- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: رفح.. رصاصة نتنياهو الأخيرة
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: رفح.. رصاصة نتنياهو الأخيرة
- 20 فبراير 2024, 11:30:28 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تنصب كل الأنظار في الأيام الأخيرة إلى جنوبي قطاع غزة إلى منطقة رفح، بعد إطلاق رئيس وزراء الاحتلال تهديداته بشأن بدء التوغل البري في منطقة رفح الحدودية مع مصر والتي أوت منذ اليوم الأول للعدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عشرات آلاف النازحين من الشمال والوسط.
المصالح الشخصية
نتنياهو الذي يسعى بكل ما يستطيع أن يطيل أمد الحرب لمصالحه الشخصية الضيقة حيث إن توقف القتال يعني نهايته السياسية إما بالمحاكمة أو السجن يسعى بكل قواه للمحافظة على حكومته اليمينية المتطرفة على حساب الدم الفلسطيني.
القناة “13” العبرية الخاصة قالت إن نتنياهو طلب من رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي إعادة تعبئة جنود الاحتياط تمهيدا لشن عملية عسكرية برية في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة.
لقد كان اقتحام رفح مسألة واردة منذ اليوم الأول من العملية البرية للجيش الإسرائيلي، فقد قسم الجيش عملياته العسكرية في قطاع غزة إلى عدة أقسام ومراحل، وقد أنهى 3 مراحل ونحن ندخل في المرحلة الرابعة، وهي الشمال والوسط وخانيونس، والآن رفح في الجنوب.
العدوان البري
إن القيام بالعدوان البري في رفح يؤكد أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق الأهداف الاستراتيجية من اجتياح القطاع، وعلى رأسها قتل قيادات حركة حماس وكتائب القسام، أو إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، لكنه لم يظفر حتى اللحظة بصيد ثمين كاف يجعله ينهي على إثره هذه الحرب.
رغم ما يقوله الجيش الإسرائيلي حول تحقيق إنجازات في معركة خانيونس لكن ذلك غير صحيح، والدليل هو تهربه من مكان لآخر، علما أن خانيونس تضم 5 ألوية للقسام لكنه لم يحقق ما أراده حسب رأيه.
ويرجّح أن تكون المرحلة الحالية هي الأخيرة أو شبه الأخيرة لمعركة الاحتلال البرية في قطاع غزة.
إن الهدف الاستراتيجي لدولة الاحتلال من المعركة المقبلة، تحت حجة (تحرير الرهائن أو سحق كتائب المقاومة)، التي تتحجج بها أمام المجتمع الدولي، لتنفيذ عمليات اقتحام وقتل جماعي في القطاع منذ اليوم الأول، يتمثل بالدفع بالغزيين نحو الحدود المصرية، ومسألة التهجير لا تزال هي الهدف الاستراتيجي للمعركة الحالية، وكذلك الضغط على الجانب المصري لفتح الحدود أمام تدفق النازحين.
مع أن مصر لا زالت ترفض حتى اللحظة فتح الحدود لاعتبارات أمنية وسياسية واقتصادية.
فتح المعابر
إن الموقف المصري لا يزال يتناغم مع الموقف الفلسطيني، إذ يقولون إن تحريك الجيش المصري نحو الحدود ما هو إلا مسرحية هزلية من الجانب المصري للتخفيف من حدة التوتر تجاه مواقف القاهرة في مسألة فتح المعابر وفك الحصار عن القطاع.
في المقابل، يعتبر جانب آخر الموقف المصري بعدم السماح بتدفق اللاجئين مشرفا ونبيلا لأنه يمنع إفراغ القطاع من سكانه وبالتالي يحول دون تصفية وإنهاء القضية الفلسطينية.
محافظة رفح التي يقدر مساحتها بـ62 كيلو مترا مربعا و ما يقارب 250 ألف نسمة من السكان أصبح عدد سكانها يتخطى المليون و300 ألف مواطن مع حركة النزوح التي ضاعفت سكانها، وأن أي مساس لمناطق رفح سيؤدي إلى مجازر واسعة النطاق والكثير من الضحايا في المنطقة.
لقد عمل الاحتلال في حربه على غزة على تدمير أي سبل لعودة الحياة في مناطق القطاع من تدمير للمنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات والبنى التحتية لمناطق الشمال أو وسط القطاع، وإن قوات الاحتلال تضغط على المدنيين للتوجه إلى أماكن بعينها.
وأمام هذه المأساة التي تتعمق وتتفاقم في ظل التواطؤ الدولي والعربي والضوء الأخضر الأمريكي الذي يتحمل المسؤولية عنها كما تتحملها إسرائيل. فإن اجتياح رفح بات رصاصة نتنياهو الأخيرة ومن بعدها طوفان الهزيمة، ومن خلفه بايدن الذي ينافق ويدعم الهجوم العسكري الإسرائيلي، وسط دعواته والغرب عموما الى حماية المدنيين الفلسطينيين التي باتت أسطوانة مشروخة يرددها كثيرون رغم ذلك فإن المقاومة لازالت حاضرة في الميدان تدافع عن الشعب والقضية.