- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
حسن حنظل النصار يكتب: محمد الحلبوسي.. باق ويتمدد
أشهد أنك رجل دولة.. وتستحق القيادة بل الرئاسة
حسن حنظل النصار يكتب: محمد الحلبوسي.. باق ويتمدد
- 8 نوفمبر 2024, 4:08:29 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سياسي من الطراز الأول، ويكاد يكون الأوحد بتجربة ليست بعيدة زمنياً، لكنها عظيمة من حيث الأداء والأحداث والتنافس الصعب في بلد مثل العراق الذي يشهد تقلبات سياسية وتزاحماً خارجياً معقداً يستدعي أنواعاً من الصراع المحلي والخارجي، مما ينعكس غالباً على واقع الدولة. وفي الغالب يربك الأداء التشريعي والتنفيذي ويحدّ من قدرة المؤسسات على القيام بدور فاعل يلبي المصالح العليا للدولة ويبعث على التفاؤل بمستقبل مشرق لأبنائها، وهي تتحرر رويداً من ذاكرة العنف والإرهاب والفساد والتدخلات الخارجية والصراع الفئوي والطائفي ورغبة التنكيل والتسقيط وتحجيم الخصوم مع تجاهل قواعد الصراع والاحترام والأخلاق.
لم يتمكنوا منه؛ فهو واضح وصريح ويستطيع الإمساك بخيوط اللعبة، ويتمكن غالباً من توفير الفرصة لخصومه ليعودوا إلى جادة الصواب، لأنه لا يعدهم أعداءً، بل يمنحهم المزيد من الفرص ليتحرروا من عقد الدونية والخوف والحسد الذي يأكل نفوسهم. ولأنه يهاجم ويدافع في العلن ولا يخشى لومة لائم، ولأنهم لم يجدوا عليه ما يستطيعون تدميره به، فقد استعجلوا في التآمر وتلفيق التهم المزيفة لإبعاده عن منصبه رئيساً للبرلمان العراقي، وبطريقة تعبّر عن دونيتهم وتراجعهم الأخلاقي وضعف حجتهم، فالتهمة أكذوبة فارغة، وبرغم ذلك عاد أقوى من السابق وفرض معادلة سياسية جديدة ظهرت في أجلى صورها خلال مفاوضات اختيار رئيس برلمان يحافظ على التوازن العام، ولا يكون باحثاً عن الأزمة والثأرية.
الحلبوسي لا يحتاج إلى المؤامرة؛ لأنه واضح وصريح للغاية، فهو لا يلجأ للتسريبات الصوتية، فهذه ثقافة الضعفاء والفاشلين الذين لا يمتلكون قدرات حقيقية في السياسة وتعودوا على المؤامرة والبحث عن الدسائس في الأنفاق والغرف المظلمة، بلا شرف ولا مسؤولية. وبرغم كل ذلك، يخرج منتصراً من كل معركة يخوضها معهم مضطراً، لأنهم يريدون عكس ذلك، فهو فائز ويريدونه أن يعلن أنه خاسر، وهو حاصل على الأغلبية من مقاعد السنة في البرلمان ويريدون منه أن يقول إنه لا يملك ولا مقعداً واحداً، وعليه أن ينزل عند رغبة البعض من المنقرضين ويسير في المسار الذي يرسمونه هم له ولا يخرج عنه مهما كانت الظروف، على طريقة إخوة يوسف الذين تعودوا الدس والتآمر وصناعة الأكاذيب والتضليل والخداع.. ولكنه باق ويتمدد.