، فقد شوهت صورته إلى حد لا يمكن قياسه، وفق قوله.
وأشار إلى أنه لهذا السبب، وحتى لوحده، لا ينبغي للاحتلال أن يتوقف، فعلى النقيض من غزة، حيث هدف الاحتلال المعلن هو تدمير حماس، فإن هدفه في لبنان أكثر تواضعاً: وقف إطلاق النار من جانب حزب الله على إسرائيل ودفع الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني. وإذا لم تحقق إسرائيل هذه الأهداف، فلن تتمكن من إعادة عشرات الآلاف من مواطنيها النازحين إلى ديارهم.
وشدد أورين على أن تحقيق هذه الأهداف المحدودة ينطوي أيضًا على خطر فتح جبهة أقوى ضد إيران. كما ستزداد التوترات مع البيت الأبيض الذي يسعى جاهدا لتهدئة المعنويات. ومع ذلك، فإن مخاطر تجنب الحرب تفوق مخاطر البدء بها. إن إنقاذ الشمال ليس فقط على المحك، بل وأيضاً قدرة إسرائيل على تحقيق السلام والأمن على المدى الطويل في الشرق الأوسط، على حد قوله.
وختم مقاله بالقول: "بعد ستة أشهر من بيرل هاربور، في معركة ميدواي، قلبت القوات الأمريكية ميزان القوى ضد اليابان. واليوم، عندما تواجه إسرائيل لبنان، فهذه هي "معركة ميدواي". إذا لم تترددوا في القضاء على حزب الله، فإن إسرائيل تستطيع أن تستعيد السمعة التي فقدتها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. إن الألم والصدمة التي شهدها ذلك اليوم سوف ترافقنا لبقية أيامنا، ولكن يجب علينا أن نفعل كل شيء لإعادة صورة الردع والقوة التي تتمتع بها إسرائيل إلى المسار الصحيح".